ظاهرة موجودة فى مجتمع الأثرياء
ببلادنا.. تجد نساء يتميزن بالدلع وحب الحياة والفرفشة، ونظن أن هؤلاء أبعد
ما يكُنَّ عن تعاليم السماء، بدليل أنك لا تجد واحدة منهن محجبة، وعندهن
رغبة فى الإقبال على الدنيا، التى لا تساوى عند الله «تلاتة تعريفة»، أو
بالتعبير الإسلامى جناح بعوضة! وصدق قوله تعالى «إن بعض الظن إثم»، والدليل
على ذلك أنه عندما يقبل شهر الصوم والقرآن تجد الصبايا العاشقات للدنيا
ينقلب حال الواحدة منهن إلى خير حال، حيث ترتدى الحجاب وتقبل على القرآن،
وتحرص على صلاة التراويح، بل وتراها تصلى قبل الفجر أيضاً، فيما يعرف
بـ«صلاة القيام»! وكنت أظن، وبعض الظن إثم، كما قلت لحضرتك أن «حضرتها»
تقوم بتقسيم حياتها فى رمضان إلى قسمين لتجمع بين الدين والدنيا معاً،
تطبيقاً لتلك الحكمة الشهيرة التى تقول: «ساعة لقلبك وساعة لربك!!».
لكن اتضح بعد ذلك أننى مخطئ وستين غلطان
كمان!! فهى من فرط حبها لربها قررت فى شهر رمضان طلاق لهو الدنيا بالتلاتة،
احتراماً وتطبيقاً عملياً لحكمة الصوم وهى التقوى التى ذكرها الله فى
كتابه الكريم.. وفى هذا الشهر تأخذ إجازة من اللهو ومن أصحابها وترفض كل
الدعوات إلى الحفلات الليلية، التى تقام فيما يعرف بـ«سحور بارتى» بتعبير
الخواجات! وتجد وجهها فى هذا الشهر كما خلقه الله على الطبيعة بعيداً عن
الماكياج وأدوات الزينة التى تفسده، وصدق من قال: «مفيش أجمل من خلقة
ربنا!».
وبعد رمضان تعود «ريما إلى عادتها القديمة»
بالتعبير الشهير، كأنها لم تكن متدينة فى الشهر الكريم، وطبعاً تنسى
الحجاب، وتحاول أن تكون حلوة بمقاييس الدنيا، فتحرص أن تكون آخر شياكة أو
على «سنجة عشرة» بالتعبير العامى، والغريب أنك تجدها أحياناً تتزين وهى
ذاهبة إلى الجامعة أو مكان عملها، مع أنه من المفترض أن تكون جادة فى تلك
الأماكن، وتلفت الأنظار باجتهادها فقط وليس بجمالها أيضاً، كما تحاول أن
تفعل!!
وليس صحيحاً ما ذكره أهل التطرف والتزمت من
أن ما تفعله خلال الـ11 شهراً يهدم تدينها وحرصها على الاقتراب فى رمضان من
ربنا، فلا قيمة لهذا التدين المزعوم لأن الإقبال الحقيقى على الله يكون
طوال العام وليس فى شهر واحد منه فقط، حتى لو كان أعظمها! وسألت العلماء
الثقات فى هذا الموضوع فقالوا إنها تأخذ ثوابها كاملاً على ما تفعله فى
رمضان! خاصة أن نيتها اتجهت إلى الاقتراب من الله، والحديث الشهير يقول:
«إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى»! وعيب جداً اتهام تلك النوعية من
البنات بالفسق والفجور! ففى قلبها خير كثير وعليك أن تدعو لها بدلاً من
لعنها، ويا رب تنير بصيرتها وتجعل حياتها كلها رمضانية من حيث العمل على
إرضاء ربنا فى كل تصرفاتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق