أولاد البلد - الوفد, ذكرى الإصلاح الزراعى.. فرصة لعزاء الفلاح!!

النهاردة عيد الفلاح.. الذكرى الستون لصدور قانون الإصلاح الزراعى.. وبعد قيام الثورة لابد أن تهتم الدولة بهذه المناسبة.. وإذا لم تفعل ذلك يبقى فيه حاجة غلط عند الرئيس «محمد مرسى» ومستشاريه وكذلك عند رئيس الوزراء الذى كرس عمره قبل تولى منصبه للرى وتفوق فيه وهذا المجال وثيق الصلة بالزراعة والفلاح.
والإصلاح الزراعى له ايجابياته وسلبياته أيضا، فهو قد قام بالحد والفوارق الشاسعة للطبقات، وأعطى للفلاح المعدم أرضًا يزرعها. وقبل الحديث عن السلبيات أقول إن أجهزة الإعلام فى عهد ناصر وخلفائه من الحكام العسكريين قاموا بتصوير الباشوات الذين يملكون هذه الأراضى الشاسعة بطريقة سيئة جدًا، وكأنهم من الشياطين!
ولم يكن هذا صحيحا، بدليل أن مؤسس حزب الوفد الجديد فؤاد سراج الدين كانت أسرته تملك الكثير، ومع ذلك انحاز إلى أولاد البلد، وفى الوزارات الوفدية التى شارك فيها برئاسة النحاس باشا، تم إنشاء النقابات العمالية، وأصبح التعليم مجانا كالماء والهواء بتعبير الدكتور طه حسين أديب مصر الكبير الذى تولى ملف التربية والتعليم سنة 1950م.
ووافق حزب الوفد على قانون الإصلاح الزراعى رغم أن البعض كان يطالب بالضرائب التصاعدية على الملاك، ورأوه البديل المناسب، وكانوا يخشون من تراجع الزراعة نتيجة لتفتيت الأرض! وهذا ما حدث بالفعل، رغم أن الدولة بذلت جهدها فى تشجيع الفلاح وتدعيمه، وبدأت الزراعة تتراجع بخطوات سريعة بسبب اهتمام نظام الحكم بالصناعة على حسابها والاعتداء على الأراضى الزراعية وبناء المساكن عليها. وتقلصت المساحة المزروعة ببلادنا، وفقد القطن المصرى بريقه وتدهورت أحواله خاصة فى عهد المخلوع، حيث رأينا الوزير المسئول الدكتور يوسف والى يدخل حاصلات جديدة غريبة على بلادنا يهتم بها أولاد الذوات بالدرجة الأولى!! وتم اتهامه بإدخال المبيدات المسرطنة وهو اتهام ثبت صحته بعد ذلك.
وعند قيام ثورتنا المجيدة كانت أوضاعنا الزراعية تستحق صفرًا مربعًا!! فالقرية المصرية فقدت ملامحها الأساسية وأحوال الفلاحين غاية فى السوء، والعديد منهم عليهم ديون متراكمة بصورة أشد، وباشوات الأمس أفضل مليون مرة من باشوات اليوم! وفى انتظار حكومة الثورة مهمة شاقة جدا من أجل النهوض بالقرية والفلاح من جديد.. ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الستين للإصلاح الزراعى، فإننا فى الحقيقة نرى أوضاع بلدنا ونقدم خالص العزاء للفلاح.!!