أخشي قبل نشر هذا المقال أن تكون محاولات فض الاعتصامات بالقوة قد بدأت سواء في رابعة العدوية أو النهضة مما سيؤدي إلي نتائج وخيمة. هذا ما قلته لصديقي الحائر وفوجئت برد لم أتوقعه منه حين قال: »الديمقراطية لها ثمن لابد أن ندفعه بالدم.. مفيش حرية ببلاش«! والحقيقة انني تعجبت جدا من كلامه هذا، وقلت له هذا الكلام يقال لشعب يواجه الطغاة ويريد اسقاط الاستبداد السياسي القائم، مثلما حدث ببلادنا يوم ٥٢ يناير ١١٠٢ وكانت بداية ثورة عظيمة أطاحت بالنظام البائد، ولكن كلامك هذا لا محل له من الاعراب إذا تعلق الأمر بصراع مع جزء من الشعب.قاطعني بكلام آخر أشد غرابة من كلامه الأول: هؤلاء الإرهابيون أشد خطرا علي بلدنا من الديكتاتورية السافرة، وميزة ثورة ٠٣ يونيو انها فضحتهم أمام العالم، وبدا ان الشعب المصري كله ضدهم!!قلت له وأنا أكظم غيظي: أنا مش عارف ازاي أنت عامل نفسك ليبرالي وأن تقول مثل هذا الكلام، ثم ازاي يكون الشعب كله ضدهم بحد زعمك وهم جزء من هذا الشعب.رد بسرعة قائلا: لا.. انهم خوارج يحاربون المصريين!! ولا مكان لهم بيننا! خلاص الإسلام السياسي انتهي في مصر، ولن تكون هناك أحزاب دينية بعد الآن، فنحن والحمد لله شعب متدين ويعرف ربنا كويس دون الحاجة إلي تلك الكيانات التي تتاجر بالدين!!كدت هذه المرة أن أنفجر في وجهه، لكنني نجحت في ضبط أعصابي بصعوبة شديدة وقلت له في هدوء مفتعل: هذا التطرف في التفكير أراه بسبب المصائب التي تعانيها بلادي، وحضرتك نموذج رائع للتشدد العلماني!! وعلي الجانب الآخر نجد أصحاب التطرف الديني الذين لا يقلون عنك في رفض الآخر! والنتيجة أننا لم نتقدم خطوة واحدة إلي الأمام نحو ديمقراطية حقيقية لأن شركاء الوطن مختلفون فيما بينهم بل وأوشكوا علي التقاتل!! أما كلامك في رفض الأحزاب الدينية فيحتاج إلي حديث آخر، ولكن من فضلك بلاش لعب بالكلمات فأنت تقصد الأحزاب الإسلامية، ولكن خوفا من غضب الرأي العام قلت عنها من باب الملاطفة أحزابا دينية!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق