ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 6 سبتمبر 2014

عجايب عبد القدوس-روز اليوسف,

العلاقات بين الأزواج فى عصرنا هذا أرى فيها العديد من العجائب فهناك عقلية سى السيد، وباسم القوامة يحاول التحكم فيها ويعطى لنفسه الحق فى ضربها مع طول اللسان بحجة تأديبها!! والعكس صحيح كذلك ونرى باسم المساواة الكاذبة «وأنا زيى زيك» الزوجة النكدية التى لا تكف عن تحدى زوجها، وتحاول فرض رأيها عليه، ومن العجائب أن ترى أزواجا يتعرضون للضرب على يد الزوجات ويدخل هذا الأمر فى باب صدق أو لا تصدق!!وإذا أردنا تقديم نموذج للعلاقات الصحيحة بين الزوجين التى تحترم الرجولة ومشاعر المرأة معا، فإننى أقدم لك العلاقة بين سعد زغلول وزوجته «أم المصريين» وهو اللقب الذى اشتهرت به بين أبناء بلدنا..وقد تحدثت عن زعيم مصر الخالد الأسبوع الماضى فى ذكرى وفاته وتناولت امرأته أثناء حديثى عنه بطريقة عابرة.وأراهن أن الدهشة طرأت على وجه حضرتك وأنت تسألنى «اشمعنى»؟! وتقول توقعت منك يا عمنا أن تحدثنى عن شخصية مشهورة تعيش بيننا وعلاقته مع شريكة عمره زى الفل.. ويا سلام لو كتبت عن والدك الراحل إحسان عبدالقدوس ونظرته إلى ست الكل زوجته.. وأرد قائلا: سأفعل ذلك تأكيدا بإذن الله، لكن من فضلك اسمح لى أولا أن أتحدث معك عما كان يجرى فى منزل سعد زغلول رحمه الله والسبب أننى أريد توصيل رسالة مفادها أن عقلية الرجل الشرقى ليست مرفوضة فى حد ذاتها لكن سى السيد الكامن داخله هو الذى لا يقبله إسلامنا الجميل الذى يوحى بحسن معاملة الزوجات.وأشرح ما أعنيه قائلا: إن سعد زغلول رحمه الله كان صارما فى بيته مثله مثل أى رجل صعيدى أو فلاح، وكانت زوجته السيدة صفية أو أم المصريين تهابه وتحترمه وتحبه، وخلى بالك قوى من الكلمة الأخيرة فالحب ليس بالكلام الجميل وحده بل بالمعاملة الحلوة بالدرجة الأولى وسعد كان يعامل شريكة عمره بمنتهى الاحترام والرقى برغم عقليته الشرقية، وفى المقابل اعتبرته الزوجة الوفية سيد المنزل وكانت تطيعه وكلامه أوامر لها من منطلق الحب وليس عن خوف، وقد طلب منها مثلا عدم وضع أى مساحيق على وجهها لأنه يحب جمال ربنا الطبيعى فى كل شىء، وظلت هكذا حتى آخر عمرها إلى يوم وفاتها بعد موته بعشرين عاما، ولم تخلع أبدا السواد الذى ارتدته بعد وفاته، وفى يقينى أن العلاقة بينهما تتفق وفطرة المرأة السليمة.فهى تحب الرجل القوى الذى يعرف كيف يحتضنها وتكره المستبد الذى يحاول التحكم فيها وفى ذات الوقت تحتقر صاحب الشخصية الضعيفة التافهة!! وسعد زغلول يجمع من الصفات ما يعجب كل امرأة، فهو شخصية جبارة، وسياسى بارع، وخطيب فى الجماهير لا يشق له غبار، ولذلك كان من الطبيعى أن تذوب امرأته عشقا فيه، خاصة وهى ترى مكانتها كبيرة وأساسية عنده فهى ليست من المهملات أو درجة ثانية على طريقة نظرة سى السيد لامرأته!!وفى منزله المسمى «بيت الأمة» حيث يسكن سعد زغلول وشريكة عمره كان هناك جناح للرجال وآخر للسيدات، وكان الاختلاط قليلا أو قل نادرا لكن فور انطلاق ثورة 1919 تغيرت شخصية أم المصريين بطريقة جذرية، فهذه المرأة التى كانت قليلة الاختلاط بالرجال رأيناها شخصية أخرى مختلفة تخطب فى السياسيين والجماهير تحثهم على الصبر والثبات والصمود وتنزل إلى الميدان لتداوى الجرحى بنفسها، وتواسى أسر الشهداء وهكذا المرأة المصرية والا بلاش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق