ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 15 يوليو 2012

أولاد البلد - الوفد, لقاء الرئيس وهدى عبدالناصر

بعد أيام تأتى الذكرى الستون لثورة 23 يوليو سنة 1952م.. ترى ماذا سيكون موقف الرئيس محمد مرسى منها؟ هل يتجاهلها باعتباره ينتمى إلى الإخوان المسلمين، وفى عهد ناصر شهدت تلك الجماعة اضطهاداً ليس له مثيل فى تاريخ مصر كلها! أم يحتفل بها باعتبار هذا الحدث مناسبة قومية بصرف النظر عن رأيه فيها.
وهناك أكثر من رأى فى هذا الموضوع! ترى من يقول ثورتنا العظيمة أطاحت بالعهد البائد كله بما فيه كافة الاحتفالات التى كانت تقام وكلها ينبغى إعادة النظر فيها! فالثورة هدمت النظام القديم كله، وما جرى فى 23 يوليو 1952 كان الأساس المتين لهذا الكيان الذى أطاحت به ثورتنا! والسادات وخليفته المخلوع كانا يعلنان دون حياء أنهما يستمدان الشرعية من ثورة يوليو! فكيف نحتفل بها؟ وبأى منطق نقوم بتكريم قائدها «ناصر» وفى عهده أصيبت بلادنا  بهزيمة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ مصر والأمة العربية كلها.
والصوت الآخر الذى يرد على الأول له وجهة نظر مختلفة، فمن الخطأ إعادة النظر فى كافة الاحتفالات التى كانت تجرى في العهد البائد.. فمثلاً حرب أكتوبر  مناسبة ينبغى الاحتفال بها دوماً، فهى من أفضل المعارك التى خاضها جيش مصر العظيم، ويكفيه شرفاً وفخراً نجاحه فى عبور قناة السويس وتحطيمه لخط بارليف الحصين! وإذا كان هذا العمل هو الحسنة الوحيدة للرئيس الراحل أنورالسادات فإنها تكفيه.
وإذا جئنا إلى «ناصر» فإنه برغم كل أخطائه الفادحة، فقد شهد عصره إبجابيات عدة مثل انحيازه الى الطبقات الفقيرة وبناء السد العالى، والتعليم المجانى وفى عهده أصبحت مصر زعيمة الأمة العربية كلها،ورأينا القومية العربية حقيقة على أرض واقع وكذلك الحياد الإيجابى وهكذا كان لبلادنا دور قوى ومؤثر فى السياسة الخارجية وعالم الكبار.
وأوضاعنا الحاضرة تتطلب عدم تجاهل تلك الذكرى، فبلادى حالياً مقسمة إلى شيع وأحزاب وفرق متناحرة، وتصور معى أن الرئيس محمد مرسى استقبل بهذه المناسبة هدى عبدالناصر الابنة البكر للزعيم الراحل وأكد لها أنه رئيس لكل المصريين بمن فيهم أنصار عبدالناصر، وفى يقينى أن تلك المقابلة ضربة معلم وبمثابة دواء مهم ومطلوب للانقسام الذى نعانيه، وستكون محل تقدير من الناصرية الذين يختلفون مع الرئيس مرسى أشد الاختلاف، لدرجة دفعت بعضهم إلى الوقوف دون خجل مع عدو الثورة أحمد شفيق!
وبهذا السلوك الراقى سيؤكد الرئيس المدنى المنتخب أنه بالفعل يعبر عن كل المصريين وليس عن الإخوان المسلمين وحدهم، فهل يفعلها الريس لتكون مفاجأة الموسم! أحلم بذلك وأتمناه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق