ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - تفاصيل العلاقة الحميمة مع الحائز على جائزة نوبل




(مفاجأة مذهلة من كلب نجيب محفوظ) 


في يوم ١١ ديسمبر عيد ميلاد "نجيب محفوظ" .. فهو من مواليد ١٩١٣ وبهذه المناسبة أذكر لك علاقته بحبيبي أبي ..

والذي لا يعرفه الكثيرون أن العلاقة بين هذين العملاقين كانت وطيدة منذ أيام الطفولة ، و"نجيب محفوظ" رحمه الله يذكر أنه تعرف على "توفيق الحكيم" سنة ١٩٤٧ ، وكان أديباً ناشئا في أواخر الثلاثينات من عمره ، لكن الوضع مع "إحسان عبدالقدوس" مختلف ..

 تعرف عليه منذ الطفولة ، فقد نشأ في حي واحد بالعباسية ، وعائلة أديب جائزة نوبل إنتقلت إلى الحي الجديد قادمة من الجمالية والحسين وسكنت الأسرة في بيت رقم ٩ بشارع "رضوان شكري" ، وكانوا جيران لعائلة "إحسان عبدالقدوس" التي تسكن ذات المنطقة ، ومن العائلات الكبيرة التي كانت تسكن أيضاً هناك عائلة "المهيلمي" التي تنتمي إليها أمي. 


وروى لي حبيبي أبي رحمه الله أنه كان يلعب الكرة في صباه مع "نجيب محفوظ" ، بالعباسية الغربية !! 

وهو ما أكده لي الأديب الراحل الذي أرتبط بعلاقة وثيقة كذلك مع أبن عمة والدي "سعد الدين أحمد رضوان" وقد عملا سويا بعد ذلك في وزارة الثقافة.


ومن الحوادث التي لا ينساها كاتبنا الكبير "نجيب محفوظ" وهو في صباه حكاية كلبه الذي قام بنهش قريبي "سعد الدين" !! 

وكان هذا الكلب أسود اللون واسمه "جاك" ، وقد أشتراه له والده بعد إنتقالهم إلى حي العباسية.

وتحرر محضر بقسم الشرطة خاصة أن "العضة" كانت مؤلمة وترتب عليها نقله إلى المستشفى !!

وإعتذر الوالد لأسرة المصاب وغضب من إبنه "نجيب" وأصر على ضرورة تسريب الكلب ! 

فحمله في "مقطف" من منطقة العباسية إلى الهرم وتركه هناك .. وعند عودته إلى المنزل في المساء فوجئ بما لم يتوقعه أبدا .. الكلب "جاك" موجود داخل البيت ! 

وكانت مفاجأة أذهلت الجميع ! 

ولم يجد أحد إجابة على سؤال غامض ويتمثل في كيفية قطع الكلب لكل هذه المسافة والشوارع وعودته من جديد إلى أصحابه .. وكان الأب مذهولاً بالمعجزة التي حدثت ودلت على أن هذا الكلب من النوع الوفي الأصيل ووافق على الإحتفاظ به داخل المنزل بشرط الإمتناع عن عض الآخرين !! 

وهو ما أخذه "نجيب محفوظ" على عاتقه ، فكان يقوم بترويضه حتى جعله مسالما خاصة مع أسرة أصدقاءه .. "سعد الدين وإحسان عبدالقدوس".



(نجيب محفوظ كاتب شعبي) 


وحتى أوائل الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي كانت شهرة الأديب المبدع "نجيب محفوظ" لا تتجاوز طبقة المثقفين وهواة الأدب ، وفي سنة ١٩٥٣ أنشأت مؤسسة "روزاليوسف" التي ترأسها جدتي وابنها أبي "الكتاب الذهبي" وكان يصدر شهرياً ويباع بعشرة قروش وغرضه نشر الثقافة بين الجمهور ، ولأن "إحسان عبدالقدوس" أو "سانو" وهو إسمه داخل بيته يعرف جيدا مواهب وبراعة صديق طفولته "نجيب محفوظ" فقد أصر على أن ينشر له قصة في "الكتاب الذهبي" الذي يتميز بطبيعته الشعبية وهذا بالفعل ما تحقق ، وصدرت له رواية "فضيحة في القاهرة" التي حققت له شهرة كبيرة ، وتهافت عليها القراء ، وطبعت أكثر من مرة ، وقد تحولت بعد ذلك إلى فيلم سينمائي تحت إسم "القاهرة ٣٠" من إخراج "صلاح أبو سيف" ، وبطولة "سعاد حسني" .


وفي سنة ١٩٥٧ حصل "نجيب محفوظ" على جائزة الدولة ، وبهذه المناسبة أقام له حبيبي "سانو" حفل كبير بمنزله دعى إليه عدد كبير من الأدباء والصحفيين ، وكان من بين المدعوين المرحوم "حمدي الجمال" مدير تحرير الأهرام الذي قال له أنه يطلب منه قصة لنشرها بالجريدة العريقة ، وأن رئيس التحرير الأستاذ "هيكل" يلح في ذلك ، فاعتذر "نجيب محفوظ" لأنه ليس لديه حالياً رواية جاهزة للنشر ، لكنه وعده بأن يفعل ذلك في المستقبل ، وكان كاتبنا الكبير وقتها متوقف عن الكتابة منذ خمس سنوات عقب قيام ثورة يوليو سنة ١٩٥٢ التي قلبت كل موازينه ويسميها سنوات الجفاف والنضب ! 

لكن تكريم الدولة له وإحتفال أصدقاءه بفوزه أعاد إليه "حرارة الأدب" من جديد فكتب قصة "أولاد حارتنا" ونشرها مسلسلة في الأهرام ، وأحدثت ضجة كبرى إستمرت حتى وفاته ! 



(خمسة عمالقة في مكان واحد)


وعندما إنتقل والدي رحمه الله إلى الأهرام قادماً من أخبار اليوم ، تولى لفترة قصيرة رئاسة مجلس الإدارة ، وبعدها أصبح كاتبا متفرغا ، وكان مكانه في الدور السادس ، وأطلقوا على هذا المكان إسم "البرج" مع أن فوقه أدوار أخرى ، لكنه كان يضم مجموعة من العمالقة .. وهم "توفيق الحكيم" و "نجيب محفوظ" و "إحسان عبدالقدوس" و "يوسف إدريس" و "بنت الشاطئ" ، وكل هؤلاء في حجرات متجاورة ، وجديرا بهذا المكان أن يسمى "بالبرج الشامخ" .


والجدير بالذكر أنه بعد وفاة أبي العزيز أنشئت أسرتنا جائزة تحمل إسمه في مجال القصة بغرض تشجيع المواهب الناشئة في هذا المجال ، ولم يتردد "نجيب محفوظ" في أن يكون الرئيس الشرفي لهذه الجائزة ، وأن يوقع بإسمه على الشهادات التي تعطى للفائزين .. وربنا يرحمه ويرحم الجميع .

وفي الصورة التي بين يديك الأربعة الكبار في برج الاهرام 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق