سألني صديقي الحائر: هل يمكن ان يتكرر ماحدث في مثل تلك الايام قبل ١٣ عاما عندما ذهبت حضرتك وراء الشمس؟
قلت له: تقصد ماجري في سبتمبر سنة ١٨٩١م وكانت بداية النهاية للرئيس انور السادات رحمه الله بعدما وضع في السجن معظم خصومه من شتي الاتجاهات وكان من بينهم شخصيات ممتازة سواء من التيار الاسلامي والأقباط أو التيار المدني ومختلف الاحزاب.
فاجأني بالقول: انا خايف من بكره.. واخشي ان تتكرر تلك المأساة من جديد ولكن بطريقة مختلفة!
قلت له : المخاوف لابد لها من اسباب فما الذي يدفعك إلي الخوف من الغد؟
اجاب : الاخوان في طريقهم للسيطرة علي كل مفاصل الدولة.. وعندهم حاليا رئيس جمهورية والسلطة التنفيذية كلها في ايديهم، وغدا ستكون لهم الاغلبية في البرلمان لان القوي المدنية التي تقف في مواجهتهم ضعيفة ومنقسمة علي نفسها ولاينافس الاخوان بحق الا اصدقاؤهم في التيار الاسلامي مثل السلفيين!! فهل يمكن ان يتخلوا عن السلطة بسهولة؟ ومصر بالذات تشهد ان كل حاكم وصل الي سدة الحكم لايتركه ابدا إلا بمصيبة!!
قلت له : كلامك فيه تناقض.. تقول حضرتك: القوي المدنية ضعيفة ثم تتساءل : وهل يمكن للاخوان ان يتركوا الحكم بسهولة.. طيب ازاي؟
والامر الثاني انك تتحدث بعقلية الماضي أو خبر كان! ولكن الدنيا في بلادي تغيرت بالكامل، وانتهي حكم بالروح والدم نفديك ياريس الذي جثم علي انفاسنا منذ قيام ثورة يوليو وثورتنا المجيدة اطاحت بتلك العقلية ولامكان بعد اليوم لحكم الفراعنة، وكل رئيس دولة في العهد الجديد سيبقي مدة محددة جدا ثم يرحل مع ألف سلامة. ولأول مرة ستشهد مصر تداولا حقيقيا للسلطة وعصر الزعيم الخالد ولي وراح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق