حوار مع حائر : رأي مختلف عن عبد الناصر

فاجئني صاحبي بالقول : أراهن أن موقفك من ثورة 23 يوليو ذي الزفت !باعتبار أن ناصر كان عدو للإخوان الذين تنتمي إليهم حضرتك !!ووضع حدا لنشاطهم ووجه إليهم ضربات قاصمة
قلت له بهدوء : أنني لا أنظر إلي الأمور بهذه الطريقة ..قائد ثورة يوليو قام بتغير وجه الحياة في مصر ، وله ايجابيات عدة وسلبيات فظيعة !أجابني في دهشة : غريبة .. أول مرة أشوف واحد من الإخوان يقول أن جمال عبد الناصر له إيجابيات
قلت له وقد بدأت أفقد أعصابي : بلاش هذا التعصب !وياريت تتكلم معايا باعتباري مواطن مصري ،ودعك من تقسيم الناس إلى شيع وطوائف وأحزاب ،فتلك العقلية هي التي نشكو منها اليوم و الانقسام سائد في بلادنا بسبب هذا التفكير .ودخلنا في صميم موضوعنا وبدأت في شرح ما أعنيه من إيجابيات عبد الناصر وسلبياته رحمه الله قائلا : لقد أنحاز إلي الفقراء وخطى خطوات كبيرة بالبلاد نحو التصنيع  وكان لسنوات قائدا للعرب حيث نادى بالقومية العربية ،وجعل بلادنا من أبرز الدول التي تنادي بسياسة الحياد الإيجابي وأصبح لمصر مكانة مرموقة ،لكن كل ذلك تحطم بهزيمة 1967 على يد العدو الصهيوني ،وكانت كارثة بكل المقايس وهزيمة شنيعة أسموها بالنكسة !!وبالروح والدم نفديك يا ريس !وحكمه المطلق أودى ببلادنا إلى التهلكة ،ولم يكن يسمح بأي معارضة ،وفي عهده وقع ظلم للكثيرين وشهدنا دولة المخابرات ،ودخل السجن العديد من الشرفاء وكان التعذيب على نطاق واسع بالسجون ،ورأينا تأميم أصحاب الأموال والأثرياء ووضعهم تحت الحراسة وتحولت الصحافة من صاحبة الجلالة إلى خادم للسلطة وفقدت نفوذها وتأثيرها وأصبحت بلا قيمة بعدما أخضعها لسلطانه وقام بتأميمها ،وبرزت مراكز القوى وأثرياء الاشتراكية في حماية النظام ،وأطلق عليهم القطط السمان !وكانت سنوات صعبة على بلادنا بعدما أحتل أهل الثقة الصفوف الأولى في مختلف المجالات رغم أنهم بلا خبرة على حساب أصحاب الكفاءات .وبعدما انتهيت من كلامي قلت لصاحبي : الغريب أن البعض مازال بمصر عبد الناصر ويتمنى العودة من جديد إلى عصر الزعيم الملهم و التنظيم الواحد والحكم الشمولي !!قال محدثي بإبتسامة خبيثة : عرفت رأيك في قائد الثورة على حقيقته تحدثت عن إيجابياته في سطرين و أفردت بقية المقال لسلبياته !!