ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 15 أغسطس 2013

المصري اليوم, لو كان الإخوان قد ابتعدوا عن الحكم

سألنى صاحبى: لو كان الإخوان قد ابتعدوا عن الحكم وظلوا فى صفوف الجماهير ولم يتسرعوا للوصول إلى كراسى السلطة بعد الثورة لظلت محبة الناس لهم قائمة، وأظن أن الرئاسة كانت ستأتيهم على طبق من ذهب بعد سنوات بعدما تنجح سياستهم فى الارتباط بالشعب الذى لجأوا إليه أيام المحن، أما الآن فقد فقدوا كل شىء والمجتمع لفظهم، وكراهية الشارع لهم واضحة؟!
قلت له: «لو» تفتح عمل الشيطان، إنما تعلمنا فى المصائب أن نقول «قدر الله وما شاء فعل».
قاطعنى قائلاً: مش عايز كلام مائع زى أصحابك الإخوان، أنا قلت لك رأى محدد وعايز رد بلا لف ولا دوران!!
قلت فى غضب: أنت قاطعتنى ولم تستمع إلى بقية كلامى! ما أقوله ليس «كلام فاضى ولا مائع» إنما هو حديث نبوى شريف! ثم إننى ابن ثورة سنة 2011 العظيمة، ومصرى أولاً قبل أن أكون من الإخوان، ومحباً لبلادنا، فلا تحاول أن تحتكر حب الوطن وتقصر هذا الشرف على أعداء الإخوان!
وحاول صاحبى أن يتكلم فرفضت!! قلت له: أنا مصمم على أن تسمع وجهة نظرى كاملة وبعد ذلك لك حرية الكلام!
وأضفت قائلاً: كلمة «لو» هذه تفتح عمل الشيطان، وهذا صحيح لأنها تؤدى إلى جدل وافتراضات نظرية بعيدة عن الواقع، وقد تنتهى إلى خناقة بين المتحاورين، وبدلاً من البكاء على اللبن المسكوب تعال نتطلع إلى المستقبل ونبحث فى كيفية الخروج من المصيبة التى نحن فيها!!
رفض صاحبى أن يصمت هذه المرة قائلاً: لا ورحمة أبوك.. البكاء على اللبن المسكوب ضرورة للاستفادة من دروس الماضى وأخذ العبر منه.. هل تعجلتم فى الوصول إلى الحكم.. عايز إجابة محددة.. نعم أم لا؟
قلت له فى هدوء، ولكن فى غيظ من كثرة المقاطعة: الأمور لا تؤخذ «قفش» بهذه الطريقة.. الإخوان اختاروا حاكماً لمصر والشعب وافق على اختيارهم فى انتخابات حرة وفاز بـ51٪ من الأصوات فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ مصر والعالم العربى كله، حيث كان المرشح للرئاسة يفوز دوماً باكتساح بأصوات الأحياء والأموات معاً.
ومن جديد عاد من أحاوره للكلام، وسألنى: ألم يكن من الأفضل للإخوان أن يتمسكوا بما أعلنوه من قبل بعدم ترشح أحد لرئاسة الدولة، فضلاً عن عدم سعيهم للأغلبية فى مجلس الشعب.. موقفهم هذا كان رائعاً، ولو أصروا عليه لكسبوا شعبية كاسحة تضاف إلى رصيدهم بين الناس؟!
كانت إجابتى على كلامه: أنا شخصياً كنت أتمنى ذلك مع غيرى من الإخوان، ولكن قيادات الجماعة قالت الظروف تغيرت، ونحن أولى بالحكم من غيرنا باعتبارنا القوة الأولى فى البلد، ولكن المفاجأة المذهلة كانت أن أجهزة الدولة كانت ضدهم أو ما يسمى الدولة العميقة، ولم يكن ولاؤها كاملاً للحاكم الجديد الذى اختاره الشعب فاضطر إلى الاعتماد على الإخوان بالدرجة الأولى فى مواجهة أعدائه الذين يمسكون بزمام الدولة، ومن الأخطاء التى حدثت عدم توسيع قاعدة المشاركة الشعبية والاستعانة بمختلف الكفاءات، ولذلك نجح هؤلاء فى تأليب قطاع كبير من الرأى العام ضد أول رئيس منتخب، وقامت حركة تمرد بمساندة من مختلف أجهزة الدولة بعكس ما حدث فى 25 يناير، حيث كانت الثورة وحدها فى مواجهة النظام البائد كله، ومع ذلك نجحت فى إسقاطه فى مفاجأة لم تخطر على بال أحد أبداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق