ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 4 يونيو 2024

عجائب عبد القدوس - شاهد عيان على الهزيمة والإنتصار

 


الخامس من يونيو يوم حزين في تاريخ مصر مهما مرت الأيام والسنين ..

أكثر من نصف قرن على بداية الكارثة التي حلت ببلادي على يد العدو الإسرائيلي ، وتغيرت بعدها خريطة الشرق الأوسط بأكملها ، وضاعت الكثير من الأراضي العربية ووقعت في يد الصهاينة وعلى رأسها "القدس الشريف".


وأروي لحضرتك مشاعري وما شاهدته بنفسي في هذه الأيام السوداء لتعرف الفارق بينها وبين ما جرى في اليوم العظيم السادس من أكتوبر .. وكانت مشاعرنا مختلفة تماماً .. فارق بين السماء والأرض.


وكنت أيامها طالب صغير السن لم أصل بعد إلى العشرين من عمري .. وكانت معنوياتنا في قمتها بعدما أوشكت الحرب عام ١٩٦٧ على البداية .. وكنا سعداء جداً .. سنحارب المجرم الإسرائيلي وندخل "تل أبيب" وأغنية "أم كلثوم" بهذه المناسبة تتردد على مسامعنا : "راجعين بقوة السلاح راجعين نحرر البلاد" !!

يعني خلاص أوشكنا على تحرير "فلسطين " من هذا المجرم الصهيوني الجاثم على أرضها !!


وكانت أحياناً تمر بي الخواطر طردتها بسرعة من دماغي !!

إزاي نحارب إسرائيل وأفضل جنودنا موجودين هناك في "اليمن" .. ولأنني في ذلك الوقت كنت أثق "بناصر" فقد طردت هذه الهواجس ، المؤكد أنه مستعد وقواتنا الباسلة جاءت من "اليمن" دون أن نعلم فهي أسرار عسكرية !!


وجاء الخامس من يونيو وأزدادت فرحتنا في اليوم الأول فقط .. كل البيانات تؤكد وقوع أضرار فادحة بالعدو .. وحماس شعب مصر كله في قمته.


وفي اليوم التالي إختلفت الصورة ولأنني من بيت صحفي فقد عرفت مبكراً أن الأخبار مش حلوة أبدا ، وهناك كوارث حلت لقواتنا العظيمة ، بل وتم تدمير قواتنا الجوية ولم يبق منها إلا القليل .. 


وتوالت الأنباء السيئة .. وأعلن "ناصر" إستقالته وخرجت الجماهير تطالبه بالعودة .. ولم أشارك في ذلك لأن الشعب الذي خرج لمبايعته من جديد لا يعرف على وجه الدقة الكارثة التي حلت بمصر بينما أنا أعلم الكثير منها لان كل أخبار الحرب "الطازة" تأتي إلى والدي رحمه الله ، وكان وقتها رئيساً لتحرير "أخبار اليوم" .. ورغم أنني لم أشارك في التظاهرات التي تطالب بعودة "ناصر" إلا أنني كنت مع غيري أرى ضرورة بقائه في مكانه ليس من باب الثقة فيه فقد ضاعت !! 

ولكن لابد أن يكون لمصر قائد متمرس يقود البلاد في هذه الفترة الحالكة السواد .. وعاد قائد مصر إلى موقعه ، لكنني تعجبت جداً من الفرحة التي رأيتها ، لدرجة أنني بصقت وأنا أشاهد التليفزيون على عضو مجلس الشعب الذي قام يرقص إبتهاجاً بهذه المناسبة ..

إزاي نفرح وجيشنا العظيم دمر وكارثة كبرى حلت ببلادي .. وبعدما كانت روحنا المعنوية في السما أصبحت في الحضيض ، وفقدت مع غيري من الشباب الثقة في كل شيء .. بعدما ضاعت كل أحلامنا .. 


وبعدها بأيام كانت هناك عطلة رسمية تعودنا عليها منذ سنوات يوم ١٨ يونيو من كل عام .. ذكرى جلاء الإحتلال البريطاني عن مصر !! 

ويومها أخذنا هذا اليوم على سبيل النكتة والهزار ، وصدق من قال : "شر البلية ما يضحك" !!

ورأيت الإصرار على هذه الأجازة لا معنى له ويدخل في دنيا العجائب !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق