فاجأني صاحبي بالقول: أراك غير متحمس لمشروع قناة السويس ولا لغيره من المشروعات العملاقة التي ستؤدي في النهاية إلي نهضة اقتصادية كبيرة ببلادنا.سألته عن أسباب ظنه هذا والذي دفعه إلي هذا القول الغريب؟كانت اجابته: لأن نجاح تلك المشاريع يصب في النهاية لمصلحة النظام الحاكم ويؤدي إلي استقراره في النهاية وهذا بالطبع أمر لا يعجبك لأنك تحب الإخوان الذين أعلنوها حرباً علي الأوضاع القائمة!قلت له وأنا أفتعل الهدوء بعدما أصابني الغضب من كلامه: ما قلته مرفوض جملة وتفصيلاً “وأي كلام”.. أنا يا أخي مصري قبل كل شيء وأحب وطني، وبسبب هذا الحب ذهبت وراء الشمس أكثر من مرة وتم اعتقالي، فهو ليس “حب بلوشي” بل دفعت ثمنه.وهناك نفر من المصريين علي رأسهم أنت وأمثالك يحاولون احتكار الوطنية لأنفسهم!! ومن لا يتفق معهم في الرأي يبقي خاين وعميل “ويمكن قابض فلوس من بره كمان”!! ولا يختلف هؤلاء عن أهل التشدد الديني الذين لا يتورعون عن كلمة حرام وتكفير غيرهم! أما أنتم فتقومون بتكفير من يختلف معكم بطريقتكم الخاصة التي تتلخص في كلمات خاين وعميل!وحاول صاحبي أن يرد علي هذا الدرس القاسي الذي أعطيته له لكنني رفضت قائلاً: اسمع كلامي للآخر.. أنا عايز أتكم معك عن المشروعات العملاقة التي بدأت بها كلامك.ولم أنتظر رده بل أضفت قائلاً: أي مشروع ناجح يقام علي أرضنا لابد أن نتحمس له جميعاً من منطلق حب مصر حتي ولو كنا مختلفين في السياسة بنسبة ١٠٠٪ ، ومشروع قناة السويس أراه من المشروعات الناجحة الواعدة التي لا خلاف عليها بعكس مشروع توشكي مثلاً، فهناك وجهات نظر مختلفة كثيرة حوله.وختمت كلامي قائلاً: ومع كل التمنيات بمزيد من النجاح لمزيد من المشروعات الكبري المدروسة بعناية بعيداً عن “الفرقعة” فإن هذا لا يؤدي وحده إلي نهضة بلادنا، وهذا الأمر الذي نحلم به جميعاً لن يتحقق إلا إذا ساد الاستقرار والأمن والأمان بلادنا ولا تكفي قوة الشرطة في هذا الموضوع ولا ردع الإرهاب بل بإقامة نظام ديمقراطي حقيقي قوامه تداول السلطة وحريات واسعة.فوجئت به يقول: التجربة خلال السنوات الثلاث الماضية أثبتت أن المصريين لا يصلح لهم ما تقول!!نظرت إليه بغضب وانصرفت حزيناً علي أنه يفكر بمثل هذه الطريقة!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق