ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 7 مايو 2025

حكايات إحسان عبد القدوس - غير متحمس لعمل المرأة !!




موقفه من عمل سيدتي قد يبدو لأول وهلة أنه يدخل في دنيا العجائب ، فهو ضمير المرأة في كتاباته والمعبر عنها وأفضل من تحدث عن مشاعرها ..
ووالدته "روزاليوسف" أثبتت جدارتها في العمل في مجتمع ذكوري تماماً في ذلك الوقت ، وهي أول سيدة في مصر تصدر مطبوعة صحفية ..

والسؤال: لماذا تجد أبنها نصير المرأة غير متحمس لعملها ؟؟
والإجابة جاهزة ولا تحتاج إلى تفكير طويل ..
كان يحب أمه جداً جداً ، لكنه عاش شبابه المبكر بعيداً عنها في منزل عائلة والده بالعباسية حتى دخل الجامعة ..
و"روزاليوسف" جدتي لم تكن ظروفها تسمح بإعطاء الوقت الكافي لرعاية أبنها ..
فهي مشغولة تماماً ولها طموحات لا تنتهي سواءً في الفن أو الصحافة بعد ذلك ، وكان يكفي أن تلتقي به مرة واحدة في الأسبوع يذهب من بيت جده الى بيتها ويقضي يومه وليلته هناك في أحضان أمه وتعطيه مصروفه الأسبوعي ، وفي اليوم التالي يعود إلى العباسية حيث تتولى العناية به ورعايته شقيقة والده واسمها "عنايات هانم رضوان" وهذه العمة "هانم" بالفعل وتعتبر بمثابة أمه الثانية ، وأولادها الأربعة بمثابة أشقاءه حيث أنه رضع منها !!

ولذلك كان من الطبيعي جداً أن تجده غير متحمس أبدا في قصصه لعمل المرأة ، ولو قرأتها فلن تجده إلا نادراً أو إستثناء يتحدث عن المرأة العاملة إلا إذا كانت في شكل أوسع يتحدث فيه عن حياتها ..
ولذلك حرص عند زواجه أن تكون أغلى ما في حياته متفرغة لبيتها تماماً حتى لا يعاني أولاده مثل ما عاناه في شبابه المبكر.

وأرجوك لا تفهم من كلامي أن جدتي العظيمة "روزاليوسف" كانت مهملة في حق أبنها ..
العكس هو الصحيح ، كانت حريصة على متابعة أخباره وأحواله وتتدخل عند اللزوم بقوة شخصيتها ، لكن ظروفها لا تمكنها من أن يعيش أجمل ما في حياته معها !

والجدير بالذكر أنه عندما تعرضت صحته للخطر وهو مازال في شهوره الأولى ..
تركت الفن والدنيا كلها لتبقى إلى جانبه وتتولى بنفسها رعايته وإعطائه الأدوية اللازمة ..
إنه قلب الأم ..
تقول في مذكراتها نسيت الفن والأضواء والشهرة والنجاح ..
وأصبح المجد الوحيد الذي أبحث عنه أن يعيش أبني ويجتاز محنته الصحية ويمن الله عليه بالشفاء ..
إنه قلب الأم ودوماً متقدماً على كل المناصب والمسئوليات الأخرى ، ومن هنا أستمد أبي الحبيب هذا الذي جرى وكتب قصته الشهيرة "إستقالة عالمة ذرة" ..
التي وصلت إلى أعلى المناصب ، لكنها قدمت استقالتها وسط دهشة الجميع لأنها تريد التفرغ لرعاية أبنها المريض ..
إنها قصة حقيقية حدثت في طفولته وعبر عنها بعد ذلك في شكل قصة.

وأختم بمفاجأة قد تبدو غريبة جداً وهي حرص جدتي "روزاليوسف" على إعطاء أبنها الحبيب مصروفه الأسبوعي وهو عشرة قروش !!
وهو مبلغ حلو في ذلك الوقت البعيد من عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي ، وبالطبع دلوقت ولا حاجة بل تثير السخرية والضحك.

محمد عبدالقدوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق