ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 1 يوليو 2012

أولاد البلد - الوفد, الفوز بـ51٪ أفضل من الحصول على 99٪

النهاردة فى بلادى يوم جديد لم يسبق له مثيل فى تاريخ مصر.. حاكم مدنى منتخب لأول مرة فى تاريخنا منذ سبعة آلاف عام أو منذ نشأة بلادنا!
البعض حاول الغمز واللمز من الرئيس الجديد قائلاً إنه لم يفز إلا بصعوبة وحصل على 51٪ فقط، ويعنى ذلك أن ملايين المصريين رفضوا انتخابه بالإضافة إلى أعداد ضخمة أخرى من الناس لم يشاركوا فى انتخابه!
وفى يقينى أن الفوز بدرجة مقبول أو «يادوب ناجح بالعافية» أفضل من تحقيق انتصار ساحق والحصول على 99٪.. وقد تتعجب حضرتك وتتساءل كيف يكون النجاح بصعوبة أفضل من امتياز؟
وأقول لك إن الفوز بالتقدير ضعيف في الانتخابات الرئاسية تجده فى الدول المحترمة وحدها، والحمد لله أن بلادى أصبحت واحدة منها! أما الزعيم الملهم فلا يوجد إلا فى بلدان العالم المتخلف التى يحكمها نظام بالروح والدم نفديك ياريس! فهو يكتسح كل انتخابات بأصوات الأحياء والأموات معاً!
ومصر دوماً سباقة ورائدة وقدوة لغيرها، وقائد ثورة يوليو هو الذى ابتكر تلك البدعة المذعومة التى أودت ببلادنا إلى التهلكة حيث حصل ناصر فى أول انتخابات رئاسية بعد الاطاحة بالنظام الملكى على الخمس تسعات الشهيرة، وكان ذلك سنة 1956، وظل هذا الأمر قائماً مدة تزيد على نصف قرن حتى قضت عليه ثورتنا المجيدة! وكان لا يتصور أن يحصد الرئيس القائد على ثلاثة أرباع  الأصوات وهو حلم فى المشمش لأى رئيس بالدول الديمقراطية!!
لكن عندنا وعند غيرنا من دول أمجاد ياعرب أمجاد لا يقبل الزعيم الملهم بأقل من 90٪ من الأصوات على الأقل، وهذا تواضع كبير منه بعدما وافق على 9٪ من حقه المشروع ـ على حد زعمه ـ التى تؤكد التفاف الجماهير حوله!!
وقد بدأنا صفحة جديدة بعد الثورة، وقدمنا للعالم كله تجربة ديمقراطية رائعة، وأظن أن بلادى ستكون قدوة لجيرانها العرب خاصة بعد تهاوى الأنظمة المستبدة التى كانت تحكمها.
ومصر دوماً محفوظة وجاء ذكرها فى القرآن عدة مرات، ولذلك حفظها فى الانتخابات الأخيرة، وجاءت النتيجة بما يحفظ السلام الاجتماعى والأمة والأمان ببلادنا، وتصور معى ماذا كان يمكن أن يحدث ببلادى لو فاز بالرئاسة الفريق أحمد شفيق التابع الأمين لفرعون الذى كان يحكمنا وأراهن أن اضطرابات خطيرة كانت ستقع فى هذه الحالة بعد هزيمة الثورة،وعودة الأوضاع الى نقطة الصفر من جديد!
ومن الضرورى تأمل الأصوات الضخمة التى حصل عليها عدو ثورتنا ومعرفة أسبابها، وكان هناك تخاذل واضح من بعض قوى الثورة الذين وقفوا على الحياد بحجة أنهم يرفضون دولة العسكر والحكم الدينى معاً! ويبحثون عن الدولة المدنية! ولأن مصر مشهورة بأنها بلد العجائب فإن العديد من هؤلاء ينتمون إلى الناصرية، وهؤلاء يعتبرون عبدالناصر مثلهم الأعلى مع أن هذا الزعيم هوأبوالحكم العسكرى ورائده ومؤسسه وصاحب الخمس تسعات الشهيرة، فكيف يزعم أنصاره بعد ذلك أنهم يتطلعون إلى قيام دولة مدنية.. سؤال أطرحه على حضرتك.. هل تجد إجابة!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق