ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الجمعة، 7 يونيو 2024

حكايات إحسان عبد القدوس - أمه تعاقبه بعد نشر أول قصة!


أظن أن هذا العنوان لفت نظرك ورأيته يدخل في دنيا العجائب ..

كان المفترض من أمه الست العظيمة "روزاليوسف" تشجعه بدلاً من "تكسير مجاديفه" بالتعبير العامي ..
وإذا عرفت حضرتك العقاب الشديد الذي أوقعته فستصاب بدهشة شديدة !!
وحبيبي أبي "سانو" بدأت هوايته في الأدب مبكراً ، وذلك تقليداً لأبيه الذي يكتب الزجل والمواويل ..
ونشر أول قصة في حياته ب"روزاليوسف" وهو في البكالوريا (الثانوية العامة) وكانت بلا توقيع ، وهو نفسه لا يتذكر عنوانها .
وعندما رآها منشورة في المجلة طار من الفرح وأخبر ست الحبايب صاحبة "روزاليوسف" بأنه هو كاتب القصة المنشورة بلا توقيع.
ويقول والدي رحمه الله الذي أشتهر باسم "سانو" في عائلته وبين أصدقائه: كان رد فعلها على ذلك عنيف جداً ، وغضبت غضباً شديداً وقالت له في حسم: أوعى تعملها تاني : أنا عايزاك صحفي مثلي ولا أريد أن تكون خيالي زي والدك !!
وهدفها من ذلك أن أبنها هو الذي سيدير "روزاليوسف" في المستقبل ، فكيف يشغل باله بكتابة القصص بدلاً من التركيز على الصحافة ..
ولم تتصور أنه بموهبته قادر على الجمع بين الأمرين ، بل إن القصة التي يكتبها ستكون من الأسباب الأساسية لرواج كل مطبوعة صحفية أشرف على تحريرها.
والمهم أن سيدتي "روزاليوسف" لم تكتف بالزعيق والشخط بل أوقعت عقاب صارم على أبنها تمثل في خصم مصروفه الأسبوعي وهو عشرة قروش !!
(ملحوظة من عندي)
أغلب ظني أنك ستضحك من قلبك إذا عرفت أن مصروفه الأسبوعي عشرة قروش فقط وتعتبرها نكتة لطيفة رغم أنه كان مبلغاً محترماً في ذلك الوقت أواخر الثلاثينات من القرن العشرين الميلادي.
وبعد هذا العقاب توقف رحمه الله عن كتابة القصة لمدة عشر سنوات كاملة ، وفي سنوات الجامعة ركز جهده في قراءة الأدب العالمي ، وهو ما أفاده كثيراً بعد ذلك ..
ثم أثبت نفسه كصحفي شاطر أولا ..
وكانت أول رحلة له خارج مصر في فلسطين عام ١٩٤٥ ، رجع بعدها يكتب عن ضياع هذا البلد ووقوعه في قبضة اليهود قبل التقسيم الرسمي لها عام ١٩٤٨ ، وقيام دولة إسرائيل على حساب فلسطين العربية.
وذاع صيته كصحفي بعدما نشر سلسلة من التحقيقات عن الأسلحة الفاسدة التي كان يستخدمها جيشنا العظيم في الحرب ، وطالب بإحالة القائد العام "حيدر باشا" وبعض المقربين من القصر الملكي إلى المحاكمة.
وكتب أولى مجموعاته القصصية تحت عنوان "صانع الحب" ، وأتبعها ب"بائع الحب" ، وهي عبارة عن إنطباعات إنسانية وصحفية عن رحلته الأولى إلى أوروبا عام ١٩٤٦ بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية ، ولم ينشر بعد ذلك من قصصه الشهيرة سوى "النظارة السوداء" و"أين عمري" ، وكل قصصه التي لقيت رواجاً نشرها بعد قيام ثورة يوليو عام ١٩٥٢ وتحديداً عقب حبسه عام ١٩٥٤.
حيث تأكد أن التعبير عن الرأي بحرية لم يعد له مجال بعد القضاء على الحريات ، فاتجه إلى كتابة معشوقته القصة وأعطاها إهتماما أكبر.
وهو أحد القلائل جداً في مصر الذي برز في الأدب والصحافة معا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق