ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 13 سبتمبر 2014

عجايب عبد القدوس-روز اليوسف, «وراء كل عظيم امرأة»

تساءلت دوما عن الحكمة الشهيرة «وراء كل عظيم امرأة» ولماذا هى وراءه وليست بجانبه؟! وعندما اقتربت من هؤلاء عرفت السبب

هناك نوعية من النساء ببلادنا أوشكت على الانقراض.. الواحدة منهن توزن ذهب، يكفيها نجاح زوجها حتى تعتبر نفسها ناجحة، لا تريد شيئا من الدنيا سوى رؤية زوجها سعيدا بجانبها متألقا فى مجاله، ولمعلوماتك العديد من الذين لمعوا ببلادنا ينطبق عليهم تلك الحكمة الرائعة: «وراء كل عظيم امرأة» مثل أبى إحسان عبدالقدوس رحمه الله وأحمد بهاء الدين، ومحمد حسنين هيكل، والفنان عادل إمام، والمرحوم مصطفى أمين، ومصطفى شردى مؤسس جريدة الوفد، وغيرهم وغيرهم كثيرين، وكل واحد من هؤلاء حظه من السماء أن وجد امرأة تحتضنه وتدفعه نحو النجاح.. وقد تساءلت دوما عن هذه الحكمة الشهيرة «وراء كل عظيم امرأة»، لماذا هى وراءه وليست بجانبه كما تقتضى المساواة؟ وعندما اقتربت من هؤلاء عرفت السبب، فزوجة هذا الإنسان اللامع تعيش فى الظل داخل بيتها وليس خارجه، حريصة جدا على الابتعاد عن الأضواء، ونادرا ما تدلى بحديث صحفى، أو تنجح صحيفة فى التقاط صورة لها، وأمى رحمها الله لم تتحدث فى حياتها إلى الصحافة، وهذا ما فعلته أيضا «ديزى» زوجة كاتبنا الكبير العملاق أحمد بهاء الدين ــ رحمه الله ــ وكذلك «هدايت» رفيقة عمر الأستاذ هيكل منذ ما يزيد على نصف قرن وأمسك الخشب، ولا أحد يعرف زوجة الفنان عادل إمام وهى بطبيعتها تكره الأضواء مع أن زوجها ملء السمع والبصر.

وأظن أن حضرتك تتفق معى فى أن هذا الأمر يدخل فى دنيا العجائب، وكل واحدة من بنات عصرنا تريد إثبات ذاتها أما مجرد نجاح الزوج فلا يكفيها بالطبع، وتقول على من ينادى بذلك أنه صاحب عقلية شرقية متخلفة، وسيدتى فى كلامها معذورة فهى لم تعرف الحب الحقيقى حيث تندمج الزوجة مع زوجها لتصبح فى النهاية كيانا واحدا، فهى تستمد نجاحها من شريك عمرها، وما أقوله أقرب إلى الحب الخيالى أو المثالى الذى اختفى فى عصرنا ويدخل فى دنيا العجائب لكننى أؤكد لك أنه كان موجودا وأنا شاهد على ذلك وبقاياه لاتزال بيننا.

وإذا أردت الاقتراب منه أكثر فإنى أصف لحضرتك ما شاهدته فى بيتى، حيث كان والدى إحسان عبدالقدوس ــ رحمه الله ــ يعتبر أمى حاجة كبيرة قوى فى حياته على حد تعبيره، ويصفها بأنها رئيسة مجلس إدارة منزلنا تطبيقا للقول المأثور: «المنزل مملكة المرأة» وهى مسئولة عن كل ما يتعلق بمنزلنا وأولهم أبى فهو يعطيها كل ما يكسبه لتدير به شئون حياتنا ويأخذ منها المصروف الذى يكفيه، واستطاعت بحكمتها الارتقاء بأوضاعنا دون الحاجة إلى تدخل أبى، فمهمته الوحيدة فى الدنيا أن يكتب وينتج حتى فى شئونه الشخصية فهى المسئولة مثل إعداد ملابسه وكانت دوما أول قارئة له، وتفهمه على الطاير بالتعبير العامى، وحبيبى أبى كان له العديد من المعجبات لكن قلبه لم يخفق سوى لواحدة فقط وهى أمى حبيبتى وربنا يرحم الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق