ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 24 سبتمبر 2020

يوم لا أنساه : نجدة من السماء



أظنك قد تعجبت عندما رأيت صورة المشير عبدالحكيم عامر رحمه الله في تلك الحكاية مع أنه لا صلة له بها. لكنني أرجوك أن تصبر قليلاً وستعرف السبب. 

وبطل هذه القصة التي تدخل في دنيا العجائب توفى من زمان عليه ألف رحمة وكنت أعرفه جيدا واسمه "وهبة حسن وهبة" صاحب مكتبة إسلامية شهيرة تحمل اسمه. وابنه "حسين" هو من روى لي تلك المعجزة الإلهية التي حدثت لوالده في يوم لا ينساه. 

وكان قد تم تأميمه ووضع تحت الحراسة ثم أعتقل وخرج من السجن أواخر عام ١٩٧١. وأول ما فعله أن ذهب إلى مكتبته، فوجدها في خبر كان، المنطقة تغيرت بالكامل واقيمت مكانها ست عمارات في شارع الجمهورية بعابدين! 

وذهب إلى صاحب إحدى تلك المباني طالبا مكان أسفل عمارته ليعيد بناء المكتبة فطلب منه الرجل ١٢٠٠ جنيه خلو، ولم يكن معه بالطبع هذا المبلغ، فغادر المكان منكسرا حزينا بعدما طرده صاحب العمارة!! وأثناء سيره فوجئ بما لم يكن يتوقعه، حيث قابل بالصدفة المحضة أحد زملاءه في المعتقل وهو المرحوم "محمد الصيرفي" وكان يعمل في مكتب المشير عبدالحكيم عامر، وتم القبض عليه بعد النكسة مع كل من يمت إلى المشير بصلة وأودع السجن! 

"والصيرفي" تعرف على "وهبة" داخل السجن وتوطدت العلاقة بينهما، واقترب جدا من ربنا بفضل صاحب المكتبة المحبوس معه!! وبالطبع كان لقاء بالاحضان، لكنه لاحظ تجهم "وهبة" وحزنه. وأصر على الذهاب معه إلى صاحب العمارة من جديد حيث كان "للصيرفي" تعاملات مالية معه!! وقام بتأنيبه بشدة على سوء معاملته لصديق المعتقل وأصر على تأجير المحل له فوراً قائلا باقي المبلغ أنا المسئول عنه!! وفاز "وهبة" بالمكان. 

والغريب أن مكتبته القديمة كان عنوانها ١٤ شارع الجمهورية، وفوجئ بأن مكانه الجديد يحمل ذات العنوان .. صدفة خير من مليون ميعاد. 

وهذه الحكاية تقول لك أوعى تيأس أبدا، إن كنت في ضيق ربنا قادر على أن يجعل بعد العسر يسرا، وقد تدخلت السماء لإنقاذ الراجل الطيب بعد أقل من ساعة، ومع أن القاهرة فيها ملايين البشر إلا أن القدر شاء الله أن يقابل صديقه في المعتقل الذي حقق له حلمه واعاد بناء مكتبته من جديد لتنطلق بسرعة الصاروخ في عالم النشر والثقافة والكتب. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق