ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

وجوه مصرية :حسين عبدالرازق أكمل عامه الثمانون. بداية حزب التجمع مختلفة تماما عما نراه حاليا!


صديقي العزيز حسين عبدالرازق عضوا بارزا في نقابة الصحفيين ويعمل في مجال السياسية شارك مع غيره في تأسيس حزب التجمع وهو من قيادات الحزب التاريخية وقبل أيام اكمل عامه الثمانين رأيتها فرصة لأجراء حوار معه بين ماضي الحزب الحافل واوضاعه المؤسفة الحالية.
(زمان كنا معارضة حقيقية )
قلت له : بداية حزب التجمع كانت قوية جدا وعندما توليت حضرتك رئاسة تحرير الأهالي كانت الأعلى توزيعا بين كل الصحف المصرية.. فما الذي جرى للحزب وجريدته ؟وما سر التدهور الذي أصابه ومن فضلك أوعى تقولي :" الدولة تحارب الأحزاب " لتكون شماعة تعلق عليها أسباب ضعف الحزب!!
أجاب ضاحكاً : لا أطمئن لقد كنا أقوياء أيام الدولة القوية وسر قوتنا أيام زمان أننا كنا الحزب والصحيفة الوحيدة التي عارضت السادات ومن بعده مبارك أوائل حكمه بطريقة جذرية وننشر موضوعات لا يجرؤ أحد على نشرها.
ويتذكر حسين عبدالرازق مثالين لذلك.. فقد كان الأستاذ هيكل رحمه الله مغضوبا عليه وكنا أول من خرق الحصار المضروب حوله وادت الحوارات التي اجريناها معه إلى إرتفاع توزيع جريدة الأهالي إلى مائة ألف نسخة سنة 1978 .وأتذكر كذلك التحقيقات مع عصمت السادات شقيق الرئيس الراحل. كنا أول من نشرها واثار ضجة كبرى.
(وانتصر تيار المهادنة )
ويقول القيادي بحزب التجمع : ومع مجيئ الرئيس مبارك كان هناك اتجاهان داخل الحزب.. فريق يرى أنه رغم وجود رئيس جديد فإن جوهر السياسات مازال كما هو.. وكان هذا الرأي يمثل الأغلبية في مواجهة الفريق الآخر الذي يقوده الدكتور رفعت السعيد ويرى ضرورة إعطاء مبارك فرصة وإنه مختلف عن سلفه وان المعركة الرئيسية الآن ضد الإسلام السياسي.!!
وجريدة الأهالي التي توليت رئاستها منذ 19 مايو عام 1982 وحتى عام 1988 كانت تعبر عن التيار الأول وكان خالد محي الدين رئيس الحزب يقف محايدا بين الطرفين لكنه في النهاية انحاز إلى فريق المهادنة واصطدمت معه وقررت الاستقالة بعدما بدأ الخلاف بيني وبينه واضحاً.
(وازداد حزب التجمع ضعفا! )
ويعترف حسين عبدالرازق بأن الحزب فقد الكثير من شعبيته عند الشارع المصري وبدا هناك قناعة لدى الرأي العام بوجود تحالف بين التجمع والحكم القائم نتيجة سلسلة من المواقف الخاطئة أثارت مشاكل حتى داخل الحزب نفسه!
ويضيف القيادي بحزب التجمع قائلا فقد الحزب ثوريته تماما.. وأيام ما كنا معارضة حقيقية كنا ننزل الشارع ونعارض ونوزع البيانات ونقود التظاهرات لكن كل ذلك اختفى وأصبحت المعارضة داخل جدران الحزب وتقتصر على إصدار البيانات. يعني معارضة ورقية!!
وبعد ثورة يناير عام 2011 ازدادت الأوضاع سوء داخل الحزب نتيجة الانشقاق الذي حدث بداخله وخروج عدد من الشخصيات المهمة على رأسها عبدالغفار شكر. وكذلك توجهات قيادات الحزب في إتجاه يميني مؤيدا للحكومة والرئيس أكثر من ذي قبل وهكذا وصل الحزب إلى مرحلة من السوء لم يبلغها من قبل وأصبح في خبر كان فلا حس ولا خبر!!
(الأوضاع حاليا من أسوأ وأخطر ما يمكن! )
سألته عن رأيه في الحاكم الحالي عبدالفتاح السيسي كانت إجابته : الأوضاع حاليا أسوأ وأخطر ما يمكن
ويشرح ما يعنيه قائلا : الشعب المصري راهن في البداية على السيسي ومنحه تأييد غير مسبوق وتوقع منه الكثير ولكن خابت آماله! ورغم انحيازه في خطبه وكلماته للفقراء ومحدودي الدخل إلا أن قراراته كلها منحازة لرجال الأعمال والجزء الغالب منهم رأسمالية غير منتجة فلا تتوقع منهم صناعة أو زراعة وإنما سمسرة وتجارة وخدمات وبالتالي فلا توجد تنمية حقيقية! وهي ذات السياسات التي بدأها السادات عام 1974 بما اسماه الإنفتاح الذي تحول إلى سداح مداح!! وكانت نتيجة سياسات "السيسي" كوارث اقتصادية ذات أبعاد متعددة من أبرزها إرتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الجنيه وارتفاع الديون وزيادة التضخم وغير ذلك من البلاوي واستمرار الأوضاع بهذه الطريقة يمكن أن يؤدي إلى انفجار لا يبقى ولا بذر بسبب الغضب الشعبي من السياسات الفاشلة والذي يزداد كل يوم.
(قصة حب مع شريكة العمر )
وصديقي حسين عبدالرازق متزوج منذ أكثر من نصف قرن وتحديدا عام 1964 من شريكة العمر والنضال فريدة النقاش! ويقول : وقعت في حبها عندما تعرفت عليها في منزل محمد عودة وكان بيته مفتوحا دوما للشباب الواعد يشجعهم  ويساعدهم في تكوين ثقافتهم وفضله كبير على جيلي كله ومازال حبي لنصفي الآخر الحلو قائما بقوة وهناك انسجام كامل بيننا وتلاقي كثير للغاية وفهم عال جدا لتقبل الخلاف في الرأي وخضنا الحياة سويا بحلوها ومرها ودخلنا السجن سويا وانجبت منه ء "رشا وجاسر" وعدد من الأحفاد هم أجمل ما في حياتي.. فشكراً لها. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق