عندما يقوم ضيف أجنبي مهم بزيارة بلد ما فإنه من الطبيعي أن يلتقي بكبار رجال الدولة ، وإذا غاب أحدهم عن لقاءه فإن هذا الأمر يدخل في دنيا العجائب ..
ومن هذا المنطلق كانت دهشتي كبيرة عندما زار الرئيس الأمريكي دولة الإمارات ..
حيث غاب عن لقاءه الرجل الثاني في الدولة !!
وازداد الأمر غرابة أن هذا الأمر مر مرور الكرام ولم يلفت نظر أحد !!
بل رآه البعض شيء طبيعي وعادي !
وأشرح ما أقصده تحديداً قائلا: أن رئيس مجلس الوزراء بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" لم يحضر أي من اللقاءات التي أجراها الرئيس"ترامب" في بلاده !!
وعندما بحثت في الأمر وصلت إلى نتيجة غريبة وتتمثل في أن رئيس الدولة الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان" حاكم أبوظبي هو وحده المختص بلقاء الرؤساء الأجانب !!
أما الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" حاكم دبي فلا شأن له بهذا الأمر !!
والرئيس الأمريكي جاء إلى أبوظبي ومن الطبيعي أن يلتقي فقط بأبرز وجوه هذه الإمارة من عائلة "آل نهيان" الحاكمة.
وهذا الكلام غير مقنع بالمرة ..
لأن الرئيس الأمريكي في رحلته الخليجية ذهب إلى السعودية وقطر ودولة الإمارات ، وليس أبوظبي ، ورئيس مجلس الوزراء فيها "محمد بن راشد آل مكتوم" وهو أحد أعمدة الدولة وإليه يرجع الفضل في العديد من الإنجازات التي تمت ، ومجلس الوزراء الذي يرأسه يضم شخصيات تنتمي إلى الأسرة الحاكمة في أبوظبي ودبي معا وعدد آخر من الوجوه البارزة في دولة الإمارات.
وللأسف الشديد فإن غيابه يدل على أن العقلية القبلية مازالت تحكم دولة الإمارات ، ويدلك على صراع نفوذ خفي بين أسرة "آل نهيان" في أبوظبي وينتمي إليها حاكم الدولة ، وأسرة "آل مكتوم" بدبي التي يرأسها عميد الأسرة ورئيس مجلس الوزراء !
وهذا الصراع يضعف من قوة الدولة ويفسر من وجهة نظري كثير من التصرفات غير المفهومة خاصة في السياسة الخارجية ..
وأخشى ألا يكون هناك تنسيق ، بل هناك أكثر من جهة تتخذ قرارات مصيرية !!
وأخيراً أقول أن ما أثار دهشتي بحق الصمت الكامل من أجهزة الإعلام الإعلامية العالمية التي تابعت الزيارة ولم يسأل أحد: وأين الرجل الثاني في الدولة ؟؟
وهذا بالفعل أراه يدخل في دنيا العجائب .. أليس كذلك ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق