ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022

يوم لا أنساه - د. حسام بدراوي : نجحت في حياتي بفضل مصيبة !!


طبيب غير تقليدي ، من رموز المجتمع المدني البارزة في بلادي ، وله إهتمامات واسعة بالعلم والثقافة والسياسة ..

إنه الدكتور "حسام بدراوي" .. 

وعندما سألته عن يوم لا ينساه في حياته ، قال أنا عندي حكاية غريبة ، فقد نجحت في حياتي كطبيب بفضل مصيبة وقعت لي في بداية حياتي العملية ، 

واقرأوا قصتي فإنها عجيبة جدا ..

ملحوظة : قبل أن تقرأها من فضلك أدعو لصديقي العزيز الدكتور "حسام بدراوي" بالشفاء ، فقد مر بمحنة صحية صعبة للغاية وأجرى عملية جراحية في ألمانيا ، ومكث في العناية المركزة أيام عدة ، والحمد لله صحته تحسنت تدريجياً ، وهو حالياً في دور النقاهة ، وإن شاء الله يعود إلى الوطن ويستأنف نشاطه المتنوع في القريب العاجل بفضل دعواتكم .

ويحكي صديقي الغالي عن اليوم الذي لا ينساه قائلا : 

الحكاية من أولها أنني كنت دائماً من المتفوقين في كلية الطب ، وكان حلمي التخصص في جراحة المخ والأعصاب ، ولم يكن عندي شك في تحقيق ما أحلم به  .. 

وكانت المفاجأة الكبرى عند ظهور النتيجة .. كنت من العشرة الأوائل ، وحصلت على إمتياز في العلوم كلها عدا المادة التي أعشقها ، وكان تقديري فيها "جيد" فقط.

ورأيتها "مصيبة" بكل المقاييس حتى أن أهلي وأقاربي وأصدقائي توقفوا عن تهنئتي بتخرجي بتفوق !

بعدما رأوا "شدة زعلي" .. وكأن لسان حالي يقول لهم : قدموا لي التعزية بدلاً من التهنئة !!

وبحثت عن السبب وراء ما حدث فأكتشفت غبن شديد !! حصلت بإحدى إمتحانات الشفوي في مادتي المفضلة على خمس درجات فقط من خمسين درجة .. يعني ساقط بجدارة .. مستحيل طبعاً .. أنه الظلم بعينه.

وكان قراري الهجرة نهائيا من مصر، وراسلت عدة جامعات ، وقبلتني بالفعل جامعة "ميتشجان" الأمريكية ، وخلال هذه المدة تقدمت للإلتحاق بوظيفة طبيب مقيم بالقصر العيني لحفظ حقي ليس إلا ، واخترت أمراض النساء كرغبة أولى حيث أخي الكبير الدكتور "حمدي" يعمل في هذا المجال ، وكانت رغبتي الثانية علاج طبيعي.

وللمرة الثانية أتعرض لظلم فادح .. تجاهلوا رغبتي الأولى وأعطوني الثانية !! يعني دكتور في العلاج الطبيعي.

وذهبت إلى إدارة الكلية محتجا على هذا الظلم ، قابلت مدير المستشفيات ، وهو شخصية جادة جداً ، وفي ذات الوقت أستاذ بالجراحة .. مادتي المفضلة التي حرموني من التخصص فيها ! ولم أجده متعاطفا معي ، وقال لي بطريقة جافة : نحن لا نخطئ ! أنت مكانك العلاج الطبيعي !

وخرجت من عنده ساخطا متبرما ، راغباً في السفر إلى أمريكا في أقرب وقت ! لكنني لم أستسلم .. ذهبت إلى عميد الكلية في ذلك الوقت الدكتور "حسن حمدي" ، الذي كان واسع الصدر معي ، وبحث شكوتي بدقة ، وتأكد أن درجاتي تسمح لي بالإلتحاق بأمراض النساء والولادة .. وفعلاً تسلمت وظيفتي من باب رفع الظلم ، أما عقلي وقلبي فمع جراحة المخ والأعصاب.

وكانت المفاجأة أنني رأيت في تخصص أمراض النساء والولادة عالماً جديداً ، وما أعظم أن تساعد الأمهات في الإنجاب ، وأن ترى قدرة ربك في كل يوم.

وأحببت عملي الجديد ، ونسيت عشقي القديم ، ونجحت ، وأصبحت طبيباً معروفاً في تخصصي ، وسافرت بعد ذلك إلى "ميتشجان" بأمريكا لإستكمال الدراسات العليا ، لتأكيد تفوقي كطبيب ، والعجيب أنه ذات المكان الذي قررت اللجوء إليه من قبل هربا من مصر ! مفارقة عجيبة .. شكرا لك يا رب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق