أتعجب جداً من عقلية الرجل الشرقي التي تجدها موجودة وبقوة في مجتمعنا ..
فهو يعطي لنفسه حق الخطأ والخطيئة ، بل وقد يفتخر بذلك على أساس أن الولد الصغير نضج !!
وأصبحت له خبرة بالنساء حتى قبل الزواج فلم يعد بالشاب الخام !!
وياويل الفتاة التي قد تحاول تقليده وتدخل في علاقات عاطفية وتكتسب خبرة هي الأخرى في عالم الغرام قبل الزواج فإنها تسقط في عين المجتمع ..
وتنهال عليها الإتهامات بأنها سيئة السمعة ، وإنسانة مشيها "بطال" بالتعبير العامي أو ماشية على حل شعرها !!
وتلك العقلية تدخل بالطبع في دنيا العجائب لأننا لو نظرنا إلى الموضوع من الناحية الأخلاقية والدينية فإن العيب هو العيب وإقامة علاقات غير شرعية باسم الحب مع الجنس الآخر أمر مرفوض لا فارق في ذلك بين الرجل والمرأة.
وبهذه المناسبة أتذكر صديق أعجبته فتاة ورأها مناسبة له من كل الوجوه ، وكاد أن يتقدم للزواج منها ، لكنه في آخر لحظة تراجع ، وتعجب الجميع من ذلك ، وعندما سألته عن السبب رفض أن يجيبني في البداية ،ولكنه تحت الإلحاح أخبرني أن أخته أخبرته أن هذه الفتاة كانت "ماشية مع فلان" وزمان وقعت في غرام "علان" وأنها متأكدة من ذلك !!
أغتظت من هذه العقلية وتساءلت: لكنك قلت من قبل أن هذه الفتاة ممتازة وهي تعرف ربها وتواظب على الصلاة و ... قاطعني قائلا: للأسف أتضح لي أن لها تاريخ في الحب والغرام !!
قلت ساخراً: لكنها بالقطع لن تتفوق عليك في هذا المضمار ..
فأنت كثير المغامرات العاطفية !!
ضحك قائلاً: لا أعرف هل هذا مدح أم ذم ؟؟
لكن تفكيرك غريب ..
كيف تريد أن تقارنني بها ..
أنا رجل وهي امرأة وتصرفاتها لابد أن تكون مختلفة ..
دلني على شخص واحد يمكن أن يتزوج من امرأة سيئة السمعة ؟؟
فوجئ بكلامي عندما قلت له: الحمد لله أنك لم تتزوجها ..
واضح أنك لم تقتنع بها ..
حتى ولو زعمت غير ذلك ..
ولو كنت قد تزوجتها لتحولت حياتك وحياتها إلى جحيم من الشك والغيرة ..
بعد هذه المناقشة أتضح لي أن عقليتك لا تصلح لها بتاتاً ..
فاحمد ربنا على أنك سمعت كلام أختك !! عجائب !!
محمد عبدالقدوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق