من المقالات التي كتبها حبيبي أبي رحمه الله ولفتت نظري جدا واعتبرتها تدخل في دنيا العجائب مقال عنوانه "من أنا؟ "
يقول فيه:
أنا لست فردا .. أنا مجتمع .. عشرات من الناس يعيشون داخل صدري، وأظنك كذلك مثلي!!
ويشرح تلك المقولة الغريبة قائلا : وكل واحد في هذا المجتمع الذي يشكل شخصيتي في النهاية له كيانه وملامحه التي لا تخطئها عين.
تجد من بين هؤلاء واحد متدين وأخر مقبل على الدنيا ،وهناك الفنان المنطلق والانسان المناضل وهناك أيضا الانسان الطيب إلى حد الهبل والشخص الذي يعرف كيف يصل إلى ما يريده!
والشخص اليائس المتشائم وذلك المتفائل !! الخ ..
ويضيف رحمه الله قائلا : كل واحد من هؤلاء له حريته الكاملة في الحركة وإبداء رأيه ، تثور داخل صدري في كثير من الأحيان مناقشة حادة وتنتهي إلى انتصار واحد فيهم وهو الذي يملي تصرفه ويحدد الطريق حتى يطيح به واحد تاني من داخل نفسي .
ويتساءل : كيف ينتصر هذا الواحد ؟ وتكون الإجابة بالإرادة ،ولكن إرادة من ؟ هل إرادة الانسان البائس أم المتفائل أو أو ..
ويجيب حبيبي أبي على هذا السؤال قائلا إن إرادتي ليست عنصر قائما بذاته لكنها إرادة واحد من هؤلاء الذين يعيشون في داخلي مع ملاحظة أنه ليس لي دخل في اختيارهم فهي من اختيار المجتمع الذي أعيش فيه ووضعهم في صدري .. وكل هؤلاء يشكلون في النهاية : "أنا"
ويؤكد عملاق الصحافة والادب رحمه الله أن كل أنسان له تصرفاته التي قد تبدو لأول وهلة متناقضة ولكني أرى ذلك أمر طبيعي .. أن كل فرد في الواقع مجتمع أو على الاصح انعكاس لمجتمع كل فرد يحمل في داخله كل متناقضات المجتمع والفرق بين الناس هو الفرق بين المجتمعات التي ولدوا وعاشوا فيها والظروف الاجتماعية التي مروا بها .. ليس هناك فرد أسطوري ..
كل فرد مجموعة متناقضات وكذلك أنا!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق