لغتنا العربية لغة ثرية، وتعجبني كلمة «قمة» فهي تعني الوصول إلي أعلي زي
قمة الجبل، أو مباراة قمة «يعني علي طول» بين الأهلي والزمالك، أو مؤتمر
للقمة، يجمع الرؤساء العرب، وعادة لا يجتمعون علي شيء..
والسؤال: ماذا يعني عنوان مقالي خاصة أنه جمع بين المتناقضين.. النجاح والفشل معاً؟
والإجابة أنه يوم الأربعاء القادم ستحل ذكري عزيزة علينا أثارت الدنيا كلها وقتها، لكنني أراهن أنها أصبحت في ذاكرة النسيان، ولن يحتفل بها أحد، أقصد 22 فبراير تاريخ الوحدة بين مصر وسوريا، والمؤكد أن بعض القراء سيصيحون في دهشة: ياه أنت لسه فاكر يا عمنا!!
وعند إعلان الوحدة بلغ عبدالناصر «قمة مجده» خاصة وقد سبقها معركة مع الدول الكبري والعدو الصهيوني فيما عرف بالعدوان الثلاثي علي مصر سنة 1956 خرج فيها مهزوماً عسكرياً لكنه انتصر سياسياً.
وبدا مع إعلان الوحدة أن دولة كبيرة وقوية وجديدة قد ولدت في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعدما أصبح رئيس مصر زعيماً للأمة العربية كلها، ولكن الفشل سرعان ما جاء بعدها بأربع سنوات ونصف السنة بانقلاب أطاح بالوحدة وكل الأحلام التي علقت عليها وذلك في 28 سبتمبر عام 1961 وبعدها بتسع سنوات وفي نفس اليوم توفي الرئيس المصري متأثراً بهزيمته علي يد إسرائيل عام 1967.
وأسباب تلك الخيبة معروفة، أولها أنها كانت اندماجية، يعني دمج البلدين في دولة واحدة بطريقة متسرعة، وهكذا فقدنا اسم مصر لحساب الجمهورية العربية المتحدة، وهو اسم ثقيل الظل ولا يعبر عن الواقع، خاصة بعد الانفصال، وضاع كذلك العلم المصري القديم ذات اللون الأخضر والهلال والنجوم الثلاث الذي ظل معنا ما يقرب من قرن كامل، وكان رمزاً لثورة 1919.. وذات الوضع اكتوت به سوريا، فقد بدا وكأنها أصبحت تابعة لمصر، وتم حل الأحزاب بها، وحتي تجارها تعرضوا للتأميم ومصادرة أموالهم، تحت دعوي الاشتراكية التي بدأ تطبيقها بقوة في البلدين.
ويعجبني في هذا المقام دولة الإمارات العربية المتحدة التي تضم سبع من الإمارات الصغيرة في الخليج العربي وأقامت علي أرض الواقع وحدة بينهما، منذ ما يزيد علي أربعين عاماً، لكن كل إمارة احتفظت بشخصيتها رغم اندماجها في كيان واحد، وأراها أنجح وحدة في دنيا العرب منذ صلاح الدين الأيوبي.
والسبب الثاني لفشل الوحدة أنها اعتمدت بالدرجة الأولي علي قائد مُلهم وزعيم كبير وبالروح والدم نفديك يا ريس، ولم تعتمد علي تقارب الشعوب أو علي خطة مدروسة، بل قامت الوحدة علي عجل لدرء الأخطار التي تحيط بسوريا الشقيقة داخلياً وخارجياً، هي رد فعل بالدرجة الأولي، وليست فعلاً متكامل الأركان، وفي ذات السنة - أقصد عام 1958 - شهدت أوروبا بداية مشروع الوحدة بين دولها، وكان هذا البناء متواضعاً في البداية وبخطوات محسوبة وسرعان ما أصبح ناطحة سحاب تمثل قوة كبري جديدة في العالم يحسب لها ألف حساب!
ومن أهم شروط الوحدة الأوروبية أن تكون الدولة الراغبة في الانضمام ديمقراطية، ولا يحكمها تنظيم مثل الاتحاد القومي الذي كان موجوداً عندنا الذي أصبح اسمه بعد ذلك الاتحاد الاشتراكي، ولا كيان زي حزب المخلوع، إنما أحزاب حرة «بحق وحقيقي» فهم لا يعترفون بالزعيم المُلهم، ومعهم حق لأننا في عصر الشعوب فقد انتهي زمن الحاكم الفرد، والربيع العربي أطاح بأربعة منهم، وعقبال الباقي، خاصة في سوريا التي تعاني وتقترب من الحرب الأهلية، والسودان التي حدثت فيها «بلاوي» ومع ذلك لا يزال الطاغية التي يحكمها موجوداً.. عجائب.
والسؤال: ماذا يعني عنوان مقالي خاصة أنه جمع بين المتناقضين.. النجاح والفشل معاً؟
والإجابة أنه يوم الأربعاء القادم ستحل ذكري عزيزة علينا أثارت الدنيا كلها وقتها، لكنني أراهن أنها أصبحت في ذاكرة النسيان، ولن يحتفل بها أحد، أقصد 22 فبراير تاريخ الوحدة بين مصر وسوريا، والمؤكد أن بعض القراء سيصيحون في دهشة: ياه أنت لسه فاكر يا عمنا!!
وعند إعلان الوحدة بلغ عبدالناصر «قمة مجده» خاصة وقد سبقها معركة مع الدول الكبري والعدو الصهيوني فيما عرف بالعدوان الثلاثي علي مصر سنة 1956 خرج فيها مهزوماً عسكرياً لكنه انتصر سياسياً.
وبدا مع إعلان الوحدة أن دولة كبيرة وقوية وجديدة قد ولدت في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعدما أصبح رئيس مصر زعيماً للأمة العربية كلها، ولكن الفشل سرعان ما جاء بعدها بأربع سنوات ونصف السنة بانقلاب أطاح بالوحدة وكل الأحلام التي علقت عليها وذلك في 28 سبتمبر عام 1961 وبعدها بتسع سنوات وفي نفس اليوم توفي الرئيس المصري متأثراً بهزيمته علي يد إسرائيل عام 1967.
وأسباب تلك الخيبة معروفة، أولها أنها كانت اندماجية، يعني دمج البلدين في دولة واحدة بطريقة متسرعة، وهكذا فقدنا اسم مصر لحساب الجمهورية العربية المتحدة، وهو اسم ثقيل الظل ولا يعبر عن الواقع، خاصة بعد الانفصال، وضاع كذلك العلم المصري القديم ذات اللون الأخضر والهلال والنجوم الثلاث الذي ظل معنا ما يقرب من قرن كامل، وكان رمزاً لثورة 1919.. وذات الوضع اكتوت به سوريا، فقد بدا وكأنها أصبحت تابعة لمصر، وتم حل الأحزاب بها، وحتي تجارها تعرضوا للتأميم ومصادرة أموالهم، تحت دعوي الاشتراكية التي بدأ تطبيقها بقوة في البلدين.
ويعجبني في هذا المقام دولة الإمارات العربية المتحدة التي تضم سبع من الإمارات الصغيرة في الخليج العربي وأقامت علي أرض الواقع وحدة بينهما، منذ ما يزيد علي أربعين عاماً، لكن كل إمارة احتفظت بشخصيتها رغم اندماجها في كيان واحد، وأراها أنجح وحدة في دنيا العرب منذ صلاح الدين الأيوبي.
والسبب الثاني لفشل الوحدة أنها اعتمدت بالدرجة الأولي علي قائد مُلهم وزعيم كبير وبالروح والدم نفديك يا ريس، ولم تعتمد علي تقارب الشعوب أو علي خطة مدروسة، بل قامت الوحدة علي عجل لدرء الأخطار التي تحيط بسوريا الشقيقة داخلياً وخارجياً، هي رد فعل بالدرجة الأولي، وليست فعلاً متكامل الأركان، وفي ذات السنة - أقصد عام 1958 - شهدت أوروبا بداية مشروع الوحدة بين دولها، وكان هذا البناء متواضعاً في البداية وبخطوات محسوبة وسرعان ما أصبح ناطحة سحاب تمثل قوة كبري جديدة في العالم يحسب لها ألف حساب!
ومن أهم شروط الوحدة الأوروبية أن تكون الدولة الراغبة في الانضمام ديمقراطية، ولا يحكمها تنظيم مثل الاتحاد القومي الذي كان موجوداً عندنا الذي أصبح اسمه بعد ذلك الاتحاد الاشتراكي، ولا كيان زي حزب المخلوع، إنما أحزاب حرة «بحق وحقيقي» فهم لا يعترفون بالزعيم المُلهم، ومعهم حق لأننا في عصر الشعوب فقد انتهي زمن الحاكم الفرد، والربيع العربي أطاح بأربعة منهم، وعقبال الباقي، خاصة في سوريا التي تعاني وتقترب من الحرب الأهلية، والسودان التي حدثت فيها «بلاوي» ومع ذلك لا يزال الطاغية التي يحكمها موجوداً.. عجائب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق