كلام مع البنات - الحجاب بأختيارك

قالت لي بعد عودتها من الحج: أهلي يصرون على أرتداء الحجاب.. كل من في المنزل من النساء ملتزمات بالزي الشرعي ما عدا أنا.. هل صحيح قولهم لي : لا قيمة للفريضة التي قمت بتأديتها مالم تتغير حياتك وتلتزمي بالحجاب!!  هل يعقل أن ربنا سبحانه وتعالى لن يغفر لي ذنوبي الا إذا ارتديت تلك الطرحة رأسي؟؟ ..أخبرني من فضلك.. هل هي فريضة يأثم من لا يفعلها؟؟
فلت لها: إنها بالفعل فرض على كل مسلمة، ولكنها لا تفعل ذلك الا بأختيارها والا أساءت الي نفسها ودينها!!
قالت في حدة: هذا كلام ألغاز مش فاهمة منه حاجة! وإجابة دبلوماسية تحاول فيها أن تمسك العصايا من منتصفها!!
قلت في هدوء: هناك من يظن أن الحجاب هو الإسلام.. يعني المرأة لا تدخل الدين الا به!!  وهذا خطأ كبير ونتيجة أنه في كثير من الأحيان لا تهتم المحجبة بتحسين سلوكها بذات قدر اهتمامها بحجابها فتراها مثلا سليطة اللسان او سيئة التعامل مع الناس وهذا التناقض يسيئ إليها وإلى ديننا ذاته! وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقول:"الإسلام بضع وستون او بضع وسبعون شعبة اعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق "
سألتني: يعني عايزة أعرف بأختصار.. هل أخضع لضغوط أهلي أم أظل كما أنا!!
قلت لها: لا هذا ولا ذاك و...
قاطعتني في حدة: دوما تحاول تمسك العصايا من منتصفها
افلتت أعصابي لكنني تمكنت من شقق بطها وقلت لها في هدوء مفتعل : حاولي تفهمي ودعيني أكمل كلامي بدلا من إطلاق الاتهامات التي هي اي كلام!!
حاولت ان ترد، لكنني رفضت وواصلت كلامي قائلا : لا يمكن ان تلتزمي بالحجاب نتيجة ضغوط اسرية، فلا بد من اقتناع كامل به حتى تضبطي كل سلوكك على أساسه وإلا كانت مجرد "إيشارب" بلغة الخواجات أو "طرحة" بالتعبير العربي!! الحجاب يعني حياة جديدة مع الله ومع الناس وليس مجرد زي شعبي كما نراه حاليا، وأدعي ربنا يهديك إليه.