ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

سؤال شاغل بالك-روز اليوسف,

الساحل الشمالى..  لماذا  لا يستفاد منه العام كله!

بدأ شهر سبتمبر، القرى السياحية خلال أيام ستخلو من المصطافين ويبدو المكان كله مهجوراً لشهور طويلة وفى الصيف المقبل وعليك خير!! والسؤال الذى يشغل بالك: لماذا لا يستفاد من تلك المنطقة الشاسعة التى تمتد من الإسكندرية وحتى السلوم العام كله بدلًا من أربعة أشهر فقط على الأكثر كما نرى حاليًا، من أوائل يونيو وفى الأيام الأولى من شهر سبتمبر. 

 الساحل الشمالى مزرعة ضخمة

التقيت المهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان والتعمير الأسبق، وله صلة وثيقة بهذا الموضوع الذى فاجأنى بالقول: الساحل الشمالى صالح تمامًا للزراعة وكان الرومان يزرعون فيه قديمًا الخبز والنبيذ والقمح والزيتون والشعير وعندما توليت مسئولية الوزارة، أعطيت تلك المنطقة اهتمامي، وكنت أحلم بأن أجعلها مزرعة ضخمة لبلادنا كما كانت فى السابق، لكن بعد تركى المسئولية استولى رجال الأعمال عليها وقاموا بتحويلها إلى قرى سياحية، ونسوا الزراعة.ويشرح ما يعنيه قائلًا: بعدما توليت المسئولية الوزارية مباشرة  عام 1978 جمعت عقول مصر البارزة بهدف وضع خريطة لمصر تتضمن ثروتها القومية وكيفية الاستفادة منها. ومنها الساحل الشمالى وقد وضعنا نصب أعيننا استغلاله فى السياحة والزراعة. وأتذكر من العلماء الأفاضل الذين اجتمعوا لهذا الغرض رشدي السعيد وإبراهيم نجيب، ومصطفى الجبيلي، وعلى الجريتلي، وعثمان بدران وحسن مرعى الشقيق الأكبر للمهندس سيد مرعى رئيس مجلس الشعب الأسبق وكلهم من حملة الدكتوراة وربنا يرحمهم جميعًا.ويضيف الباش مهندس الكفراوى قائلًا: شرعنا فى العمل، وكان هدفنا زراعة 450 ألف فدان فى الساحل الشمالى مع العلم أن احتياجات المياه أقل من الربع الذى يحتاجه الفدان العادى فى الدلتا نظرًا لكثرة الأمطار والجو المناسب. 

مطلوب إعادة فتح ترعة الحمام

قلت للوزير الأسبق صاحب الأيادى البيضاء فى التعمير: لكن الذى حدث يا سيدى أنك شخصيًا بدأت فى بناء القرى السياحية، بينما احتلت الزراعة المرتبة الثانية من الاهتمام.أجابنى قائلًا: القرى السياحية عائدها أسرع، لذلك قمت ببناء ثلاث قرى لتكون قدوة للقطاع الخاص لكى ينطلق فى التعمير وهذا حدث بالفعل، والقرى التى قامت وزارة التعمير ببنائها هى «مراقيا ومربية» و«مارينا» وفى ذات الوقت بدأنا فى وضع البنية الأساسية للزراعة بالساحل الشمالى وقمت باستيراد 2 مليون شتلة شجر زيتون من إسبانيا وزعناها على البدو، وكانت تلك البداية، وعملنا بعدها على شق ترعة الحمام بطول عشرين كيلو مترًا بالقرب من «مارينا» لكن الوقت لم يمهلنى، وخرجت من الوزارة عام 1993 بعدما قمت بتهيئة المنطقة للزراعة، لكن الوزراء الذين جاءوا  بعدى أهملوا هذا الأمر، وشجعوا رجال الأعمال على الاستيلاء على الأرض لبناء القرى السياحية.قلت له: هناك فكرة حاليًا لبناء مدينة مليونية عند منطقة العلمين.. فما رأيك؟أجاب: هذا كلام نظري.. أطالب بإعادة فتح ترعة الحمام التى أغلقت إذا كانت الدولة جادة فى زراعة تلك المنطقة، فالتجمع السكانى المزمع إقامته لن يكتب له النجاح إذا لم يكن مستندًا إلى ظهير زراعي.   

سياحة عالمية غير مستغلة

التقيت كذلك رئيس جمعية المستثمرين بمنطقة برج العرب المهندس محمد فرج عامر الذى أكد أن منطقة الساحل الشمالى من أجمل شواطئ الدنيا، فهى منطقة سياحية عالمية، لكنها للأسف غير مستغلة، وهذا عيب فى حق بلدنا.ويضيف قائلًا: عرضت على المسئولين بالدولة مرارًا وتكرارًا فكرة تأجير تلك المناطق لشركات سياحية عالمية فى فصل الشتاء تقوم بتنظيم رحلات للسائحين خاصة لأولئك الذين يعيشون فى بلاد باردة مثل روسيا ومعظم دول أوروبا حيث «الدنيا تلج» فى هذا الوقت من العام، ويمكن لهؤلاء أن يأتوا ويستمتعوا بالدفء والشمس والجو جميل الموجود ببلادنا.  

جمعيات المستثمرين بلا سلطات

سألته: ولماذا لا تتولى أنت هذا العمل باعتبارك رئيسًا لجمعية المستثمرين بالساحل الشمالي؟كانت إجابته مفاجأة: جمعية المستثمرين التى أرأسها بلا سلطات حقيقية، وكذلك كل الجمعيات المماثلة وأقصى ما نستطيعه كتابة خطاب لمسئول وقد خاطبنا الدولة مرارًا وتكرارًا، ولكن دون فائدة «ودن من طين وأخرى من عجين».  

سكان القرى السياحية أول المستفيدين

وعن فوائد تأجير الساحل الشمالى لشركات عالمية يقول فرج عامر:  إن ذلك سيؤدى إلى انعاش الاقتصاد كله، وإضافة دخل جديد من العملات الصعبة، وستدب الحياة بالمنطقة كلها.. العام كله، وتؤدى إلى إقامة أنشطة جديدة ومتنوعة لخدمة تلك السياحة ويضيف قائلًا وسكان القرى السياحية سينالهم خير كثير وهم أول المستفيدين وذلك خاصة إذا تم تأجير بيوتهم لتلك الشركات.وأخيرًا فإن هناك دولًا سبقتنا إلى تلك الفكرة مثل إسبانيا والمغرب حيث تراعى مستوى السائح ليشمل جميع الطبقات ولا يقتصر على الأثرياء وحدهم، وبلادنا يمكنها أن تتفوق على هذه الدول فى جذب السائحين الذين يريدون الهروب من البرد، وكل المطلوب إرادة حقيقية لتحقيق ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق