صاحبي إنسان متدين تجاوز السبعين من عمره ، كان يشكو من عدة أمراض فاضطر إلى الإفطار ، قبل ثلاث سنوات ، وأخرج مبلغ محترم من المال يطعم به كل محتاج من الصائمين عوضاً عن إفطاره!
وفي هذا العام شعر بتحسن في صحته فقرر العودة من جديد إلى الإلتزام بفريضة الصوم ، وطلب رأي طبيبه الذي يشرف على علاجه
فقال له : بلاش أحسن!
وإستشار أحد علماء الدين فأفتى له بالصوم ، فإذا شعر بالتعب فإنه يفطر في التو واللحظة!
وأصبح صاحبي حائر بين رأيين ، وجاء يسألني
فقلت له : أنا مع رأي الدكتور .. بلاش أحسن!
ويبدو أنه فوجئ تماماً برأيي ورأه يدخل في دنيا العجائب ، وبدت الدهشة على وجهه ، وقال لي بإمتعاض : كنت أظنك إنسان متدين!!
وتوقعت أن تنحاز إلى رأي الإمام الذي شجعني على الصوم مادمت قادر على ذلك ولا أشعر بالتعب!!
قلت له في هدوء : موضوعك ليس محوره التدين بل صحتك!
وكان يمكن للدكتور أن يقول لك نفس كلام الإمام ، خليك صائم حتى تشعر بالتعب ومن حقك أن تفطر في هذه الحالة!
لكنه حفاظاً على صحتك رفض أن تعود للصوم من جديد لأنه قد يكون له آثار جانبية على صحتك "ولخبطة" في الأدوية التي تتناولها حتى اليوم من الفجر وحتى المساء.
وأسألك عن رأيك في هذا الموضوع ، وهل حضرتك منحاز إلى رأي الطبيب الذي يعالجه أم رجل الدين الفاضل الذي أفتى بجواز صومه مادام لا يشعر بالتعب.؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق