سألته عن سر تلك الهواية التي تحولت إلى إحتراف فقال : إنها موهبة من عند ربنا ، لكنني نشأت ببغداد في أسرة مثقفة تحب الفن وكنت تجد في بيتنا أغاني "عبدالحليم حافظ" وأصوات الشيخ "عبدالباسط عبدالصمد والشيخ مصطفى اسماعيل" أشهر من قرأوا القرآن ، يعني جمعنا بين الحسنيين .. الفن والتدين.
سألته عن الأيام التي لا ينساها في حياته ، فأجاب بأنها ثلاث مناسبات :
* المناسبة الأولى : أول حفل وكان بالمدرسة وسني لا يتجاوز ١١ سنة عزفت فيها على العود ، ولقيت إستحسانا كبيرا.
* المناسبة الثانية : حفل عام ١٩٨٤ وكنت شابا يافعا وعزفت بين مجموعة من كبار عازفي العود بمناسبة تكريم أهم صانع عود "بالعراق" في ذلك الوقت واسمه "محمد فاضل" رحمه الله ، ونجاحي في إثبات وجودي وإمتاع الجمهور في هذا الحفل كان بمثابة نقلة ضخمة لي في حياتي الفنية.
* المناسبة الثالثة : عندما جئت إلى "مصر" لأول مرة عام ١٩٩٧ ، ولا أنسى أيامي الأولى فيها ، وكنت وقتئذ أعيش في "تونس" منذ عام ١٩٩٣ ، ولا أنسى حفل نقابة الصحفيين ولا لقاء الأوبرا في المهرجان الموسيقى العربية برئاسة "رتيبة الحفني" وقد حققت نجاحا كبيرا ، وأصر أهل مصر على أن أقيم عندهم مشروع "بيت العود " ، وكنت أنوي إقامته في "لندن" بلاد الإنجليز !!
وأنا مدين لأربعة أشخاص في تشجيعي على الإستقرار بأرض الكنانة وإقامة مشروعي بها وهم الوزير السابق الفنان "فاروق حسني " ، والفنان الراحل "نور الشريف" الذي تحمس لي جداً وشجعني لأقصى حد ، والفنانة "رتيبة الحفني" ، ثم سفير مصر بتونس في ذلك الوقت السفير "مخلص قطب" وهو نموذج للدبلوماسي المثقف المحب للفنون ، وكان يشغل منصب الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق