ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 24 مايو 2022

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - إنتهى البلاغ بتقديم الشكر للمتهم!!



المستشار "حسن الشربيني" شغل مناصب عدة ، فقد كان رئيساً لمحكمة الجنايات وأمن الدولة العليا بالقاهرة ، كما كان رئيساً لمحكمة الإستئناف العليا بالقاهرة ، لكن أغرب قضية مرت عليه في حياته العملية الطويلة كانت في منطقة "الموسكي"! 

حيث فوجئ لأغرب بلاغ من امرأة تطالب بإستعادة أبنتها التي تبلغ من العمر عشر سنوات تعيش مع أسرة ثرية إستولت عليها بالخديعة بعد ولادتها مباشرة.

وقالت الأم في بلاغها: كنت أعمل شغالة في بيت امرأة صاحبة مال ونفوذ ، ساعدتني في الولادة التي كانت صعبة! 

وأخبرني وقتها أن مولودتي ماتت بعد ساعات من ولادتها! 

وذهبت بي تلك السيدة إلى مقابر أسرتها ، وزعمت أنها قد "تفضلت" وسمحت بدفن ابنتي هناك!! 

وقرأت على روحها الفاتحة !! 

وكانت المفاجأة المذهلة أنني إكتشفت بعد ذلك أنها لم تمت! 

بل أخذتها تلك المرأة وأعطتها لإبنتها العاقر التي لا تنجب! 

وتضيف: واستمر عملي في بيت تلك السيدة! 

وكنت أشاهد الفتاة الصغيرة من حين لآخر ، ورأيت فيها شبها عجيباً مني! 

وجمعني مع تلك الطفلة حبا فريداً من نوعه ، وبحاسة الأم شعرت أنها إبنتي ، وعندما واجهت صاحبة المنزل الذي أعمل به أنكرت ، كما كان متوقعاً , وطردتني من خدمتها! 

والآن أريد إستعادة إبنتي بالقانون والبوليس!! 

وبدأت الشرطة تحرياتها ، وكان الوضع صعباً للغاية نظراً لأن وقائعها تعود إلى ماضي بعيد! 

وأسفر البحث الدقيق عن مفاجأة كبرى! 

فهذه السيدة الثرية وإبنتها قامت في مكتب الصحة بالتزوير في سجلات رسمية ، ونسبت المولودة التي أنجبتها الشغالة إليهم ، وتمت كتابتها بسجلات الصحة!! 

وأن أمها هي تلك الإبنة العاقر التي لا تنجب!! 

وبناء على هذه المعلومات صدر قرار النيابة بالقبض على الأم وإبنتها وزوج الابنة ، وكانت الإتهامات الموجهة إليهم تشمل الخطف والتزوير! 

وفي التحقيقات تكشفت مفاجأة لم تخطر أبدا ببال المستشار "حسن الشربيني " الذي يحقق في تلك القضية الفريدة من نوعها! 

قالت السيدة الثرية أن هذه الشغالة تنازلت عن مولودتها بمحض إرادتها لحاجتها إلى النقود حيث أن أسرتها كبيرة وتضم العديد من الأبناء الذين أنجبتهم ، فقبلت التنازل عن المولودة الجديدة مقابل مبلغاً كبيراً من المال يساعدها في تربية بقية أولادها!! 

وقدمت في تأكيد أقوالها الورقة التي تؤكد على هذا التنازل! 

وهي مكتوبة بخط الأم توقيعها! 

وتم التأكد من ذلك عند مقارنة الخطوط! 

وإنهارت السيدة التي قدمت البلاغ بعد مواجهتها بتلك الحقائق! 

وقالت إنها نادمة على ما فعلته ، وتريد إستعادة إبنتها! كما أصيبت الإبنة التي عاشت تلك الطفلة في كنفها بحالة من الهيستريا والإنهيار الكامل عندما علمت بقرار النيابة بتسليم المولودة التي كبرت ، وأصبح عمرها عشر سنوات إلى أمها الحقيقية ، وتصحيح التزوير الموجود في سجلات الصحة! 


وكان قلب المستشار "حسن الشربيني" يتمزق وهو يسمع صرخات تلك المرأة التي تبنت الطفلة وهي تصرخ وتقول: لقد أصبحت أمها بعدما قمت بتربيتها طيلة تلك السنوات أفضل تربية! 

لكن النيابة لم تملك سوى توجيه الشكر لها!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق