بمناسبة مرور الذكرى ال 80 لزواج أبي وأمي رحمهما الله ، أكتب هذا المقال وأهديه لحضرتك وعندي شبه يقين أنك بعد قراءته ستقول بالفعل هذه النوعية من الزوجات أوشكت على الإنقراض.
وأبدأ كلامي بحكمة شهيرة جداً تقول "وراء كل عظيم امرأة" ، وكنت حتى وقت قريب أعترض عليها وأتساءل : لماذا هي وراءه ؟؟ المفترض أنها بجانبه وليست خلفه !
ولكنني في حياتي أكتشفت أن هذا الكلام الذي رأيته يدخل في دنيا العجائب صحيح تماماً ، وهو ينطبق على نوعية خاصة من زوجات المشاهير بعيدين عن الأضواء تماماً، الواحدة منهن تعيش في الظل ولا يعرف الرأي العام عنها شيئاً ، مع أنها السبب الحقيقي لنجاح هذا النجم الذي تحبه الناس.
وفي معظم دول العالم ترى الشخصية الشهيرة وإلى جانبه زوجته في مختلف اللقاءات العامة ، لكن عقلية الشرق ترفض ذلك ، وسي السيد المشهور "عايز مراته" بعيداً عن الأضواء مهمتها الوحيدة رعاية بيته وأولاده ، وفي قلب الشرق أيضاً وفي مصر تحديداً رأيت وخالطت أنا شخصياً عدد من الزوجات ، زوج الواحدة منهن إنسان ليبرالي ومشهور جداً في المجتمع ، ولا يمانع أبداً أن تكون زوجته معه في كل مكان ، بل ويفتخر بذلك وله الشرف ، ومع ذلك أختارت بإرادتها أن تعيش في الظل ، مع أن دورها كبير جداً جداً في حياة هذا الرجل ملأ السمع والبصر ، وعلى رأس هؤلاء أمي ست الحبايب ، فلم تدلي في حياتها بأي حوار أو لقاء ، والناس تعرف "إحسان عبدالقدوس" أو "سانو" لكنها لا تعرف شريكة العمر "لواحظ" أو "لولا" بضم اللام ،
وأسألك : هل حضرتك تعرف أي شيئ عن السيدة "هدايت" زوجة الكاتب الكبير "محمد حسنين هيكل" أو زوجات "أحمد بهاء الدين ويوسف إدريس" وغيرهم من المشاهير رحمهم الله أو السيدة "هالة الشلقاني " زوجة الفنان "عادل إمام" أطال الله في عمره ودورها كبير جداً في حياته !
وهذه النوعية من الزوجات أوشكن على الإنقراض .. أليس كذلك ؟؟
وبين يديك أبي الغالي وست الحبايب أو "سانو ولولا" بضم اللام.
وربنا يرحمهم.
وكان الكاتب الكبير يقول عن شريكة عمره : لولا "لولا" ما نجح "سانو" !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق