ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 4 نوفمبر 2021

حكايات إحسان عبد القدوس - سيدة الشاشة العربية زعلان منها بسبب عمارتها!




سيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة" قامت ببناء عمارة في مصر الجديدة ، وغرضها من ذلك مصدرا مضمونا يحفظها رحمها الله من تقلبات الأيام ! 

فلا أحد يدري ما الذي يخبئه المستقبل .. وكان ذلك في منتصف الخمسينات من القرن العشرين الميلادي ، وإعترض والدي "إحسان عبدالقدوس" رحمه الله على ما فعلته النجمة المشهورة ، ورأيه أن الفلوس التي إدخرتها "فاتن" لبناء العمارة من الأفضل أن تنفقها في مجال الفن ذاته مثل إنتاج فيلم ناجح أو حتى بناء دور عرض يحمل إسمها وتعرض أفلام متميزة . 


ودارت مناقشة بينهما ، وكانت وجهة نظر سيدة الشاشة العربية أن الممثلة لا تعيش لفنها طويلاً .. إنها كالوردة تذبل سريعاً .. بضع سنوات ثم تصبح "خردة" لا تصلح للظهور على الشاشة !! 

إنها تشبه في ذلك لاعبي الكرة ، وعمرهم قصير في الملاعب مهما بلغت نجوميتهم ، ولا تجد لاعب مكث في الملعب أكثر من عشرين سنة على أقصى تقدير ! 


وهناك فنانين مشهورين ماتوا في حالة ضنك ، وسط ظروف بالغة السوء ، وكانوا أيام شبابهم ملء السمع والبصر ، وهي لا تريد أن تلقى مصيرهم ، أما الكاتب فهو يظل يكتب طول العمر ، ويكسب مما يكتبه ، عكس الفنان ولاعب الكرة أو الرياضي بصفة عامة ! 


وكانت وجهة نظر حبيبي أبي مختلفة تماماً ، فالفن من وجهة نظره شباب دائم ، والممثلة التي تذبل سريعاً هي التي ينجذب الجمهور بجمالها وفتنتها وليس بفنها ! وهذه يكون عمرها قصيرا ليس بحكم السن فقط ، بل والملل أيضاً !! فالجمهور يمل الجميلات سريعاً ! 


وأكد والدي "لفاتن حمامة" وكانت في عز شبابها أنها لن تذبل عندما يتقدم بها السن لأنها لا تعتمد في أداء أدوارها على جمالها ولا على فتنتها ، بل على فنها بالدرجة الأولى ، والفن لا يشيخ ، وبعد ثلاثين عاما ستظل "فاتن حمامة" البطلة كما نراها اليوم .


وقد تحقق بالضبط ما قاله إحسان عبدالقدوس عليه ألف رحمه لنجمة الشاشة العربية إذ ظلت على القمة لمدة تقرب من نصف قرن منذ أن أخذت أول بطولة لها في أواخر الأربعينات من القرن الماضي وحتى إنتهاء القرن العشرين الميلادي العصر الذهبي للسينما المصرية ، وقد شاركت في تقديم أفلام رائعة في عصر الزمن الجميل .


وكانت بدايتها البنت المظلومة المصدومة دوما في حبها ، والتي تفوز بحبيبها بعد معاناة قاسية وفي نهاية الفيلم "تعيش في تبات ونبات" بالتعبير العامي ، 


لكنها عرفت كيف تطور نفسها في أدوار متنوعة وأضافت الكثير بفنها إلى السينما المصرية ، 


ولست هنا في مجال إستعراض أفلامها ، لكنني أتوقف فقط عند دور واحد قدمته عندما تجاوزت مرحلة الشباب وأصبحت في الخمسينات من عمرها ، وهو فيلم "إمبراطورية ميم" لأرملة عندها نصف دستة من الصبيان والبنات ، وكل واحد من أبناءها يعيش في عالم مختلف ، ولم تنسها متاعبها أن يدق قلبها من جديد لرجل في مثل سنها .. ترى ما هو موقف أولادها منه ؟ 

أراه عمل فني رائع ، وطبعة جديدة "لفاتن حمامة" بعد عودتها من بلاد برة حيث عاشت لسنوات مغتربة عن مصر حيث خرجت قبيل كارثة يونيو سنة ١٩٦٧ بعدما باعت عمارتها !! وعادت في أوائل السبعينات وبدعوة من الرئيس "السادات" رحمه الله ، وبسرعة إستردت مكانتها رغم أنها كانت قد تجاوزت سن الشباب ، ولكنها "فنانة" بحق ! 


ومن فضلك قارن بينها وبين بعض الفنانات ، والواحدة منهن تصر على أن تظل شابة وتقوم بدور البنت الصغيرة التي يلهث خلفها الشباب رغم مرور سنوات وسنوات عليها أو هؤلاء النجوم الذين تجاوزوا الخمسين بل والستين أيضاً ومع ذلك لا يتخل الواحد منهم عن دور "الدنجوان" أو الشجيع ، وهؤلاء جميعاً محلك سر ، وربنا يرحم "فريد شوقي" أفضل فنان إستطاع تطوير أداؤه بعدما تقدم به السن ، وكذلك "شكري سرحان" .


و"فاتن حمامة" ربنا يرحمها مليون رحمة إعتزلت في الوقت المناسب تماماً بعدما قدمت كل ما عندها .. فشكراً لها . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق