ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 29 يونيو 2024

حكايات إحسان عبد القدوس - الوحيد الذي أعتذر له ناصر بعد إعتقاله!!



أخبرتك بالأمس أن "ناصر" كان يدعو والدي في لقاءات خاصة بمنزله بعد الإفراج عنه للتخفيف من حدة إعتقاله ، بل أنه قال له مرة صراحة: "أنا بحاول معالجتك نفسياً"!! 

ولكن الصداقة بينهما لم تعد كما كانت بل أصبحت رسمية أكثر بدليل أختفاء كلمة "جيمي" التي كان أبي ينادي بها "ناصر" قبل القبض عليه !!


وأسألك : هل سمعت أو قرأت في حياتك عن زعيم يقوم بدعوة من حبسه إلى بيته على سبيل المجاملة ؟؟

المؤكد أن هذا الأمر لم يحدث من قبل أبدا .. لا في مصر ولا في غيرها.


وهناك واقعة أخرى حدثت أيضاً في نفس العام ١٩٥٤ وفيها سارع "ناصر" إلى تقديم إعتذار رسمي للكاتب الكبير .. وكان ذلك في شهر سبتمبر حيث فوجئ بالبوليس الحربي يقتحم بيته ويلقي القبض عليه بعد إتهامه هذه المرة بالتجسس !!

وكانت هذه مفاجأة كبرى لوالدي .. تهمة غريبة وشاذة توجه إلى الكاتب الوطني كتاباته وقوداً للثورة ، ثم أن علاقته بينه وبين "ناصر" كانت على ما يرام .. فما الذي جرى ؟؟


وذهب البوليس الحربي بوالدي إلى السجن الحربي وما أدراك بالأهوال التي كانت تجرى في هذا السجن ، وكان يسمى "باستيل مصر" .. وقائده "حمزة البسيوني" المعروف بلسانه "الزفر" وسوء معاملته للمعتقلين.

واستقبله قائد المعتقل بويل من الشتائم بعدما قال له هو أنت جاي تاني يا ابن "...." المرة دي هتعرف يعني إيه السجن الحربي !!

عاملتك كويس في المرة الأولى لأنه كان هناك توصية بذلك .. لكن الوضع أختلف يا ابن "..."

وفجأة دق جرس التليفون ، وانقلب حال "حمزة البسيوني" رأسا على عقب وهو يقول لمحدثه : حاضر يافندم ، تحت أمرك .. أوامر سيادتك .

وتعجب والدي من هذا الإنقلاب الذي جرى لهذا المجرم بذيء اللسان ، وتساءل من هو محدثه على الهاتف ، وجاءته الإجابة على الفور و"حمزة البسيوني" يقول له : تليفون علشان حضرتك يا فندم !!

(ولاحظ كلمة يافندم وحضرتك وقبل دقائق كان يسبه بأقذع الألفاظ) 

وتناول والدي سماعة الهاتف وكان محدثه "جمال عبدالناصر" الذي قال له : إحنا آسفين قوي مما جرى لك ، هتخرج من السجن حالا ودلوقتي .. أنا أصدرت أوامر بذلك ، وما جرى غلطة فظيعة لابد من محاسبة مرتكبها .. و"عبدالحكيم عامر" بجانبي سيقدم لك أعتذار باسم الجيش.



وخرج أبي الحبيب من السجن ولم يمكث إلا ساعات معدودة .. ومفيش معتقل سياسي غيره ذهب وراء الشمس ساعتين او ثلاثة فقط ثم خرج !!

وبالطبع كان قائد السجن الحربي في "نص هدومه" بالتعبير المصري ، يعني لا يعرف كيف يعالج الحماقة التي ارتكبتها في حق الكاتب الكبير وكرر كلمة أنا آسف .. أنا آسف مرات عدة ، وقام بتوصيله حتى باب السجن الخارجي وهو مالم يفعله مع أي "زبون" آخر جاء عنده !!

ولم يرد عليه والدي بل كان ينظر إليه بإحتقار وعاد إلى بيته وعودته كانت مفاجأة بالطبع لأهل البيت كلهم ، لكنه لم يكن سعيداً وتساءل بينه وبين نفسه : مصر كلها عرفت بأعتقالي ووصلت أخباري إلى قائد الثورة لأنني كاتب شهير ومعروف في المجتمع كله .. فما بال مصير أخرين لا يعرفهم أحد وتلفق لهم الإتهامات الظالمة على غرار ما حدث لي ؟؟


وهناك حكمة شهيرة تقول: "رب ضارة نافعة" .. ومن يومها ركز الكاتب الكبير جهده في كتابة الروايات والقصص وأصبحت شغله الشاغل .. وكانت الكتابة السياسية محور أهتمامه حتى ذلك الوقت ، ولكن أصبحت في المرتبة التالية بعدما تأكد أن الكتابة فيها طريقها مسدود مسدود يا ولدي وعليه أن يكتب بألف حساب ، وظهر "إحسان عبدالقدوس" نجم جديد في مجال الأدب والروايات ولم يكن معروفاً قبلها.

الجمعة، 28 يونيو 2024

حكايات إحسان عبد القدوس - ناصر يسأل سانو: فين كلمة جيمي؟!



لا أظن أنه في عهد "ناصر" أو في أي عهد آخر يقدم الحاكم إعتذار لسجين الرأي الذي أعتقله ، لكن هذا الأمر حدث مع والدي مرتين في عام ١٩٥٤ التي كانت فاصلة في تاريخ مصر وبعدها أحكم"ناصر " قبضته على السلطة.


وقبل القبض عليه كان والدي يتبسط مع "ناصر" ويناديه باسم "جيمي"! 

فقد كان في ذلك الوقت من أقرب الصحفيين بل والشخصيات المدنية إليه !

وأبي يعرفه أصدقائه المقربين باسم "سانو" وهو الإسم المتداول داخل عائلته بدلاً من "إحسان"!!

ورغم صداقته الوطيدة "لناصر" إلا أنه تم إعتقاله في أبريل من عام ١٩٥٤ بعدما كتب مقالا شديد اللهجة ينتقد فيه مجلس قيادة الثورة ، قال فيه أنهم مازالوا يفكرون بعقلية الجمعية السرية التي كانت تحكمهم قبل نجاح ثورتهم ، ولم ينجحوا في تطوير أنفسهم ، فالعديد من قراراتهم تصدر فجأة ودون تفسير ودون تمهيد للرأي العام.

وغضب "ناصر" من هذا المقال الذي أثار ضجة كبرى لأنه كان جديداً من نوعه في تفسير الطريقة التي تحكم بها مصر.

وأصدر أمرا بالقبض عليه وذهب إلى السجن الحربي وكان مليئا في ذلك الوقت بالمعتقلين من كافة الإتجاهات.

وفاجئت أمه صاحبة مجلة "روزاليوسف" مجلس قيادة الثورة بقرار صادم لهم إحتجاجا على إعتقال أبنها وقررت عدم نشر أي أخبار في مجلتها عن الثورة ولا خبر ينشر عن "ناصر" ورفاقه.


وظلت المجلة تصدر لأسابيع ومفيش أي خبر عن الثورة وقادتها في طول المجلة وعرضها.

واستمر هذا الوضع ثلاثة أشهر حتى تم الإفراج عن "سانو" في شهر يوليو من عام ١٩٥٤.

وتوقع الجميع بالطبع أن تحدث فجوة بين الكاتب الكبير وقائد ثورة يوليو خاصة بعدما قاطعت "روزاليوسف" نشر أي أخبار عنه.

ولكن حدث العكس وكانت مفاجأة تتمثل في دعوة "ناصر " والدي في بيته أكثر من مرة في لقاءات خاصة مساءا بعد إنتهاء العمل وغرضه تخفيف صدمة الإعتقال عنه ، بل أنه قال له صراحة "أنا بحاول أعالجك نفسياً" ، ولكن الصداقة لم تعد كما كانت من قبل بدليل أختفاء كلمة "جيمي" الذي كان ينادي به والدي "جمال عبدالناصر"! 

وتعجب الأخير عندما ناداه والدي باسم "يافندم" !!

ولم يكن "ناصر" قد أصبح بعد رئيساً للجمهورية حتى يناديه ياريس ..

وسأل والدي: فين كلمة "جيمي" .. فرد بأسى: لا .. ده كان زمان .. الدنيا تغيرت !!


وأسألك هل يوجد رئيس حكم مصر يقوم بدعوة من قام بأعتقاله إلى لقاءات شخصية في بيته ؟؟ ويعمل على تخفيف صدمة إعتقاله !!

المؤكد أن هذا لم يحدث من قبل لا في مصر ولا في أي مكان آخر !!


والجدير بالذكر أن والدي كان يصحب "ناصر" في جميع رحلاته الخارجية واستمر ذلك لسنوات طويلة .. وهذا أيضاً أمر فريد من نوعه ، والمفترض أن رئيس الدولة يفقد ثقته وصداقته مع من يتم إعتقاله بأمر منه ، لكن "سانو" كان له وضع خاص عند "جيمي" سابقاً أو "ناصر".


وغداً حكاية جديدة قدم فيها حاكم مصر إعتذارا رسميا لوالدي بعدما تم القبض عليه مرة أخرى !!

الثلاثاء، 25 يونيو 2024

عجائب عبد القدوس - سؤال محيرني جداً جداً!!



لاحظ أنني لم أكتف بكتابة كلمة "جداً" مرة واحدة بل مرتين !!

والسبب أن السؤال الذي سأطرحه على حضرتك لم أجد له إجابة أبدا برغم تعدد التفسيرات والإجتهادات ويهمني رأيك !


ومنذ أيام قليلة وتحديداً يوم ٢١ يونيو أحتفل العالم بعيد الأب العالمي !

ومرت الإحتفالات به في سكون تام وبرود غريب !!

سواء على مواقع التواصل الإجتماعى أو في حياتنا العادية .. وخرجت بنتيجة مؤسفة خلاصتها أنه عيد فاشل !!

مع أن الأب له دور مهم جداً في الأسرة وتربية أبناءه لا يقل عن دور ست الحبايب !!

فهل تعرف سبب هذا الطناش في الإحتفال به ؟؟


وعيد الأم "حاجة تانية خالص" .. مصر كلها تشعر به ، وينعكس ذلك في الشارع المصري وعلى حياتنا !!


وفي السنة القادمة نحتفل بمرور سبعين عاما بالتمام و الكمال على إنشاء فكرة الإحتفال بها وتخصيص يوماً لها وقد نشأت الفكرة على يد عمالقة الصحافة المصرية "مصطفى أمين توأمه على أمين" أصحاب دار أخبار اليوم الصحفية رحمهم الله ، وعيد الأم الوحيد الذي ينافس شم النسيم في شعبيته وإقبال الناس عليه في أعيادنا الدنيوية !!


وأعود إلى عيد الأب حيث بذل موقع "جوجل" الشهير جهداً مشكوراً في الإشارة إلى عيد الأب قبل يومين .. لكن نجاحه كان متواضعاً ، والتفاعل معه كان على نطاق ضيق ، بل أراهن أن العديد من قرائي الأعزاء ستفاجئهم معلومة الإحتفال بعيد الأب أو ربما علموا ولكنهم لم يتفاعلوا معها ورفعوا شعار طناش !!


وإذا كان أهلك على قيد الحياة فاعلم أنها نعمة من ربك كبيرة لا يشعر بها إلا من فقد أحدهم أو كلاهما .. الأب والأم !!

حيث رحلوا إلى الحياة الأخرى الخالدة ، ولا نملك سوى الدعاء لهم في هذه الحالة وأن يكونوا مبسوطين وسعداء عند ربنا ، مع العلم أن الحياة الدنيا ينقصها الكثير بعد رحيلهم .. 

وأسألك من جديد : 

هل عندك إجابة على السؤال اللي محيرني جداً جداً ؟؟

السبت، 22 يونيو 2024

عجائب عبد القدوس - تدهورت أحوالها بعد الحج..!



تأثير الحج على من أدوا تلك العبادة ينقسم إلى أقسام ثلاثة والله أعلم: نوع يكون تأثير هذه الفريضة عليه قصير المدى، فتجده متديناً بـ«حق وحقيقى» بعد الحج لكن لشهور قليلة فقط!! ثم يرجع كل شىء إلى حاله، أو بالتعبير الشهير «تعود ريما إلى عادتها القديمة»، ويكتفى بشرف تأدية هذه الفريضة وأنه يحمل لقب حاج أو حاجة، وهؤلاء أراهم يشكلون الأغلبية.

وهناك نوع ثانٍ يحدث فى حياته تقدم حقيقى، وتتغير أحواله إلى الأفضل والأحسن، وياليت معظم الحجاج العائدين من حج هذا العام يدخلون ضمن تلك الفئة. 

وهناك نوع ثالث تدهورت أحواله بعد الحج، نتيجة الفهم الخاطئ لإسلامنا الجميل، وهي ظاهرة موجودة في مجتمعنا، ولا تخطئها عين!.

وأراهن أن الدهشة أصابت حضرتك وأنت تتساءل: طيب إزاى؟ وليه؟! ومليون علامة استفهام أيضاً، فالمفترض أن الحج يرتقى بالإنسان، فكيف انتكس بعد تأديته الفريضة؟!

ولست مستعداً للدخول فى جدل بيزنطى، بل أذكر لك أمثلة من واقعنا: واحدة كانت «زى الفل» قبل الحج، فى سلوكها وأخلاقها، واحتشامها وملابسها وتفوقها فى عملها.. وعادت بعد تأديتها الفريضة «مش هى» واحدة تانية وشخصية مختلفة! سارعت إلى ارتداء الحجاب، وهذا أمر لا غبار عليه، لكنها فقدت روحها الحلوة القديمة، فمثلاً امتنعت تماماً عن مصافحة بنى آدم، بحجة أن هذا الأمر حرام على بنات حواء!! ولم تعد مرحة ومنطلقة كما كانت أيام زمان قبل الحج، ومن الواضح أنه حدث خلل فى حياتها!!

فأصبحت تتكلم بحساب وحذر، واختفت ضحكتها القديمة، وسيطر العبوس على وجهها! وقاطعت أصدقاءها القدامى، بحجة أنهم غير متدينين! وقال هؤلاء عنها إنها طبعة جديدة لا يعرفونها، ودمها ثقيل، ولم تكن كذلك، بل أصابتها حالة «دروشة»، وامتد هذا التوتر إلى أسرتها، فهى تطالبهم دوماً بتأدية العبادات، ولا تكتفى بذلك، بل يمكن أن تقوم «خناقة لرب السما» بسبب هذا الموضوع!!

وكأنها وصية عليهم، وبالطبع ترى كل أنواع الفنون حراماً، ومافيش أى صداقة بينها وبين الأقباط. وباختصار: تستطيع أن تقول عنها إنها إنسانة منغلقة على نفسها، بعدما فهمت التدين الصحيح بطريقة خاطئة، والحمد لله أن مثل هذه النوعية من النساء قلة فى بلادنا.

الجمعة، 21 يونيو 2024

❓ - أيهما أولى.. الزواج أم الحج؟



بمناسبة موسم الحج طرأ في ذهني سؤال بحثت عن إجابته عند علماءنا الثقات ، وخلاصته إذا كان عند حضرتك "قرشين حلوين" وربنا فتح عليك .. فهل تؤدي الفريضة أم تخصص فلوسك لزواج أولادك بعدما كبروا ويبحثون عن نصفهم الآخر ؟؟ 


قال العلماء دون تردد أبناءك أولى من نفسك ، ويمكنك تأخير الحج لأن عذرك مقبول عند ربنا ، وليس مطلوباً منك أن تؤدي الفريضة على الفور ، بل إذا كنت قادراً على تحمل أعباءها فقط .. وأنت ما بين خيارين ، وأجمل ما في حياتك فلذة أكبادك أولى ، أما إذا كان أولادك مازالوا صغار ولسة "عيال" ، فلا يعقل في هذه الحالة تأخير الحج .. أذهب لأداء الفريضة وربنا سيفتح عليك في المستقبل ، وأمامك بإذن الله مهلة ووقت طويل لجمع مال جديد يتزوج به أبناءك إن شاء الله عندما يكونوا مؤهلين لذلك بعدما يتربوا في عزك . 


ويؤكد العلماء من جهة أخرى أن حالة الحاج يجب أن تكون مستقرة من الناحية المالية .. ومش معقول "يستلف" ويأخذ فلوس من هنا وهناك حتى يؤدي الفريضة! 


وكذلك مكروه من الناحية الدينية أن يذهب إلى الحج إذا كان صاحبنا عليه ديون أو قرض من الواجب سداده ، أو علاقته المالية "ملخبطة" ، فلا يجوز في هذه الحالة التهرب من مسئولياته و"التزويغ " بإسم أداء الفريضة الدينية

الاثنين، 17 يونيو 2024

عجائب عبد القدوس - في مناسك الحج.. المرأة صورتها حلوة!


عنوان مقالي قد يلفت نظرك وحضرتك تتساءل :يعني إيه ؟ وما العلاقة بين مناسك الحج وصورة المرأة الحلوة كما قدمها إسلامنا الجميل للدنيا!! أنني أتحدث في هذا المقام عن المساواة بين آدم وحواء أولا.. كل منهم عليه في الحج ذات الواجبات.. سبعة أشواط في الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة! ولم يقل أحد : "كفاية على المرأة خمسة أشواط رحمة بها"!! والرجل يجب أن يكون عليه نصيب أكبر في الطواف من منطلق الذكورة!! ومش معقول تساوي الذكر والأنثى!! وتعاليم الإسلام تؤكد أن المساواة بين الجنسين هي الأصل وأي أمر آخر استثناء! ويلاحظ ثانيا أن الجميع يطوفون في وقت واحد ، وأصحاب الفكر الرجعي كانوا يتمنون طبعا أن تكون الأولوية للرجال، وبعد انتهاء طوافهم حول الكعبة يسمح للنساء ببدء الطواف، لكن الإسلام صفعهم! فالجميع يؤدون الشعائر في وقت واحد لا فارق بين ذكر وأنثى وهذا يلفت نظرنا إلى الملاحظة الثالثة وتتمثل في الإختلاط المحترم بين الجنسين بعيدا عن الآراء المتطرفة التي تدعو إلى الانفصال النكد من ناحية أو الإختلاط سداح مداح دون أي قيود من جهة أخرى! ويلاحظ رابعا أن النقاب وتغطية الوجه بالكامل ممنوع ، ولا تستطيع أن تطوف حول الكعبة وهي منتقبة أو تصلي دون أن يكون وجهها مكشوفا! وهذا دليل مؤكد أن النقاب دخيل على إسلامنا الجميل!! وتتضح صورة المرأة الحلوة أكثر في ديننا اذا ذكرت لك معلومة قد تكون غائبة عنك خاصة بمناسك الحج! فالسعي بين الصفا والمروة كما حدثتك من قبل وراءها حكاية بطلتها أمرأة اسمها "هاجر" زوج سيدنا إبراهيم ، حيث فوجئت بما لم يخطر ببالها أبدا ، فقد اصطحبها إلى صحراء مهجورة وتركها مع أبنها الرضيع إسماعيل بناء على أوامر إلهية! ولم تستسلم سيدتي هاجر للموت المحقق بل ظلت تسعى بين جبلين.. الصفا والمروة بحثا عن الماء.. فعلت ذلك سبع مرات قبل أن تنفجر ينابيع المياه في اللحظة الأخيرة وهذه المرأة المصرية  البطلة كرمها ديننا فجعل من قصتها أحدى شعائر الحج الأساسية. 

الجمعة، 14 يونيو 2024

عجايب عبد القدوس - رأيك في الحج "السوبر"!



كنا مجموعة من الأصدقاء نتحدث حول الحج.

إنتقد البعض منا ما يعرف بالحج "السوبر" ، حيث يقيم هذا الحاج الثري في الأماكن "اللوكس"!! 

قال واحد من المنتقدين: ترى هل يقبل الله هذا النوع من الحج الذي يقوم على "الدلع"؟؟ 

لقد أدى الفريضة ، لكنه بتقدير مقبول فقط!! 

وقال آخر: لا أظنه يشعر بلذة العبادة ، كيف يتحقق له ذلك ولم يمكث في الأراضي المقدسة إلا أياما معدودات ؟؟ فهو "يخطف الفريضة خطف"!! 

تدخلت في الحديث مقاطعا وقلت: ومن أنتم حتى تحكموا على هذا النوع من الحج إذا كان مقبولاً أم لا ؟؟ 

فلندع هذا الأمر لصاحبه رب العالمين ، وأظنه سيقبله بإذن الله ،

 قال أحدهم مازحاً: تدافع عن الحج السوبر لأنني أعتقد أنك أديت الفريضة بهذه الطريقة!! 

لم أشاركه المزاح أو الضحك بل قلت جادا: ومن قال أن المشقة مطلوبة في حد ذاتها ؟ لقد طلب الله سبحانه وتعالى أداء الفريضة فقط ، وليس من شروط الحج ولا من أركانه أن يصاحبه التعب!! 

المهم أن يؤدي الحاج المناسك بما يرضي الله وبطريقة صحيحة ، فإذا صاحب أداء الفريضة تعب ومشقة وتحمل ذلك بصبر جميل ، يعني دون تذمر أو شكوى ، فله ثوابه عند الله ، لكن إذا إستطاع تجنب مشاق الحج قدر الإمكان ، وكانت قدرته المالية تسمح بذلك فلا غبار عليه ، فلم يقل عاقل أن "بهدلة" الناس في الأراضي المقدسة أمر مرغوب فيه!! 

بل العكس هو الصحيح تماماً ، فالمفروض أداء المناسك في حدود ونظام ، مع الحرص الكامل على مراعاة الآخرين. وليس من الضروري أن يمكث الحاج في الأراضي الحجازية مدة طويلة حيث يثبت أنه جاد في أداء الفريضة!! 

الله أعلم بنية كل منا ، وقد لا تمكنه ظروفه من الجلوس بالأسابيع في الحرم المكي أو المسجد النبوي .. المهم إنعكاس أداء فريضة الحج على سلوكه ، ومدى التأثير الذي تتركه في نفس صاحبها .. 

وأسأل حضرتك ما رأيك في الحج السوبر ؟؟

الأربعاء، 12 يونيو 2024

عجائب عبد القدوس - في عيد الأضحى .. هذه المرأة الفرنسية الشاذة!!


صدق أو لا تصدق ..  الحيوانات أقرب إليها من أبنها!!

بينها وبينه خلافات وقضايا ، طردته من بيتها، وأعلنت صراحة وبلا خجل أنها شعرت بالصدمة عندما أكتشفت أنها حامل!!

وأكدت رفضها للأمومة!!

وتراها شديدة العناية بالحيوانات التي تقوم بتربيتها في المزرعة التي تقيم فيها!!.

والمؤكد أن الدهشة طرأت على وجهك ، وتسألني عنها وما علاقتها بعيد الأضحى!!

أسمها "بريجيت باردو" ممثلة إغراء فرنسية .. كان جيلنا يعرفها جيداً ، عرف عنها التعصب ضد المسلمين .. وفي عيد الأضحى من كل عام تهاجم الإسلام بحجة أنه يفرض على أتباعه ذبح ملايين الخرفان وتتهمهم بالوحشية!

والمسلمون في فرنسا أقاموا عليها دعوى قضائية .. وكان ذلك منذ سنوات ، وتوقع الجميع بالطبع أن يرفض القضاء الفرنسي الدعوى لأن فرنسا دولة علمانية ، والتعصب هناك معروف لدرجة التطاول على النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم!

ولكن المفاجأة الكبرى أن القضاء أدانها وحكم عليها بالغرامة لأنها تجاوزت كل الخطوط وتعرض السلام الإجتماعي في البلاد لأخطر!!

وهذه المرأة التي كسبت الملايين من الإغراء والعري والتبرج أصبحت حالياً عجوز شمطاء غابت عنها الأضواء ، وأختفت من الساحة الفنية فأرادت أن تلفت الأنظار بهذا التطرف ولم تكن كذلك عندما كانت نجمة ساطعة في عالم السينما ، وهذه النوعية من البشر أراها خطر على الإنسانية كلها ، 

فالتطرف أنواع ..

تعصب ديني يتمثل في "داعش" ، 

وتعصب علماني يتمثل في هذه المرأة الشاذة وأمثالها،

 وربنا يحفظنا من التطرف بكل أشكاله.

الاثنين، 10 يونيو 2024

عجائب عبد القدوس - الحج وحكاية المصرية البطلة


لا شك أن عنوان مقالي هذا أصاب حضرتك بالدهشة والحيرة وأنت تتساءل : يعني إيه ؟ وأقول لك أن هذه المصرية خلدتها السماء وجعلت حكايتها من مناسك الحج، واتساءل كم من الحجاج يعرفون قصتها، وهي تهمك شخصيا لأنها تعلمنا جميعا كيفية مواجهة المحن والمصائب في حياتنا! اسمها "هاجر" وهي زوج سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهي مصرية تزوجها عندما جاء الى بلادنا وانجب منها سيدنا إسماعيل ، وفجأة صدر أمر إلهي بأن يذهب بأسرته الجديدة الى شبه الجزيرة العربية ويترك زوجته ووليده في صحراء قاحلة! ولأنه نبي مرسل فلم يتردد في تنفيذ تعليمات السماء دون أن يعرف الهدف منها! وتعجبت امرأته جدا مما فعله وسألته سؤال واحد : هل أمرك الله بهذا؟ وعندما جاءتها الإجابة بنعم قالت إذن لن يضيعنا.. ولم تستسلم لما حل بها والموت الذي يتربص بها وابنها.. بل أخذت تدعو ربها أن ينجيها، ولم تكتف بذلك بل أخذت بالأسباب وبدأت تبحث عن الماء في كل مكان بين جبلي الصفا والمروة وأخيرا تفجرت ينابيع المياه بين يديها وبدأ تعمير المنطقة كلها.  وهذه القصة الحقيقية من شعائر الحج، وعلى الحجاج السعي بين الصفا والمروة اشواط سبع كما فعلت "هاجر" تخليدا لحكايتها.

ويمكن تلخيص الدروس المستفادة من تلك القصة في أربع نقاط عليك أن تتمسك بها وحضرتك تواجه مصائب الحياة :

1- لا تجزع وحاول أن تتماسك وتتوكل على الله قائلا : قدر الله وما شاء فعل.

2- هناك فارق كبير بين التوكل على الله والتواكل، "فهاجر" لم تكتف بدعوة ربها لانقاذها بل أخذت تبحث عن أسباب النجاة وأخذت تسعى بين الصفا والمروة ، وياريت تأخذها قدوة لك وتأخذ بالوسائل التي تجعلك تتغلب على المشكلة التي وقعت فيها.

3- لا تيأس أبدا وكن واثقا أن الله لن يخذلك، وسيدتي "هاجر" لم تجد المياه الا بعد الشوط السابع ببن الجبلين الصفا والمروة ورفضت القنوط واليأس بل ظلت تبحث عن المياه حتى آخر نفس.

4- لا تدري اين الخير مما أصابك.. قصة هاجر وابنها الوليد إسماعيل كان هدفها تعمير المنطقة كلها بالخير والعمران، والمؤكد أن ربنا له حكمة في كل ما يحدث في هذه الدنيا، وعليك أن تكون مطمئن له وواثق في حكمته وخذ من قصة هاجر قدوة لك، وربنا يوفقك في التغلب على كل ما يواجهك في حياتك من مشاكل.

الأحد، 9 يونيو 2024

عجائب عبد القدوس - إطلاق سراح كل أصحاب الأقلام




عملت بالصحافة الورقية مدة تقرب من نصف قرن منذ أوائل السبعينات من القرن الميلادي المنصرم ، و"أبصم بالعشرة" أن حرية الصحافة في ظل الحكم الحالي هي الأسوأ على الإطلاق ..

وكذلك يستحق صفر على الشمال في مكافحة الغلاء والفساد وتحسين أحوال الناس المعيشية والذين تدهورت أحوالهم لدرجة أن الكثيرين باتوا يترحمون على "مبارك" وأيامه !!


والعديد من أصحاب الأقلام في بلادي ذهبوا وراء الشمس نتيجة لإنتقادهم للأوضاع القائمة ، والحكم العسكري الجاثم على أنفاسنا ، ونظام "السيسي" ينافس بقوة النظام السعودي والتركي وإيران وكوريا الشمالية في مطاردة الصحفيين وأصحاب الأقلام وحبسهم طبقا لإحصائيات الأمم المتحدة.


وقد أحسن نقيب الصحفيين "خالد البلشي" عندما أرسل إلى الجهات المسئولة بالدولة قائمة طويلة عريضة ممن شملهم الإعتقال ولم تصدر ضدهم أحكام نهائية تضمنت أسماء من هم مقيدين بالنقابة وغيرهم من هؤلاء الذين تم حبسهم بسبب كتاباتهم الصحفية.


ولكنني لاحظت مع غيري أن القائمة ليست مكتملة ، فهناك مثلاً الكاتب الصحفي "سعد خطاب" ليس موجوداً ضمن الأسماء المرسلة ، وصاحب القلم هذا كان له صولات وجولات في الصحف الخاصة قبل أن يتم سحق حرية الصحافة ، واستمر ينتقد الأوضاع الحالية فذهب مثل غيره وراء الشمس ، رغم تردي أوضاعه الصحية وحاجة أسرته الشديدة إليه .. 


وأكد لي النقيب أن أسمه مدرج في القائمة ثم تبين عكس ذلك ، وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب لأن الصديق "خالد البلشي" الذي أعرفه كإنسان قبل أن يكون نقيبا .. إذا وعد صدق ..

السبت، 8 يونيو 2024

حواء بالدنيا -"حبك" لها أنواع!



حواء بالدنيا ..

عنوان لا أعتقد أن فيه أي مبالغة ، فهي في قلب حياتي وحياتك سواء أرضيت بذلك أم لا !

والسعيد في هذه الحياة هو من يكسب حواء إلى جانبه ، والتعيس من تكون علاقته بها متوترة.

وحتى تتأكد من صدق كلامي تعالى نستعرض سويا طبيعة علاقتك معها ..


أنها تنقسم إلى أربعة أقسام أساسية ، حفظني الله وإياك من النوع الأخير لأنه مدمر كما سترى !

* الحب المقدس ..

* وهو أعظم أنواع العلاقة معها على الإطلاق .. أمك .. أبنتك .. أختك .. إلخ

* يعني صلة الرحم ، ويلاحظة أن هذا الحب لا ينقص أبدا بل على العكس ينمو دائماً إلا في الأحوال الطارئة ، والإستغناء لا يقاس عليه ، بل يبقى دائماً شاذا ، وإذا دققت النظر فستجد أن زوجتك خارج هذه التقسيمة ، فعلاقتك معها لها طبيعة أخرى.

* الحب العاطفي ..
* ويبدأ عندما يدق قلبك لحواء من أيام الصبا !
* والحب هنا له درجات مختلفة ، فالحب الناضج غير "شغل المراهقين"!
* والعاطفة التي تدفع الإنسان للنجاح غير تلك التي تقوم فقط على سهر الليالي!!
* وصاحب الخلق هو الذي يتحكم في قلبه ، ولا يجري وراء نزواته ، بل يوزن أمور عواطفه بالميزان الصحيح ، وقمة النجاح هنا أن تعثر على نصفك الآخر ،وتعيش معها سعيداً !!
* ويعجبني التعبير الدقيق الذي يقال عن الزواج بأنه "قسمة ونصيب" .. يعني أنت وبختك !
* فنجاحه لا يخضع لقواعد معروفة سلفاً وإلا لما كانت هناك أي مشكلة ، بل هو حظ وتوفيق من ربنا بالدرجة الأولى .. فزوجتك إما أن تكون نعمة أو نقمة ، وأنت شخصياً إما أن تكون كابوس لامرأتك أو هدية من السماء !!
* وبيتك إما أن يكون رحمة أو مصدر للصداع أو خليطا من هذا وذاك !!
* وإذا كانت أوقات السعادة التي تجدها مع شريك العمر تزيد أضعافاً على الخناقات معها فأنت محظوظ في هذه الحالة ، وغيرك يبحث عن بعض سعادتك دون جدوى.
* النوع الثالث في علاقتك مع حواء هو الذي يقوم على الزمالة والصداقة والأحترام ، بعدما أصبحت شريكة للرجل في معظم المجالات.
* والنوع الرابع والأخير هو الحب الفالصو ..
* وغالباً ما يكون مجرد نزوة أو انحراف أخلاقي ..
* وبلاويه أكبر بكثير من السعادة المؤقتة التي يمكن للإنسان أن يشعر بها !!
* وأخطر أنواع هذا الحب على الإطلاق أن يكون قائماً في البداية على حب حقيقي في السما ثم يتحول بمرور الزمن والتجارب والمواقف إلى حب فالصو ، لأن شريك العمر لم يكن على قدر المسئولية.
* وبعد فوات الأوان تكتشف عيوبه بعدما خدعك مظهره البراق في البداية.
* وصدق من قال "الحب أعمى" .. كلمة في محلها تماماً تنطبق على هذه الحالة ..
* ويارب تبعدنا عن الحب الفالصو بكل أنواعه لأنه مصيبة ، وكان الله في عون من أكتوى بها.

الجمعة، 7 يونيو 2024

حكايات إحسان عبد القدوس - أمه تعاقبه بعد نشر أول قصة!


أظن أن هذا العنوان لفت نظرك ورأيته يدخل في دنيا العجائب ..

كان المفترض من أمه الست العظيمة "روزاليوسف" تشجعه بدلاً من "تكسير مجاديفه" بالتعبير العامي ..
وإذا عرفت حضرتك العقاب الشديد الذي أوقعته فستصاب بدهشة شديدة !!
وحبيبي أبي "سانو" بدأت هوايته في الأدب مبكراً ، وذلك تقليداً لأبيه الذي يكتب الزجل والمواويل ..
ونشر أول قصة في حياته ب"روزاليوسف" وهو في البكالوريا (الثانوية العامة) وكانت بلا توقيع ، وهو نفسه لا يتذكر عنوانها .
وعندما رآها منشورة في المجلة طار من الفرح وأخبر ست الحبايب صاحبة "روزاليوسف" بأنه هو كاتب القصة المنشورة بلا توقيع.
ويقول والدي رحمه الله الذي أشتهر باسم "سانو" في عائلته وبين أصدقائه: كان رد فعلها على ذلك عنيف جداً ، وغضبت غضباً شديداً وقالت له في حسم: أوعى تعملها تاني : أنا عايزاك صحفي مثلي ولا أريد أن تكون خيالي زي والدك !!
وهدفها من ذلك أن أبنها هو الذي سيدير "روزاليوسف" في المستقبل ، فكيف يشغل باله بكتابة القصص بدلاً من التركيز على الصحافة ..
ولم تتصور أنه بموهبته قادر على الجمع بين الأمرين ، بل إن القصة التي يكتبها ستكون من الأسباب الأساسية لرواج كل مطبوعة صحفية أشرف على تحريرها.
والمهم أن سيدتي "روزاليوسف" لم تكتف بالزعيق والشخط بل أوقعت عقاب صارم على أبنها تمثل في خصم مصروفه الأسبوعي وهو عشرة قروش !!
(ملحوظة من عندي)
أغلب ظني أنك ستضحك من قلبك إذا عرفت أن مصروفه الأسبوعي عشرة قروش فقط وتعتبرها نكتة لطيفة رغم أنه كان مبلغاً محترماً في ذلك الوقت أواخر الثلاثينات من القرن العشرين الميلادي.
وبعد هذا العقاب توقف رحمه الله عن كتابة القصة لمدة عشر سنوات كاملة ، وفي سنوات الجامعة ركز جهده في قراءة الأدب العالمي ، وهو ما أفاده كثيراً بعد ذلك ..
ثم أثبت نفسه كصحفي شاطر أولا ..
وكانت أول رحلة له خارج مصر في فلسطين عام ١٩٤٥ ، رجع بعدها يكتب عن ضياع هذا البلد ووقوعه في قبضة اليهود قبل التقسيم الرسمي لها عام ١٩٤٨ ، وقيام دولة إسرائيل على حساب فلسطين العربية.
وذاع صيته كصحفي بعدما نشر سلسلة من التحقيقات عن الأسلحة الفاسدة التي كان يستخدمها جيشنا العظيم في الحرب ، وطالب بإحالة القائد العام "حيدر باشا" وبعض المقربين من القصر الملكي إلى المحاكمة.
وكتب أولى مجموعاته القصصية تحت عنوان "صانع الحب" ، وأتبعها ب"بائع الحب" ، وهي عبارة عن إنطباعات إنسانية وصحفية عن رحلته الأولى إلى أوروبا عام ١٩٤٦ بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية ، ولم ينشر بعد ذلك من قصصه الشهيرة سوى "النظارة السوداء" و"أين عمري" ، وكل قصصه التي لقيت رواجاً نشرها بعد قيام ثورة يوليو عام ١٩٥٢ وتحديداً عقب حبسه عام ١٩٥٤.
حيث تأكد أن التعبير عن الرأي بحرية لم يعد له مجال بعد القضاء على الحريات ، فاتجه إلى كتابة معشوقته القصة وأعطاها إهتماما أكبر.
وهو أحد القلائل جداً في مصر الذي برز في الأدب والصحافة معا.

الأربعاء، 5 يونيو 2024

عجائب عبدالقدوس - شاهد عيان على الهزيمة والإنتصار٢


صدق أو لا تصدق مشاعر الناس في بلادي قبيل معركة أكتوبر كان يملأوها اليأس على العكس تماماً من مشاعرنا قبل حرب يونيو عام ١٩٦٧ حيث كانت كلها في السما وعندنا ثقة في نصرة جيشنا العظيم بقيادة "ناصر" ، ثم جاءت الهزيمة الثقيلة والمصيبة السوداء التي أوقعتنا أرضا ، وجعلت روحنا المعنوية في الحضيض !!

وكفرنا بكل الشعارات المرفوعة في ذلك الوقت !!

وبدأت تتكشف الكثير من العيوب الخطيرة في نظام "ناصر" التي أودت بنا إلى التهلكة .. فهي هزيمة نظام بالدرجة الأولى وليست هزيمة جيش أو مجرد نكسة !


وبدأت إعادة بناء قواتنا المسلحة من جديد ، ومحاولة لإعادة الثقة التي إهتزت في كل شيء ، ومات "ناصر" رحمه الله وخلفه "السادات" وتعجب الناس من إختياره فقد كان ضعيف الشخصية كما رأيناه في ذلك الوقت ، فهو "خدام" ل"عبدالناصر" وظله الظليل فهل يصلح لقيادة الأمة ؟؟

وإستطاع الرئيس الجديد أن يثبت شخصيته المستقلة بسرعة ، وبدأ في إصلاح الكثير من أخطاء العهد الناصري التي لم نكن نعلم عنها الكثير ، وأفرج عن السجناء السياسيين ، وأعاد القضاة المفصولين إلى أعمالهم ، وأعلن بداية إنهاء الحراسات على آلاف من الأغنياء ، والتي خضعت أموالهم ظلماً تحت الحراسة ، وكانت كلها نقاط مضيئة في طريق إعادة البناء .. 

لكن أواخر عام ١٩٧٢ وسنة ١٩٧٣ كان السخط على "السادات" في ذروته والسبب أنه وعد وأخلف !!

حيث قال عن عام ١٩٧٢ أنه سنة الحسم وإسترداد الأرض ، ومرت السنة دون أن يحدث شيء وتوقفت مع مجيئه حرب الإستنزاف التي كانت تخوضها مصر ضد العدو القابع في سيناء.


وفي يوليو من عام ١٩٧٢ أعلن "السادات" رحمه الله طرد الخبراء الروس من مصر ، ومع أن فرحة الناس بهذا القرار كانت كبيرة إلا أنه صاحبها شعور عام بأن مصر لن تحارب بعد طردهم والروس لن يعطوا لنا أي سلاح بعد ذلك ..

وكنا كشباب زعلانين قوي لأن العدو الإسرائيلي في سيناء وعلى بعد أمتار من مدن القناة ..

و"مصر السادات" لا حس ولا خبر وكله كلام في كلام ، وهكذا كانت روحنا المعنوية في الحضيض.


وكانت المفاجأة الكبرى يوم السبت السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ ..

عندما بدأت المعركة وعبور الجيش المصري للقناة .. روحنا المعنوية إرتفعت مع المفاجأة مرة واحدة من القاع إلى القمة .. فرحة كبيرة لكن صاحبها حذر ، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين !!

والبلاغات الرسمية عن سير الحرب في هزيمة يونيو مختلفة تماماً عما يجري في ساحة المعركة ويملأوها الشعارات والضجيج !!

لكن لغة الإعلام في حرب أكتوبر كانت عاقلة وموضوعية .. 

أنها تتحدث بواقعية ، ويا سلام على جيش مصر العظيم نجح أخيرا في العبور .. وهناك أسرى من جيش الإحتلال وقع في أيدينا لأول مرة في تاريخ الحروب معهم ، إنه نصر حقيقي !!


ومن فضل ربي أنني كنت من أوائل المدنيين الذين ذهبوا إلى سيناء بعد الحرب ورأيت أبطالنا في "الدشم" العسكرية التي بناها جنود الإحتلال بعد إستيلاءهم على سيناء على ضفاف قناة السويس .. وروح الضباط والجنود في السما بعد وقف إطلاق النار وهم سادة الميدان .. وهذا كله عكس تماماً ما جرى عام ١٩٦٧ .. 


إنه فارق حقيقي بين الهزيمة والنصر وكنت شاهدا على ذلك.


الثلاثاء، 4 يونيو 2024

عجائب عبد القدوس - شاهد عيان على الهزيمة والإنتصار

 


الخامس من يونيو يوم حزين في تاريخ مصر مهما مرت الأيام والسنين ..

أكثر من نصف قرن على بداية الكارثة التي حلت ببلادي على يد العدو الإسرائيلي ، وتغيرت بعدها خريطة الشرق الأوسط بأكملها ، وضاعت الكثير من الأراضي العربية ووقعت في يد الصهاينة وعلى رأسها "القدس الشريف".


وأروي لحضرتك مشاعري وما شاهدته بنفسي في هذه الأيام السوداء لتعرف الفارق بينها وبين ما جرى في اليوم العظيم السادس من أكتوبر .. وكانت مشاعرنا مختلفة تماماً .. فارق بين السماء والأرض.


