ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 16 مارس 2023

حكايات إحسان عبد القدوس - مكالمة هاتفية فجر ٢٣ يوليو !!



أخبرت حضرتك أن علاقة والدي رحمه الله بالرئيس السابق "أنور السادات" بدأت عام ١٩٤٦م عقب خروجه من السجن بعد حصوله على حكم بالبراءة في قضية إغتيال "أمين عثمان" .


وتوطدت العلاقات بين الرجلين خاصة بعدما بدأ حبيبي أبي يكتب في قضية الأسلحة الفاسدة التي كانت إحدى أسباب نكبة الجيش المصري في "فلسطين" ولمعلومات حضرتك فإن إحدى مصادره الأساسية في هذه القضية الهامة التي أثارت ضجة كبرى في مصر هم ما عرف بعد ذلك بتنظيم "الضباط الأحرار" وعلى رأسهم "جمال عبدالناصر" ، وكان "السادات" وثيق الصلة بهم قبل أن ينضم إليهم رسمياً بعد ذلك ، وعن طريقه تعرف على بعضهم .. 

وكانت لأبي شعبية كبرى بين هؤلاء الضباط حيث كانت "روزاليوسف" تشتعل بالثورة ضد الفساد القائم وتطالب بتطهير مصر من المفسدين .


وأكبر دليل على شعبية حبيبي أبي بين ضباط الجيش في ذلك الوقت تلك المكالمة التليفونية التي جاءته فجر الأربعاء ٢٣ يوليو من عام ١٩٥٢م من أحد الضباط الأحرار تدعوه إلى الذهاب فوراً إلى هيئة أركان الجيش في كوبري القبة ، وأخبره أن الجيش قام بالثورة التي يحلم بها واستولى على المراكز الحساسة في البلد.


وكتب "إحسان عبدالقدوس" عن هذا الموضوع قائلاً : بسرعة أرتديت ملابسي وأسرعت بسيارتي في إتجاه العباسية .. وبالطبع أوقفوني مراراً عند الحواجز التي أقاموها ، ولكن بمجرد إثبات شخصيتي يسمحون لي بالمرور على الفور بناءً على التعليمات التي جاءتهم حتى وصلت إلى مقر القيادة وتلك أول مرة أدخله ، وكنت الصحفي الوحيد المتواجد هناك بل والشخصية المدنية الوحيدة حيث يعج المكان بالضباط الأحرار.

وألتقيت "بمحمد نجيب" وأخذ يحدثني بلهجة خطابية !!

وقابلت "ناصر" وكان هادئاً وأصطحبني إلى الشرفة ودار بيننا حديث حول ما يمكن القيام به .. خاصة تشكيل وزارة جديدة ، سألني عمن يصلح لهذا فقلت "علي ماهر" إنه رجل المواقف الصعبة .. وبعد أخذ ورد بدا أنه أقتنع به وطرح أسمه على مجموعة ضيقة جداً من زملاءه .. وكانت الساعة قد تجاوزت الثامنة صباحاً عندما طلب مني "جمال عبدالناصر" أن أذهب مع "أنور السادات وكمال الدين حسين" إلى بيت "علي ماهر" في الجيزة لمفاتحته في تشكيل الوزارة وهذا ما فعلناه وأنطلقنا إلى هناك في عربة جيب ومعها حراسة ، وكان من معي من الضباط بالزي الرسمي وأنا بالزي المدني طبعاً .. لكنني شعرت أن "جمال عبدالناصر" دوره كبير جداً في الثورة .. فقد رأيته الآمر الناهي ولم أعلم في ذلك الوقت المبكر من الثورة أنه قائدها حيث بدا على السطح اللواء "محمد نجيب" رحمه الله.


ورغم أن حبيبي أبي كان المدني الوحيد الذي ذهب إلى مقر قيادة الثورة فجر يوم نجاحها إلا أن الخلافات سرعان ما بدت خاصة بعدما ظهرت بوادر الاستبداد السياسي للثورة !

وكانت أول "زعلة" من "ناصر" تجاهه عندما نشرت "روزاليوسف" قرب إقالة "علي ماهر" بسبب إعتراضه على قانون الإصلاح الزراعي .. 

وفوجئ "عبدالناصر" بالخبر ، وعاتب والدي ، وفي اليوم التالي مباشرة تمت إقالة "علي ماهر" !! 


وتراوحت العلاقات مع "ناصر" بين شد وجذب حتى تم سجنه عام ١٩٥٤ !! 

وبعدها بدأت بين الرجلين علاقات رسمية تماماً .. وأختفت كلمة "جيمي" التي كان ينادي بها أبي "ناصر" وحلت محلها : "يافندم ويا حضرتك" !! 

فلم يكن قد أنتخب رئيساً بعد !!


و"أنور السادات وخالد محي الدين" الوحيدين من الضباط الأحرار الذين كانوا أصدقاء حقيقيين وصلتنا العائلية بهم لم تنقطع ، وربنا يرحم الجميع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق