سائق سيارة متهم بالسرعة الجنونية في طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي، الرادار ضبطه وكان يقود بسرعة تزيد على ١٨٠ كيلو مما كان يمكن أن يؤدي إلى كارثة.
وتمت إحالة المتهم إلى محكمة مرور القاهرة برئاسة المستشار "فتحي جودة" وكان يرأسها في ذلك الوقت ، وبرر سائق السيارة تهوره هذا أمامه بأنه كان معه مريضاً يريد نقله إلى المستشفى في أسرع وقت ، ولم يقتنع رئيس المحكمة بكلامه وأصدر حكماً بحبسه شهراً ونطق الحكم بالفعل ، ولكن وقعت مفاجأة مذهلة لم تحدث من قبل في أي محكمة..
وكيل النيابة نبهه إلى أن الحكم الذي كتبه غير الذي نطق به!!
ونظر رئيس المحكمة إلى ما فعله فأصابه الذهول حيث كان الحكم الذي كتبه خمسين جنيهاً غرامة بينما الحكم الذي أصدره ونطق به الحبس شهرا!!
ويقول المستشار الجليل: هذه الواقعة أتذكرها جيداً جداً رغم أنني شغلت بعدها مناصب عدة لكن ما حدث في تلك القضية لا أنساه أبدا..
شعرت أن السماء لا تريد حبس السائق.. لابد أنه مظلوم وصادق فيما قاله.
ونظر القاضي إلى الحكم الذي كتبه بإرادة إلهية وأضاف إليها جملة مع إيقاف التنفيذ.!!
ويضيف المستشار الجليل قائلاً: وفي يوم لا أنساه جاءني السائق ليشكرني وكان معه المريض الذي خرج من المستشفى بعدما تم شفاءه .. وكدت أن أحكي له ما جرى ، لكنني أمسكت بلساني في آخر لحظة!!
وشكرت ربي من جديد على هذه الغلطة!!
فالقاضي في النهاية بشر يخطئ ويصيب .. أما السماء والإرادة الإلهية فلا تخطئ أبدا.
محمد عبدالقدوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق