ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 13 مارس 2023

بالي مشغول - جيل النت : هذه أحلامنا للصحافة المصرية الحديثة



( أحلام واسعة جداً .. هل هي في المشمش أم يمكن تحقيقها ؟؟)


بمناسبة إنتخابات نقابة الصحفيين أخترت زميلة صحفية شاطرة جداً ، وتمثل الصحافة الحديثة أفضل تمثيل لتحدثني عن أحلام "جيل النت" لمهنة الصحافة ، وكانت زمان إسمها السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة ، وكل هذا إختفى خاصة في السنوات الأخيرة حيث حدث تراجع هائل في أرقام توزيع الصحف الورقية بعد انصراف الناس عنها خاصة الشباب إلى المواقع الإلكترونية والفيس بوك حيث تستطيع أن تتعرف على الأخبار لحظة بلحظة وتقرأ لكتابك المفضلين بدلاً من الصحافة الورقية وكلها طبعة واحدة ، والرقابة عليها شديدة ، وممنوع نشر مشاكل الناس ، بل هي تعبر فقط عن الحكم القائم ومهمتها الإشادة بإنجازاته ، وزاد الطين بلة إرتفاع ثمن الورق فأضطرت الصحف إلى تقليص صفحاتها بعدما منيت بخسائر فادحة نتيجة لضعف التوزيع وعدم وجود إعلانات ، وكان الله في عون الصحفيين بهذه الصحف ، فهم يتقاضون مرتبات لا تسمن ولا تغني من جوع !!

فأضطر أغلبهم الى العمل في أكثر من مكان وكذلك في الفضائيات من أجل حياة كريمة لهم ولأسرتهم .

ولم تفكر معظم المؤسسات الصحفية في تطوير أداءها لتلاحق ثورة الإتصالات ، بل هي محلك سر !!

ومن هنا كان أهمية هذا الموضوع.


وزميلتي الصحفية التي تعبر عن جيل النت إسمها "فتحية الدخاخني" وهي من مؤسسي جريدة "المصري اليوم" في بدايات القرن الحالي ، وعاشت سنوات من عمرها الصحفي هناك عندما كانت تلك الصحيفة في مجدها قبل أن يلحق بها ما لحق بالصحف الأخرى للأسف !!

وشغلت مناصب غير تقليدية مثل رئيسة قسم الفيديو بالجريدة ، وهو أمر كان في ذلك الوقت جديداً على الصحافة المصرية ، وآخر منصب شغلته كان مدير تحرير موقع "المصري اليوم" قبل أن تأخذ أجازة مفتوحة وتصبح صحفية حرة وتنطلق إلى عالم جديد ، وهي حالياً من أبرز الصحفيات في جريدة "الشرق الأوسط" وتكتب خاصة في الإعلام والتكنولوجيا والصحافة الحديثة والثقافة ، وتراها تستعين دوماً في كتاباتها الصحفية بمصادر دولية متنوعة تراسلهم بالنت ، ولا تجد من يفعل ذلك من الصحفيين المصريين إلا قلة نادرة جداً !!

ويعجبني فيها كذلك نجاحها في حياتها العامة والخاصة ، ولها أربعة أبناء زي الفل ما شاء الله وبلاش حسد !!


تقول في بداية حديثها أن الصحافة المصرية في حاجة إلى ثورة شاملة ، ولابد من تركيز الجهود في التدريب والتكنولوجيا ولا تخل جلسات الصحفيين والإعلاميين من الحديث عن واقع المهنة المأزوم. حتى أن كثير منا وإن استمر في العمل والكتابة بشكل يومي، فإنه في قرارة نفسه يدرك أن الوضع لم يعد كالسابق، وأن مهنته التي كان ينظر لها في وقت من الأوقات باعتبارها "سلطة رابعة" ، لم يعد لها دور يذكر  في تحريك وتوجيه الرأي العام، والتأثير على صانع القرار.

وفي ظل منافسة شرسة مع مواقع التواصل الاجتماعي، اضطر الإعلام التقليدي للتخلي عن قواعده ومبادئه وراح يلهث وراء "الترند" بحثا عن مزيد من الزيارات والمشاركات وربما الإعلانات. هذه المنافسة زادت حدتها مع التطور التكنولوجي الذي بات يهدد وظيفة الصحفي نفسه بتقنيات ذكاء اصطناعي قادرة على إعداد وكتابة تقارير صحفية.

ولمواجهة هذه التطورات المتسارعة بات لازما على الصحفي وعلى المؤسسات الإعلامية الإستثمار في التدريب والتكنولوجيا، فلم تعد أدوات الأمس صالحة لمهنة اليوم. كنا قديما نطالب الصحفي بدراسة اللغات حتى يقدم مادة أكثر ثراء. اليوم أصبح مطالبا أيضا بفهم لعبة التكنولوجيا وإدراك كيفية التعامل مع أدواتها، مع دراسة برامج تحليل البيانات والأرقام. 

ومع التدريب والتطوير يأتي تقديم قيمة مضافة في عالم مفتوح يعج بالمعلومات ويملك فيه كل فرد هاتفا محمولا يتيح له بضعة زر التواصل مع ملايين البشر. وبالتالي أصبح لزاما على الإعلام أن يبحث عن دور مختلف فهو لم يعد مسؤولا عن تقديم الأخبار فقط، بل بات مطالبا بتحليلها وتقييمها وتدقيقها أيضا، لا سيما مع انتشار المعلومات الزائفة والمضللة. 

يحتاج الإعلام إلى تضافر جهود أبنائه لإعادة صياغة ميثاق شرف يصلح للتعامل مع التطورات المتلاحقة على المهنة، مع التأكيد على الالتزام به. وأيضا لا بد من تكتلات مهنية قوية قادرة على وضع شروط للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، أسوة بما تفعله المؤسسات الكبرى في الغرب، بدلا من انتظار قرارات تلك المواقع التي تتغير من حين لآخر وتفرض كل يوم شروطا جديدة على ترويجها للمحتوى الإعلامي تدفع الصحف والمواقع الإلكترونية دفعا وراء الترند والبث المباشر.


أنتهى كلامها وواضح أنه لا يمكن تحقيقه إلا عندما تعود للصحافة حريتها ومكانتها في ظل مجتمع حر غير موجود اليوم !!


وصدق أو لا تصدق منذ بضع سنوات جاءت تعليمات بأن تغلق الصحف القومية المواقع الإلكترونية التي كانت قد بدأت إقامتها مجاراة لثورة التكنولوجيا ، وكل مؤسسة لها موقع واحد فقط تضم كل الإصدارات الخاصة بها .. ليه ما تفهمش !! 


وأخيراً قد تظن أن كل ما قالته زميلتي الصحفية الشاطرة لن يتحقق إلا في "المشمش" ، لكنني أقول لحضرتك : أحلام اليوم هي حقائق الغد .. وإن شاء الله تتغير الأوضاع وتعود بلادي إلى الأفضل  .. وقول يا رب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق