ست الكل :الظلم الذي تعرضت له لم يقهرها وتحول إلى طاقة كبيرة

ماذا تعرف عن هدى شعراوي أبرز نساء ثورة 1919.  

قصة هدى هانم شعراوي جديرة بتحويلها إلى فيلم عربي مشوق من الطراز الأول ، ولا أدري لماذا لم يفكر أحد من المنتجين في ذلك الأمر برغم توفر كل أسباب الإثارة في قصتها!! تعرضت منذ طفولتها لظلم كبير في أسرتها بسبب تفضيل شقيقها الولد عليها، فهو امتداد للأب الذي توفي مبكرا بينما هي بعد زواجها ستحمل اسم زوجها. ورائدة النهضة النسائية اسمها بالكامل نورالهدى محمد سلطان الشعراوي من مواليد صعيد مصر بالمنيا في 23 يونيو عام 1879 والدها كان رئيس مجلس النواب المصري في عهد الخديوي توفيق. وقد توفي والدها الباشا مبكرا، وفي سن الثالثة عشر من عمرها اجبرتها الأسرة على الزواج من ابن عمتها والواصي عليها الذي يكبرها بأربعين عاما وهو متزوج وعنده ثلاث أبناء ، وكان ذلك ظلم مضاعف لها، فقد كان متشددا وحرمها من هوايتها الخاصة العزف على البيانو، لكن هدى شعراوي كانت تتميز بشخصيتها القوية وعنادها فلم تستسلم، وانفصلت عن زوجها بعد فترة ، وعاشت مستقلة سبع سنوات تكونت فيها شخصيتها الحقيفية، ثم عادت إلى زوجها من جديد بشروطها وأهمها الحرية والمعاملة الطيبة، وشاركت سيدتي هدى هانم في ثورة 1919 وقادت المظاهرات النسائية ، وكانت تداوي الجرحى وتساعد أسر الشهداء ، وفي ذات الوقت سعت إلى التصدي لعقلية الرجل الشرقي أو سي السيد الذي عانت منه الكثير وتحرير المرأة عن طريق الاتحاد النسائي المصري وإقامة الندوات وإصدار جريدة تعبر عن فكرها، وظلت حتى وفاتها عام 1947 شعلة نشاط فالظلم الذي تعرضت له لم يقهرها، بل نجحت في تحويله إلى طاقة كبيرة للعمل من أجل نساء مصر ، أراها جديرة بلقب ست الكل.