رحل من الدنيا الفانية قبل أيام في صمت وهدوء الدكتور شريف عمر رحمه الله واراه جديرا بان يكون ضمن قائمه "ناس زي الفل" الذين قدموا خدمات كبرى لبلادي في التخصصات المختلفة وهذا الطبيب الذي فقدته مصر أراه شخصية غير تقليدية يمكنك أن تقول عنه انه عميد مكافحة الأورام في مصر فقد حصل على جوائز الدولة التقديرية في جراحة الأورام ومقاومة سرطان الثدي الذي هو الاكثر انتشارا بين السيدات وأشرف على أكثر من 46 رسالة ماجستير و20 رسالة دكتوراه في جراحة الأورام وله شهرة عالمية في مجاله فقد كان عضوا بالاتحاد الدولي لمكافحة السرطان ومستشارا ومنظمه الصحه العالميه ولابد ان يكون طبيب شاطر جدا متى وصل إلى هذه المكان الدولية كما ساهم في إنشاء رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان وفضله كبير على زملائه الأطباء داخل مصر فقد ساهم في إنشاء جمعية السرطان المصرية وكان أول سكرتير لها ولو الفضل على عشرات من أطباء جراحة الأورام حيث قام بتدريبهم وإرسالهم في بعثات إلى الخارج ويقول كل من عمل معه انه في غاية التواضع وكان استاذهم ويحرص على صداقتهم ويشجع كل من عمل معه ولو بكلمة طيبة ولم تكن العلاقة معهم مجرد علاقة عمل وهكذا اكتسب شعبية واسعة بين زملائه في المهنة نظرا لتفوقه وتواضعه وتشجيعه لزملاءه و لتلاميذه الأطباء بكل الطرق الممكنة والجدير بالذكر انه حصل على وسام فارس اعلى الاوسمه في فرنسا وكان له أهتمام خاصه بسرطان الثدي حيث وضع كتاب شهير في هذا المجال بالاشتراك مع معهد جوستاف الفرنسي ويعد من المراجع العلميه في هذا التخصص.
رعاية الغلابة
من أهم ما يتميز به كذلك الطبيب الراحل المتميز شريف عمر رحمه الله ورعايته للناس الغلابه والحرص على علاجهم بأقل التكاليف الممكنة وهذه النقطة تبرز خاصة ونحن نرى جشع المستشفيات في زمن الكورونا حيث على اسرة المريض ان تدفع آلاف الجنيهات ويتضاعف المبلغ اذا كان موجودا بالعنايه المركزه فلم يكتفي عميد مكافحة السرطان في مصر بعلاج مرضاه الفقراء مجانا او بما يتناسب مع احوالهم الماديه والحرص الشديد على عدم ارهاقهم بل رأيناه ينشأ في دائرة فاقوس بلدته الأصلية (وكان نائب عنها في مجلس الشعب لسنوات طويلة) اول مركز أورام إقليمي متكامل في مصر في مطلع التسعينات وكان على أعلى مستوى ومن خلال هذا الصرح الطبي الشامل قام بالعلاج عشرات الآلاف من مرضى الأورام والالتهاب الكبرى مجانا وعندما تولى عمادة معهد الأورام القومي فعل نفس الشيء مع المرضى الفقراء.
وأخيرا فإن للدكتور المتميز الراحل صولات وجولات في مجلس الشعب حيث كان نائبا عن دائرة فاقوس لسنوات طويلة اقتربت من الخمسة عشر عام ابتدء من عام 1990 ومن أهم إنجازاته تحت القبة محاربة التدخين ووضع التشريعات اللازمة لذلك وشغل خلال هذه الفترة رئاسة لجنة الصحة ثم لجنة البحث العلمي.. وبذلك بذل جهده من أجل الارتقاء بالمنظومة الصحية ومنظومة التعليم والبحث العلمي ولم يتوانى عن الدخول في معارك مع كل من كانوا يعرقلون هذه المجالات الحيوية لبلادنا وكان دفاعه عن الأطباء وتبني مشاكلهم واضحا كذلك عندما كان عضو بمجلس نقابة الأطباء لسنوات.. كان بالفعل يمثل ضمير المهنة رحمه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق