سين وجيم, الجنرال النيجيري وعسكر مصر!

 لاشك ان الفارق كبير بين الجنرال النيجيري "محمد بخاري" الذي تبوأ مؤخراً على مقعد السلطة في نيجيريا كبرى الدول الإفريقية وبين أولئك العسكر الذين يحكمون بلادنا بقوة السلاح! فالجنرال "بخاري" كان قد تقاعد وترك القوات المسلحة ودخل الحياة السياسية وترأس المعارضة هناك في بلد كبير يشكو من "مليون مشكلة" أهمها إرهاب جماعة "بوكو حرام" التي ارتكبت جرائم عدة, والفساد المستشري, والتمييز بين المسلمين الذين يعيشون مهمشين في شمال البلاد, والمسيحيين في جنوبها الذين يحتكرون الثروات! ورغم المشاكل الضخمة, محمد فقد اختارت نيجيريا الديمقراطية, ورفضت حكم العسكر والجنرالات الذي جثم على انفاسها طويلا, وفي الإنتخابات الرئاسية الحرة التي جرت هناك مؤخرا فازت المعارضة لأول مرة وهذا لا يحدث إلا نادرا في دول العالم الثالث وأفريقيا كلها. وهكذا اختارت نيجيريا الطريق الصحيح لمحاربة الإرهاب والفساد. وفي مصر الوضع معكوس.. كانت هناك ديمقراطية وليدة بعد سنوات طويلة من القهر ولكن الجنرالات قفزوا على السلطة من جديد واطاحوا بالرئيس المنتخب مما أدى إلى انفجار موجة من العنف والإرهاب لم تشهدها بلادي من قبل وكانت فرصة ذهبية للفساد لكي يثبت أقدامه ويستشري من جديد.