وكنت أيامها طالب صغير السن لم أصل بعد إلى العشرين من عمري .. وكانت معنوياتنا في قمتها بعدما أوشكت الحرب عام ١٩٦٧ على البداية .. وكنا سعداء جداً .. سنحارب المجرم الإسرائيلي وندخل "تل أبيب" وأغنية "أم كلثوم" بهذه المناسبة تتردد على مسامعنا : "راجعين بقوة السلاح راجعين نحرر البلاد" !!

يعني خلاص أوشكنا على تحرير "فلسطين " من هذا المجرم الصهيوني الجاثم على أرضها !!


وكانت أحياناً تمر بي الخواطر طردتها بسرعة من دماغي !!

إزاي نحارب إسرائيل وأفضل جنودنا موجودين هناك في "اليمن" .. ولأنني في ذلك الوقت كنت أثق "بناصر" فقد طردت هذه الهواجس ، المؤكد أنه مستعد وقواتنا الباسلة جاءت من "اليمن" دون أن نعلم فهي أسرار عسكرية !!


وجاء الخامس من يونيو وأزدادت فرحتنا في اليوم الأول فقط .. كل البيانات تؤكد وقوع أضرار فادحة بالعدو .. وحماس شعب مصر كله في قمته.


وفي اليوم التالي إختلفت الصورة ولأنني من بيت صحفي فقد عرفت مبكراً أن الأخبار مش حلوة أبدا ، وهناك كوارث حلت لقواتنا العظيمة ، بل وتم تدمير قواتنا الجوية ولم يبق منها إلا القليل .. 


وتوالت الأنباء السيئة .. وأعلن "ناصر" إستقالته وخرجت الجماهير تطالبه بالعودة .. ولم أشارك في ذلك لأن الشعب الذي خرج لمبايعته من جديد لا يعرف على وجه الدقة الكارثة التي حلت بمصر بينما أنا أعلم الكثير منها لان كل أخبار الحرب "الطازة" تأتي إلى والدي رحمه الله ، وكان وقتها رئيساً لتحرير "أخبار اليوم" .. ورغم أنني لم أشارك في التظاهرات التي تطالب بعودة "ناصر" إلا أنني كنت مع غيري أرى ضرورة بقائه في مكانه ليس من باب الثقة فيه فقد ضاعت !! 

ولكن لابد أن يكون لمصر قائد متمرس يقود البلاد في هذه الفترة الحالكة السواد .. وعاد قائد مصر إلى موقعه ، لكنني تعجبت جداً من الفرحة التي رأيتها ، لدرجة أنني بصقت وأنا أشاهد التليفزيون على عضو مجلس الشعب الذي قام يرقص إبتهاجاً بهذه المناسبة ..

إزاي نفرح وجيشنا العظيم دمر وكارثة كبرى حلت ببلادي .. وبعدما كانت روحنا المعنوية في السما أصبحت في الحضيض ، وفقدت مع غيري من الشباب الثقة في كل شيء .. بعدما ضاعت كل أحلامنا .. 


وبعدها بأيام كانت هناك عطلة رسمية تعودنا عليها منذ سنوات يوم ١٨ يونيو من كل عام .. ذكرى جلاء الإحتلال البريطاني عن مصر !! 

ويومها أخذنا هذا اليوم على سبيل النكتة والهزار ، وصدق من قال : "شر البلية ما يضحك" !!

ورأيت الإصرار على هذه الأجازة لا معنى له ويدخل في دنيا العجائب !!


السبت، 1 يونيو 2024

عجائب عبد القدوس - عتاب في محله من زعيم الامة لموسيقار الأجيال!!



"النحاس باشا" لمن لا يعرفه كان ملء السمع والبصر في العهد الملكي قبل ثورة يوليو ، وشغل منصب رئيس الوزراء سبع مرات وترأس أكبر حزب شعبي ، وهو "الوفد" لمدة تقرب من ربع قرن بعد وفاة قائد ثورة ١٩١٩ "سعد زغلول" عام ١٩٢٧ وحتى قامت ثورة يوليو بحل الأحزاب كلها عام ١٩٥٣.

المهم أن كل الشخصيات البارزة كانت تحاول التقرب إليه في مختلف المناسبات ومن بينهم طبعاً أهل الفن ..


وقرأت أنه في إحدى المرات تقدم موسيقار الأجيال "محمد عبدالوهاب" للسلام على الباشا زعيم الأمة "النحاس باشا" ولكنه أعرض عنه ورفض مصافحته ، و"شخط" فيه أمام الناس قائلاً: أنا لا أصافح الناس "المايعة" !!

أصيب "عبدالوهاب" بخضة قائلاً : ليه يا باشا أنا عملت إيه  ؟؟

قال "النحاس باشا" في غضب: إزاي تغني لواحدة وتقول لها "مسكين وحالي عدم من كتر هجرانك" !!

أنت معندكش رجولة معندكش كرامة ؟؟

حاول الموسيقار الشهير مقاطعته لكن الباشا رفض وأكمل كلامه: وبتقول كمان في نفس الأغنية المايعة: تركت الوطن والأهل علشانك !!

وأنفحر بعدها في وجهه غاضباً: 

فين الوطنية والإخلاص للناس اللي ربوك .. 

وهل معقول أن يصدر هذا الكلام من واحد نشأ في أسرة دينية ؟!

وأبوه كان شيخ وأخوه كمان ؟!

وأكمل كلامه قائلاً: مش عايز أشوف وشك تأني لحد ما تبطل غناء هذه الأغنية السخيفة !! 

وعلى كل حال سأعطي تعليمات بأن تتجاهلها الإذاعة وكأنها لم تكن.


وتدخل أولاد الحلال وأزالوا الجفوة التي كانت قائمة ، وتم الصلح بين العملاقين .. عملاق الفن ، وعملاق السياسة .. 

ونسى الجميع أغنية "مسكين وحالي عدم من كتر هجرانك".


وأخيراً أقول: الحمد لله أن "النحاس باشا" توفى قبل ان يرى  عصر "شاكوش وحمو بيكا وصاصا وحنجرة وكزبرة " عجائب !!