ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 30 ديسمبر 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - حبيبي أبي يحكي عن نفسه بطريقة غريبة وملفتة للنظر!(2)



بدأت في نشر مقال قديم لحبيبي أبي عن نفسه بمناسبة عيد ميلاده، وأرى أن إسلوبه فريد وملفت للنظر.

وإليك الجزء الثاني من مقاله العجيب: 

وأول قطعة أدبية نشرت لي في جريدة "روزاليوسف" اليومية عام١٩٣٥ وكانت من الشعر المنثور  وعنوانها «أخيرا وجدها»، وقد ارسلتها إلى الجريدة بالبريد وبلا إمضاء، فنشرت في الصفحة الأدبية، وذهبت بعدها الى والدتي السيدة "روزاليوسف" لأكشف لها عن شخصية الكاتب العظيم  صاحب هذه القطعة الأدبية الخالدة ولكنها ما كادت تعلم أن هذا الكاتب العظيم هو انا حتى ثارت في وجهي وحرمتني من مصروف يدي، فقد كان موضوع القصة الأدبية يدور حول فتاة وخمر، وكانت والدتي تظن حتى ذلك الحين أني أجهل ما هي الفتاة وما هي الخمر!!

وعندما نلت ليسانس الحقوق ورفضت وظيفة سكرتير عرضها على المرحوم "أمين عثمان" باشا ورفضت أن ألتحق بعدة شركات وقررت أن أشتغل بالصحافة مدة خمس سنوات فإن لم أنجح فقد بقى لي من عمرى ما يكفي لأن أتجه اتجاها آخر..

وقد بدت جميع المقدمات تبشر بفشلي في الصحافة.. فقد طردت من جريدة "روزاليوسف" لأنه كانت لي آراء لم يوافق عليها رئيس تحريرها في ذلك الوقت، ورفضت الاشتغال في مجلة "الإثنين" لأن رئيس تحريرها _ مصطفى أمين بك_ رفض أن يوقع باسمي مقالا كتبته ونشره، ثم عملت في جريدة "ٱخر ساعة" وإرتقيت فيها إلى حد كان الأستاذ "التابعي" يعهد إلي بالإشراف على تحريرها أثناء غيابه في رأس البر، ورغم ذلك فلم يكن لى حق الإمضاء إلا بالحرف الأول من اسمى «إ»، ثم أصبح إمضائي قاصرا على إسمي دون لقبي فكنت أوقع «إحسان»، وكان أغلب القراء يعتقدون أن الكاتب "فتاة" !!

وأخيرا تركت "آخر ساعة" لأبحث عن جريدة ترضى أن أوقع اسمى كاملا، ولكني لم أجد..

وكنت قد تزوجت في ذلك الحين، وكانت عائلة زوجتى تستنكف أن أكون صحفيا حتى إنهم كتبوا في بطاقة الدعوة إلى عقد القران أني «محامي» لا صحفي»، وكانوا يلحون علي أن أهجر الصحافة لأشتغل بالمحاماة ولكني رفضت أن أهجرها قبل مضى الخمس سنوات التي حددتها للتجربة، ووافقتني زوجتي على رأيي فكان أن قضيت ثلاثة أشهر عاطلا لم يزد دخلى خلالها عن ستة جنيهات في الشهر، وكنت كلما عرضت علي جريدة أن أعمل بها اشترط أن أضع اسمی کاملا متى أردت وفي أي صفحة أردت فكان رؤساء التحرير يرفضون!!

وفي الشهر الثالث فكرت في أن أكتب قصصا للسينما، فكتبت ثلاث قصص في يوم واحد إشترتها منى السيدة "عزيزة أمير" بمبلغ ٢٤٠ جنيها، وعندما أمسكت بالشيك في يدي لم أستطع أن أقول لصاحبته شکرا بل جريت إلى بيتى وما كدت أدخل إليه حتى وضعت رأسي في الأرض وضربت "بلانس"، وكان أول وأخر «بلانس في حياتي»..

وضعت الشيك في يد زوجتى فبكت!

وعدت إلى جريدة "روزاليوسف" وقد أصبح لى حق الإمضاء، ولكني طالبت بأن أكون رئيسا للتحرير، فرفضت والدتى واستمرت في رفضها إلى أن بدأت حملتي على اللورد "كيلرن" ودخلت السجن، وعندما خرجت كافأتني بأن عهدت إلي برئاسة التحرير وعندما خرج اللورد "کیلرن" من مصر كافأتني بمائة جنيه. وبقى حساب السير "هدلستون" حاكم السودان !!

هذه هي قبلات الزمن وصفعاته، ودموعي وبسماتي.

والصورة التي بين يديك هي صورتي فور ولادتي بعد خمس سنوات من زواجه، والفشل والنجاح أخيراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق