ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

عجائب عبد القدوس - أنا الحبيب المجهول!



وقبل أن ينفض شهر أكتوبر أتذكر دوماً أجمل يوم في حياتي ..

حدث في هذا الشهر ، وقد كتبت عنه قبل ذلك ، ومستعد أن أكتب عن هذا اليوم مليون مرة كمان !!

إنها حكاية شخصية ، ولكنها غريبة جداً ، ومازلت في إنتظار أن أسمع صوت بطل قصتها "الملاك المجهول" !


وأبدأ الموضوع من أوله ..

عند بدء معركة التحرير في السادس من أكتوبر سنة ١٩٧٣ قدمت نفسي للجهات المسئولة كمتطوع ، وكنت وقتها طالباً بالسنة النهائية بكلية الحقوق جامعة القاهرة ، وكان مركز التجمع حزب "التجمع" ! 

الذي يقع بالقرب من ميدان "طلعت حرب" وهو مبنى يتبع "المرحوم" الإتحاد الإشتراكي قبل أن يموت وتوزع تركته على الأحزاب السياسية ! 

وفي أواخر شهر أكتوبر سافرت مع غيري من المتطوعين إلى مدينة "الإسماعيلية" ، وأتذكر بكل خير عدد من رفاقي كانوا يعملون كعمال في مطابع مجلة "روزاليوسف " التي قامت جدتي بتأسيسها ! 

وكانت مهمتنا هناك ليلية .. نقوم بحراسة المنشآت والمدينة كلها بعد غروب الشمس وحتى الفجر ، وبعد إنتهاء الوردية نذهب إلى البيوت المهجورة هناك وننام في إحداها ، وفي الصباح كل واحد حر ، فكنا ننزل إلى الشوارع ونتعرف على الضباط والجنود العائدين من الجبهة ، ونعانقهم ونكاد نقوم بتقبيل أيديهم تقديراً وعرفاناً ، وكانت مصر قد خرجت تواً من المعركة والبلد مليئة بالحماس والوطنية.


وفي يوم لا أنساه تعرفت على واحد من أبطالنا ، وسألني: أنت إبن "إحسان عبدالقدوس" ، وعندما قلت له نعم ..

قال لي: عايز تروح "سيناء" دلوقتي ؟؟

قلت من قلبي ياريت !

وظننت أنه يمازح معي ، لكنه كان جاداً عندما قال لي تعالى معايا !

وأنطلقنا !


وتعجبت جداً ، فقد كانت هناك العديد من نقاط التفتيش العسكرية إجتازها وأنا معه بمنتهى السهولة مع أن رتبته كضابط لم تكن كبيرة ، لكن كان من الواضح أن الجميع يعرفونه ويسمحون له بالمرور حتى دون أن يسألوه عن شخصية مرافقه الذي هو أنا والمؤكد انه ينتمي إلى جهة سيادية !


وكدت أن أبكي تأثراً وأن أعبر قناة السويس بقارب ! فقبل أسابيع قليلة كان أبطالنا يعبرون !

ووصلت إلى الضفة الأخرى المحررة ووطأت قدمي أرض "سيناء" ، وذهبت إلى الحصون اليهودية التي كانت قد سقطت تواً في أيدي أبطالنا ، وأحلى كلمات الدنيا لا تستطيع أن تصف شعوري الغامر بالفرحة والفخر بكل جندي وضابط ، وأخذت منهم رسائل عديدة وأرقام تليفونات لأتصل بأسرهم قائلاً: أبنكم البطل بخير !


ومكثت في أرضنا المحررة "سيناء" نصف يوم شاهدت خلالها دبابات إسرائيلية محترقة ، بل وجثة مقاتل صهيوني بصقت على وجهه !

ومن سوء حظي أنني لم أسعى للتعرف على هذا "الملاك" الذي قادني إلى سيناء ، وعندما ذكر أسمه الأول لم أهتم حتى بحفظه !


ويا حبيبي المجهول أين أنت ؟

هل أنت عايش ولا ميت ؟

نفسي أسمع صوتك في مكالمة تليفونية وأنت تقول: أنا الحبيب المجهول الذي تبحث عنه !


ويدخل في دنيا العجائب أنني في شوق إليه ولم أنساه أبدا برغم مرور أكثر من نصف قرن على هذا اليوم الذي لم يسبق له مثيل في حياتي كلها !!

السبت، 26 أكتوبر 2024

عجائب عبد القدوس - أبوك فتح الباب لكل من هب ودب!!



صديقي هذا أمره غريب ..

معجب جداً بوالدي "إحسان عبدالقدوس" رحمه الله لكنه في نفس الوقت ينتقده بشدة ، وقال لي: ربنا يسامح والدك ..

لقد فتح الباب لكل من هب ودب لكي يكتب في الصحافة أي كلام !!


وبالطبع رأيت كلامه يدخل في دنيا العجائب ..

وسألته في دهشة إزاي تكون معجب به من ناحية ، وتنتقده من جهة أخرى ؟


رد بإبتسامة حلوة قائلاً: أوعى تزعل مني ..

أنا بحبك وبحب والدك وسأشرح لك ما أعنيه ..


وفي بداية كلامه قال: "إحسان عبدالقدوس" عبقري مفيش زيه في مجال الصحافة والأدب ..

هذه حقيقة بعيداً عن المجاملات أو المبالغة ..


وأضاف قائلاً: والدك عنده ثلاث مواهب وليست واحدة فقط كما نراها في بقية العظماء ..


أولها أنه كاتب قصة متميز ، عرف كيف يعبر بدقة عن مشاعر المرأة ، وهذا ما يميزه عن غيره في الأدب.


والأمر الثاني: أنه صحفي ورئيس تحرير عشرة على عشرة ..

وكل مطبوعة صحفية يتولى إدارتها يرفعها إلى القمة كما حدث مع محلة "روزاليوسف" التي أنشأتها والدته ..

وجريدة "أخبار اليوم" التي تولى إدارتها منذ نهاية الستينات من القرن العشرين واستمر رئيساً للتحرير مدة ثمانية سنوات تقريباً ..

وكانت بداية عصرها الذهبي معه حيث تجاوز توزيعها أكثر من مليون نسخة في سابقة هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط بأكملها ..

وعلى فكرة .. الجمع بين الموهبتين الصحافة والأدب أمر إستثنائي لا تجده إلا عند "إحسان عبدالقدوس" فقط ..

ولا يوجد من جمع بين الإثنين بين كل عمالقة الصحافة والأدب غيره.


والموهبة الثالثة التي يتمتع بها والدك العظيم تتمثل في إبتكاره لأسلوب جديد في الكتابة السياسية.

وهذا تحديداً سر زعلي منه.


وشرح ما يعنيه قائلاً: قبل "إحسان عبدالقدوس" كانت الكتابة السياسية متخصصة ..

لا يقدم عليها إلا كبار الصحفيين ولابد أن يقدم معلومة جديدة ، وكان الأستاذ "هيكل" رحمه الله الرائد في هذا المجال ، وكذلك مركز الدراسات التي وضعت لبناته في عهده عندما كان يرأس "الأهرام" ..


ودوماً الكتابة السياسية كنت تجدها رفيعة المستوى حتى جاء "إحسان عبدالقدوس " رحمه الله فأحدث ثورة في هذا المجال عندما أبتكر بعبقريته باب أسماه 

"على مقهى في الشارع السياسي" 

عبارة عن حوار بين عجوز وشاب ، كل منهما يمثل جيله ويتحدثون في السياسة بدون أي معلومات حقيقية ..

فهي مجرد دردشة في السياسة !!

وأدى هذا الإبتكار الجديد في السياسة أن كل من هب ودب رأيناه يكتب في هذا المجال ..

وأغتاظ جداً عندما أرى واحد خريج جامعة حديث يكتب في أخطر قضايا الوطن دون أي معلومات !

ولا تستطيع أن تعتبره مقال سياسي ..

ولا حتى تعليق الذي لابد أن يكون مستنداً إلى وقائع وليس أي كلام !!

إنما مجرد دردشة يعبر فيها عن أفكاره وليست على طريقة "إحسان عبدالقدوس" التي كانت حوار بين الأجيال .. العجوز والشاب.


ملحوظة: أهل النفاق وكدابين الزفة خارج هذه التصنيفة ولا يقصدهم صاحبي ، وإنما هو يقصد فقط الناس المحترمين الذين يكتبون في السياسة دون أن يكونوا مؤهلين لها.

الجمعة، 25 أكتوبر 2024

عجائب عبد القدوس - الزوجة والعشيقة!!



عنده عيشقة ويريد أن يتزوجها على امرأته !!


زوجته ترفض ضرتها هذه ..

الزوجة في الأربعينات من عمرها والزوج وصل إلى الخمسين ، بينما البنت خرابة البيوت في أواخر العشرينات من عمرها ، ولم تصل بعد إلى الثلاثين !!


رفيقة العمر تقول لزوجها: عيب عليك تتزوج "واحدة" خدعتك وضحكت على عقلك وأصغر منك بعشرين سنة !! 

يا راجل أبنتك أكبر منها أختشي على شيبتك وسنك !!


يرد رب الأسرة على هذا المنطق قائلاً: أنا بخاف ربنا !

ولابد أن تكون علاقتي بها على سنة الله ورسوله !

أرفض أن أرافقها .. وهي لا ترضى أن تكون عشيقة وتطلب أن تكون زوجة !

والإسلام يسمح بتعدد الزوجات !!


ومن حق صاحبة البيت أن تشد شعرها في تلك الحالة فزوجها لا صلة له بتعاليم الدين ..

فلا يصلي إلا في المناسبات !

ويحب الستات ، وشرب الخمر بأنواعه ..


والسؤال: أشمعنى بيخاف قوي من ربنا في علاقته مع البنت إياها وعايز يتجوزها على سنة الله ورسوله ؟؟


وهذا العشيق المغفل لا يعلم أن صاحبته هذه طمعانة في فلوسه !

ولذلك تمثل دور الإنسانة الغلبانة الشريفة !!


ولا تملك إزاء كل هذا الذي تشاهده أمامك من تناقضات صارخة إلا أن تضرب كف على كف وأنت تقول: عجائب !!

الأحد، 20 أكتوبر 2024

حكايات حقيقية أغرب من الخيال - هذا الحكم القضائي مفاجأة تامة!!



شاب خدع فتاة فحملت منه سفاحاً !

أرادت إثبات الطفل إلى والده ..

أنكر الفتى تماماً أن هذا الولد الصغير أبنه ..

ولم يكن هناك دليل يؤيد الأم في دعواها ، لذلك حكمت المحكمة الإبتدائية برفض الدعوى.

ولم تستسلم لقدرها ، بل سعت إلى إستئناف الحكم أمام دائرة أخرى يرأسها المستشار "عزت حسنين" رئيس محكمة القاهرة للأحوال الشخصية.


وأصدرت تلك الدائرة بإجماع قضاتها حكماً كان مفاجأة للجميع ..

قضت بنسب الطفل الصغير إلى أبيه لمجرد أن هناك تشابه كبير في الشكل بينهما رغم أنه لا يوجد ما يؤيد وجهة نظر الأم !!


واستند المستشار "عزت حسنين" في حكمه إلى حجة شرعية تتمثل في سابقة وقعت في عهد نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام ، حيث تم إثبات نسب سيدنا "أسامة بن زيد" إلى والده لوجود تشابه كبير في الشكل بينهما ..

وجاء في أسباب الحكم أن الدائرة اطمأنت تماماً أن هذا الطفل الصغير نسخة من أبيه في الشكل لذلك فإثبات النسب في هذه الحالة أمرا طبيعيا تؤكده العدالة .


والمفاجأة الأخرى كما قال لي القاضي أن هذا الشاب بعد صدور هذا الحكم الذي لم ينتظره أحد تراجع عن موقفه ..

واعترف بأن هذا الطفل أبنه ..

بل وأكثر من ذلك أراد تصحيح خطأه من أم أبنه فسعى جاهداً إلى الصلح معها حتى قبلت وتزوجا وعاشوا في التبات والنبات بالتعبير العامي ، بل وأنجبت منه طفل آخر.

عجائب !!


محمد عبدالقدوس

الجمعة، 18 أكتوبر 2024

حكايات إحسان عبد القدوس - استقالة عالمة ذرة وراءها قصة حقيقية





إنها قصة من قصصه المشهورة التي لقيت نجاحاً كبيراً وتحولت إلى سهرة تليفزيونية ..

إنها إمرأة كرست حياتها للعلم وتزوجت في سن متأخر بعد إلحاح من أسرتها ..

والحمد لله الزوج الذي أختاروه لها أبن ناس طيبين ، وسرعان ما جمعت العاطفة بينهما ..

وكان متفهما لأوضاعها وأشترطت عليه أن تنجب ولد واحد ومفيش غيره !!

حتى تتفرغ بوظيفتها ، فهي تعمل في أخطر مجال وهو الذرة ووافق زوجها ، فهو مثلها يعمل في المجال العلمي.


والحق يقال كان شريك عمرها متعاونا إلى أقصى حد في مساعدتها بأعمال المنزل وتربية الولد واستعانوا بمربية يدفعون لها بالدولار لمساعدتهم في كل ذلك.


ومن سوء حظها أنه في السنوات الأولى من عمر الطفل بدأ يمرض في الوقت الذي وصلت فيه أمه إلى أعلى المناصب في مجالها وأوشكت أن تكون المسئولة رقم واحد ..


وفي الأشهر الأخيرة داهمها القلق على أبنها وكانت تتواصل وهي في عملها مع والده والمربية الأجنبية لتتأكد أن الأدوية المطلوبة تعطى له بإنتظام وفي موعدها ..

لكن صحة الإبن الحبيب لم تتحسن ، فإضطرت للمرة الأولى في حياتها أن تأخذ أجازة مفتوحة ، وقلب الأم طلب منها أن تبقى إلى جانب أبنها ترعاه بنفسها في السنوات الأولى من عمره ، ولم تتردد في الإستجابة لنداء الأم وبعد إنتهاء أجازتها المفتوحة قدمت إستقالتها وسط دهشة جميع من يعملون معها ..

لكنها قالت لهم : أبني بالدنيا.


وهذه الحكاية مصدرها قصة حقيقية جرت في حياة والدي وهو مازال في "اللفة" بالتعبير العامي يعني صغير جداً ، كانت أمه "روزاليوسف" تشق طريقها نحو المجد في عالم التمثيل والمسرح ، وتخطو بخطوات واسعة نحو النجاح ، وفجأة أصيب أبنها بحالة تسمم وأعتمدت على المربية التي ترعاه في إعطاءه العلاج المناسب الذي ذكره الدكتور ..

لكن حالة حبيبي أبي الطفل الصغير إزدادت سوء ..

وقال لها الطبيب: إبنك في خطر ..

عليك أن تختاري بين النجومية أو حياة إبنك ..

يجب أن تتركي التمثيل فوراً وتهجري المسرح إذا أردت شفاء فلذة كبدك.

ولم تتردد في الإختيار ، تماماً مثل عالمة الذرة ..


وأبتعدت عن المسرح لشهور طويلة وسط دهشة كل زملاءها ، لكنها قالت لهم: أبني بالدنيا ..


وكتبت في مذكراتها تقول: نسيت مجد المسرح وأضواءه ونجاحه .. 

وأصبح المجد الوحيد الذي أبحث عنه أن يعيش أبني !!.


وبعدما تم شفاؤه أنتقل ليقيم عند أسرة والده بالعباسية ..

وعادت من جديد إلى المسرح ثم قامت بتأسيس مجلة "روزاليوسف" بعد ذلك ..

أما عالمة الذرة فقد فضلت أن تمكث إلى جانب أبنها ترعاه.


محمد عبدالقدوس


الأحد، 13 أكتوبر 2024

عجائب عبد القدوس - شعب لبنان بسبعة أرواح!!




إذا نظرت حضرتك إلى تركيبة الشعب "اللبناني" تجدها معقدة جداً فهي تقوم على النظام الطائفي.
وهناك ثلاث طوائف كبرى في "لبنان" وهم السنة والشيعة والموارنة..
وهؤلاء جميعاً يمثلون ٧٥٪ من الشعب ، والمناصب القيادية موزعة بينهم ، فالرئيس وقائد الجيش من الموارنة ، ورئيس مجلس النواب من الطائفة الشيعية ، ورئيس الوزراء دائماً من السنة.
وهناك طوائف أخرى أقل عدداً مثل الدروز والروم الأرثوذكس والأرمن وغيرهم.
وهذا النظام الطائفي لم يكن موجوداً من قبل حيث كانت جزء من بلاد الشام ، وأحتلتها "فرنسا" وقامت بوضع هذا النظام الطائفي قبل إعلان أستقلال هذا البلد الشقيق عام ١٩٤٣.
وحزب الله جزء لا يتجزأ من طائفة الشيعة ، ولذلك فإن محاولة العدو الصهيوني القضاء عليه عسكرياً أمر لا يجدي ، بل يزيد الأمور تعقيداً في "لبنان" خاصة إذا أمتد هذا العدوان إلى مناطق يسكنها المسيحيين أو السنة ..
والبحث عن الحل السياسي هو الأجدى وأولى خطواته وقف إطلاق النار.
وفي يقيني أن المجرم "نتنياهو" وحكومته المتطرفة تريد بالحرب على "لبنان" تحسين صورتها أمام الرأي العام الإسرائيلي بعد فشلها في تحقيق أهدافها في "غزة" برغم كثرة الضحايا من الفلسطينيين ، وهي تتمثل في القضاء على "حماس" وهذا لم يحدث حتى الآن ، وإطلاق الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها ، ومن الواضح أنهم لن يستعيدوا أسراهم إلا جثث.
وفي أحاديث الشهيد "حسن نصرالله" رحمه الله تجده يتحدث عن نشأة حزب الله ، فقد كان سابقاً جزء من حزب أمل الممثل الرسمي للشيعة في "لبنان" لكن حدث إنشقاق طائفة من المجاهدين كما أسماهم عام ١٩٨٢بسبب مواقعه المائعة من العدوان الإسرائيلي ..
وهكذا نشأ حزب الله ، فهو ليس حزب بالمعنى التقليدي بل منذ البداية هي حركة مقاومة ..
وعن كيفية ترقياته السريعة حتى وصل إلى قيادة الحزب قبل أن يبلغ الأربعين من عمره كانت إجابته: عقب عودتي إلى "لبنان " عام ١٩٧٨مع أستاذي الشهيد "عباس موسوي" أستقر في "بعلبك" وكانت تلك البلدة بعيدة عن الحرب الأهلية التي تطحن البلاد في ذلك الوقت ..
وبدأنا نشاط واسع هناك وأتسع دوري وأصبحت حياتي تدور بين التدريس وإلقاء الخطب ونشاط ثقافي وفكري بالإضافة إلى العمل السياسي ، وأصبحت مسئولا عن منطقة "البقاع" كلها وهذه المسئولية جعلتني عضواً في المكتب السياسي لحركة أمل الشيعية التي كنت أنتمي إليها حتى أنفصلنا عنها عام ١٩٨٢ عند بدء العدوان الإسرائيلي على "لبنان".
وأصبح حزب الله قوة قائمة بذاتها وعلى رأسه أستاذي الشهيد "عباس موسوي" وبعد إغتياله عام ١٩٩٣ تم إنتخابي لقيادة الحزب ..
ومن أهم إنجازات حزب الله نجاحه في تحرير جنوب "لبنان" مع بداية الألفية الجديدة وطرد القوات الإسرائيلية من هناك والقضاء على ما كان يسمى جيش "لبنان الجنوبي" الموالي له.
وعن المستقبل تراه دوماً ينظر إلى المستقبل بتفاؤل ..
فهو يؤكد أن شعب "لبنان" بسبعة أرواح كما تقول الحكمة الشهيرة ..
قادر على أن يخرج من كل مصيبة بنجاح ، ويعيد البناء من جديد ..
المشاكل تحاصره حتى في حياته اليومية ، لكنه لا يستسلم أبدا وعنده إرادة من حديد ..
شعب يحب الحياة برغم كل مصائبها !!
محمد عبدالقدوس

السبت، 12 أكتوبر 2024

عجائب عبدالقدوس - ٢ـ مفاجآت الشيخ حسن نصرالله -درست بالعراق وكاد مستقبلي أن يضيع هناك!!



في أوراقه القديمة التي نشرتها وسائل التواصل الإجتماعى بعد إغتياله سؤال عن أساتذته من العلماء الذين كان لهم أكبر الأثر في تكوينه ..

فهو ليس رجل دين عادي ، بل شخصية قيادية لها تأثيرها الكبير.

أجاب قائلا: هم أربعة علماء أتذكرهم بكل خير ، وما يجمعهم أنهم رفضوا أن يعيشوا في برج عاج وتميزوا بإرتباطهم الوثيق مع الناس وتأثرت بهم جداً ، وهكذا يجب أن يكون رجل الدين.


 وأولهم بالطبع الشيخ "موسى الصدر" الذي أختفى بعد ذلك في "ليبيا" عندما زارها في عهد "القذافي" ولم يعثر له على أثر !

والشخصية الثانية سماحة السيد "محمد حسين فضل الله" وهو أمة وحده ، وكان يخطب في مسجد قرب مدرستي الثانوية في منطقة "سن الفيل" وهو من علماء الشيعة الكبار ومحل إحترام من الجميع ، أنشئ جمعية الميراث الخيرية ولها العديد من المؤسسات ، 

أما ثالث هذه الشخصيات فهو "محمد مهدي شمس الدين" وشغل منصب رئيس المجلس الشيعي.

ومن أهمهم على الإطلاق الشخصية الرابعة وتتمثل في الشهيد "عباس موسوي" وهو أستاذي المباشر الذي تلقيت على يديه المعرفة الدينية ، وكان المسئول عني في رحلة "العراق" حينما سافرت لتلقي العلم في "النجف" وهي قبلة علماء الشيعة.


(إنفجار ضخم لحظة وصولي)

وهذه الرحلة كما يقول الشيخ "نصر الله" لم تكن سهلة .. 

كان فراقي لأهلي أمر صعب بالطبع على نفسي وهذه أول مرة أترك فيها "لبنان" وعمري ستة عشر عاماً ، ووصلت إلى "العراق" في يناير من عام ١٩٧٦ .. 

وعندما وصلت كان هناك إنفجار ضخم قد وقع للتو .. و"بغداد" في حالة فوضى لدرجة أنني خرجت من المطار دون ختم جواز السفر !!

وكانت هناك حواجز عسكرية في كل مكان ، وخشيت أن تكون نهايتي إذا أمسكوا بي ، وكنت خائفا جداً ولكن ربنا ستر وغفلت أعينهم عني وتنفست الصعداء.


وكان معي خطاب توصية إلى السيد "محمد الباقر الصدر" وله نفوذ واسع هناك ، وقدمني أحد الأخوة الطلاب إلى شخص لا أعرفه قائلا أنه سيصحبك إلى "النجف" حيث مقر السيد.

وكانت أجمل مفاجأة في حياتي أن هذا الشخص "عباس موسوي" الذي فاجئني بالقول: خذ راحتك في الكلام  .. أنا لبناني مثلك !!


ووصلنا إلى المرجع الكبير السيد "محمد الباقر الصدر" الذي أستقبلني بحفاوة رغم مشاغله الكثيرة ، وأخذ يسألني بالتفصيل عن أحوالي وأحوال "لبنان".

ثم ألتفت إلى "عباس موسوي" قائلا له: أنت تهتم به ! 

وكانت هذه الكلمة كافية لأن يكون مسئولا عني في كل شيء سواء في دراستي أو في حياتي المعيشية.


ويضيف قائلاً: مكثت في "النجف" سنة ونصف ودرست في هذه الفترة ما يدرس غيري في خمس سنوات ، ولم أكن أعرف الليل من النهار من شدة إهتمامي بالدراسة ، ورفضت الأجازات والأعياد الدينية وهي عندنا كثيرة ، وكنت أدرس بإشراف ثلاث من العلماء على رأسهم بالطبع أستاذي الشهيد "عباس موسوي" ، وكانت الأمتحانات لا تنقطع وهكذا وجدت في "النجف الأشرف" كنز لا يفنى وما تعلمته هناك هو أساس تكويني العلمي كله.


ويقول الشيخ "نصر الله" رحمه الله أنه غادر "العراق" مجبراً والصدفة المحضة هي التي أنقذته من الإعتقال !!

وتفاصيل ذلك أن المخابرات العراقية لم تكن مرتاحة أبدا لهذا التجمع اللبناني الضخم من الطلاب وعددنا حوالي مائة طالب .

وفي ليلة ظلماء هاجمت أجهزة الأمن أماكن تجمعنا وتم إلقاء القبض على كثيراً منا ، ولم أكن موجوداً من حسن حظي بل كنت في زيارة لطالب يقيم بعيداً وجاء من يخبرنا بالهجوم وبالطبع قررت التسلل خارج "النجف" والخروج من "العراق" كلها ، وكان أسمي مدرجا من ضمن المطلوبين ،ولم  يتم تعميمه بعد على بقية المحافظات وهذا ما ساعدني على مغادرة البلد الشقيق رغم جواز سفري غير المختوم !!


وعندما سألوه: وماذا عن مصير أستاذك "عباس موسوي" ؟؟

أجاب: لقد أفلت هو الآخر من الإعتقال ، وعاد إلى "لبنان" وكان من أهم المؤسسين لحزب الله وتم أنتخابه أمين عام الحزب عام ١٩٩١ ، ونجح العدو الصهيوني في إغتياله عام ١٩٩٢ بواسطة طائرات إسرائيلية أطلقت صواريخ حارقة على سيارته وكانت معه زوجته وولده الصغير.


وفي الحلقة الأخيرة بإذن الله كلام عن الشيعه بلبنان وماذا قال الشيخ نصر الله رحمه الله عن هذا الشعب الشقيق!!

الجمعة، 11 أكتوبر 2024

عجائب عبد القدوس - أبوه قال له: مهنة الشيخ مابتوكلش عيش!! حكايات لا تعرفها عن الشيخ حسن نصر الله



غيابه عن الساحة اللبنانية بعدما نجح العدو الإسرائيلي في إغتياله مع غيره من قادة حزب الله له آثاره البعيدة المدى ليس على لبنان وحدها بل وعلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها ..
وهذا ما يؤكده الجميع سواء المتعاطفين معه أو الكارهين له !!
وعشرات ومئات المقالات تحدثت عن الشيخ "حسن نصرالله" بعد إغتياله مع رفاقه رحمهم الله جميعاً ، وأردت البحث عن جديد لأقدمه لحضرتك فلم أجد غير الرجوع إلى أقواله القديمة خاصة وهو يتحدث عن نشأته.
وقد وجدت بالفعل أكثر من مفاجأة.
وأولى هذه المفاجآت كما قال ذات مرة: نشأت في أسرة متدينة ولكن ليس في بيتنا شيخ !!
ولم يكن عندي أي أقارب سلكوا هذا المسلك حتى أتأثر بهم .
وعن موقف والده من إتجاهه الديني قال بصراحة لم يكن موافقاً !!
وحجته كما قال: "الشيخ مابيوكلش عيش" .. يعني هذه المهنة لن يتكسب منها والأفضل أن يبحث له عن عمل آخر .. وتمنى والدي أن أصبح دكتور .. ولا أنسى أبدا عندما كان عمري لا يتجاوز عشر سنوات ووالدي يحملني على ظهره ويطوف بي على الأطباء لأنني كنت مريضاً ولا أحد يعلم السبب .
والحمد لله ربنا شفاني بعد تشخيص الداء بطريقة صحيحة ورعاية أهلي.
وعندما سألوه عن أسرته أجاب: نحن أصلا من جنوب لبنان بالقرب من مدينة "صور" ، وأهل والدي ينتمون إلى قرية هناك تدعى "البازورية" وهي مثل غيرها من القرى يسودها الإهمال فاضطرت أسرة أبي إلى النزوح للعاصمة "بيروت" وسكنوا بمنطقة "الكارنتينا" .. وامتلك والدي واسمه "عبدالكريم" محلا للبقالة يعمل فيه منذ الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من الليل ليعول أسرته الصغيرة .. الكبيرة في العدد فنحن عشرة أخوة وأنا أكبرهم.
وكانت أمي تساعده أحيانا خاصة في المواسم والأعياد ، وأمي رحمها الله أسمها "نهدية" -تنطق بالنون- وهي من الأسماء النادرة في لبنان.
(ملحوظة من عندي) توفيت خلال العام الحالي قبل استشهاد أبنها بوقت قصير.
ويلفت رحمه الله النظر إلى المنطقة التي أقام فيها أيام طفولته وشبابه وهي "الكارنتينا" جنوب بيروت كانت تضم كل الطوائف اللبنانية من مسلمين ومسيحيين وأكراد وأرمن وحتى البدو الذين يسمونهم عرب المسلخ .. لكن جاءت الحرب الأهلية اللبنانية وفرقت هذا الجمع ، وانغلقت كل طائفة على نفسها وهذا أمر يؤسف له جداً.
وسأله أحد الصحفيين مرة سؤالاً غريباً: وكيف استطاع والدك السيطرة على هذا الجيش من أبناءه العشر .. هل كان يضربهم ؟؟
أجاب: كان طويل البال علينا جداً !!
وصبور .. وتوجيهاته في تربيتنا صارمة ، فإذا لم تفلح لجأ إلى الضرب في آخر المطاف ، وعندما يضربك لا يمكنك أن تنسى العلقة التي تناولتها منه !! فهي بمثابة تجميع لكل أخطاءك السابقة في علقة واحدة !!
وكان في بيتنا تقاليد ..
أذكر أبي وأعمامي يقفون أمام جدي عندما كان يؤنبهم ، ولا يتجرأ أحد أن يرد عليه ، وكان أبي يحرص على تقبيل يد جدي كلما إلتقى به ولو قابله عدة مرات في اليوم فلابد أن يتناول يده ويقبلها .
وعندما سألوه عن أسباب تسمية أبناءه الذكور بإسم "محمد"
أجاب: هذا رد عملي على من يحاول دق إسفين بين أهل السنة والشيعة نقول لهم كل أبناء الشيخ "حسن نصرالله" أسماءهم "محمد".
وفي الحلقة القادمة بإذن الله علماء الشيعة الذين تأثر بهم ، وكذلك رحلته المثيرة إلى العراق ، وكان هدفها الدراسة لكنها انتهت بهروبه من هناك !!
محمد عبدالقدوس

الأربعاء، 9 أكتوبر 2024

عجائب عبد القدوس - للسادات ٤ مفاجآت كبرى!



رحمه الله ..

مصر تتذكره دوماً في ذكرى أكتوبر ، فهو صاحب قرار العبور وبدء تحرير سيناء ..

والحرب كانت مفاجأة من مفاجآته ، فاجئ بها أبناء بلده والعدو الصهيوني على حد سواء بل والعالم أجمع ، فلم يكن أحد يتوقعها خاصة بعد طرد الخبراء الروس من مصر عام ١٩٧٢.


و"السادات" رحمه الله شخصية فريدة من نوعها وأشهد بذلك رغم أن كتاباتي تشهد أنني كنت مختلفاً معه خاصة في سنواته الأخيرة وذهبت وراء الشمس بسبب ذلك.


وإذا سألتني حضرتك: لماذا وصفته بأنه شخصية فريدة من نوعها رغم "البهدلة" التي تعرضت لها في عهده ؟؟

أقول: أحاول أن أكون دوماً إنسان موضوعي ..

وعندما أتحدث وأقول إنه شخصية إستثنائية فهذا صحيح تماماً لأن حياته مليئة بالمفاجآت ، وأستطيع تلخيصها في نقاط محددة:



١ـ تخرج من الكلية الحربية وكان ضابطاً بالجيش المصري ، لكنه مختلف تماماً عن زملاءه من الضباط ، فهو إنسان ثوري من الطراز الأول ، وتم فصله من الجيش لهذا السبب !!

ورأيناه يلجأ إلى العنف السياسي ، وكان المتهم الرئيسي في إلقاء قنبلة على "النحاس باشا" الذي أفلت من الموت بأعجوبة .. ولم يعرف الجاني واستطاع "السادات" الهرب وبعد قيام الثورة أعترف بما فعله ، لكن الوقت قد فات لمحاكمته فقد كان من الضباط الأحرار الذين يحكمون مصر !!

وتم أتهامه كذلك في قضية مقتل "أمين عثمان" عام ١٩٤٦ الذي كان مقرباً جداً من الإنجليز ، وبالفعل تم القبض عليه مع كل أفراد الخلية الثورية التي إنضم إليها لكنه حصل على حكم بالبراءة !!

ملحوظة على الهامش: والدي رحمه الله كان ضليعاً في تلك القضية حيث كان يأوي القاتل في بيته بعد هروبه من المستشفى التي يعالج فيها ، لكن الحمد لله ربنا ستر ولم يكتشف أمره وإلا تغيرت حياته بالكامل ، وهذه القضية أوحت إليه بقصة من روائعه وهي "في بيتنا رجل" التي تحولت إلى فيلم سينمائي حققت نجاحاً كبيراً ، وعن طريق قضية "أمين عثمان" أيضاً كان بداية التعارف بين أبي و"السادات" لأنهما في ذات القضية.

وتطورت العلاقة بعد ذلك إلى صداقة قوية إستمرت لسنوات ، حتى بعدما أصبح رئيساً للجمهورية .. فهو من أقرب المقربين إليه من الضباط الأحرار بالإضافة إلى "خالد محي الدين" وربنا يرحم الجميع.


٢ـ لا أحد يدري حتى هذه اللحظة كيف عاد "السادات" إلى الجيش عام ١٩٥٠ برغم دخوله السجن وشخصيته الثورية ، المهم أنه كان من ضمن فريق الضباط الذين حكموا مصر بقيادة "عبدالناصر" .. 

وعندما خلفه بعد وفاته رئيساً أصيب الناس "بخضة" !! فقد كان ظل "عبدالناصر" الظليل .. لا لون ولا طعم .. بل خادم مخلص مطيع وكان هناك إجماع على أن شخصيته ضعيفة !!

وأنه لن يستمر طويلاً في الحكم .. 

كان هذا رأي قيادات مصر في ذلك الوقت الذين أرادوا من وراء تنصيبه حكم البلاد من خلف الستار عن طريقه ..

وهناك تقرير أمريكي بأنه لن يستمر في الحكم سوى بضع أسابيع لكن "السادات" أثبت للشعب المصري وللجميع أنه أذكى وأقوى مما يتصور أحد ..

وقبل نهاية عام ١٩٧٠ التي توفى فيها "عبدالناصر" كان قد أصدر أول قراراته الثورية بإلغاء فرض الحراسات على الأغنياء ، ورفع الحظر على أموالهم ، ولم يعلم بهذا القرار أحد قبل إصداره ، وفي مايو من عام ١٩٧١ نجح في التخلص من كل خصومه ، وبعدها توالت قراراته الثورية وأهمها عودة جميع القضاة المفصولين إلى أعمالهم ، والإفراج عن السجناء السياسيين ، وطرد الخبراء الروس !!

وهكذا أثبت بسرعة شخصيته كقائد عكس ما كان يتصوره الناس عنه ، وهذا بالطبع كان مفاجأة كبرى.


٣ـ وحرب أكتوبر مفاجأة المفاجآت بعدما كان الناس في بلادي قد فقدوا الأمل أن مصر ستحارب.


٤ـ وأتخذ "السادات" قرارات تاريخية لها صداها الواسع وآثارها التي مازالت موجودة حتى اليوم .. خاصة الإنفتاح الإقتصادي .. وتلك فكرة جيدة ولكن لم يتم وضع ضوابط لها فتحولت إلى "سداح مداح" وانتشر الفساد .. وتدهورت أحوال الطبقة الوسطى والفقراء ، ثم الصلح المفاجئ مع العدو الإسرائيلي وإتفاقية "كامب ديفيد" .. والأيام أكدت أن ما جرى كان كارثة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها ، وأصبح الصهاينة سادة الساحة بعدما فشل "السادات" في إستثمار حرب أكتوبر بطريقة جيدة ، وقدم تنازلات للعدو مازلنا نعاني منها حتى الآن.


الرئيس الراحل مثله مثل غيره من الرؤساء له إنجازاته العظيمة وأخطاءه الكبرى.

الاثنين، 7 أكتوبر 2024

عجائب عبد القدوس - التوكل على الله..يعني إيه ؟



هناك فرق بين التوكل الصحيح والتواكل والفارق بينهما شاسع رغم أن الكلمتين زي بعض تقريباً من الناحية اللغوية ولا يفرق بينهما سوى حرف "الألف"


ولن أذكر لك كلام نظري لشرح ما أعنيه ، بل مثال محدد موجود في حياتنا ..


طالب يستعد للأمتحان ومذاكر كويس قوي ويصلي ويقول يارب وفقني !!


هذا هو التوكل الصحيح على الله ، والتواكل له معنى آخر مختلف ..


طالب بليد وخايب وبيصلي ويقول يارب أنجح !!


المؤكد السماء لن تستجيب له ولو صلى الليل كله ، لأن الكون الإلهي كما علمنا الله ليس فوضى بل هو قائم على الأسباب والمسببات ..

وهذا غير مؤهل للنجاح ولا يستحق ذلك.


ومن حقك أن تسألني عن الطالب المتفوق وتقول: لو كان شاطر بحق وحقيقي فنجاحه مضمون دون الحاجة إلى أن يصلي !!

والإجابة: لأ طبعاً ..

لأنه قد تقع مفاجآت تطيح بالنجاح المنتظر مثل أن تكون أسئلة الأمتحان صعبة ، أو غير متوقعة ، أو يمرض الطالب فجأة فلا يستطيع تأدية الأمتحان ، أو يذهب وهو "مدروخ" وتكون إجابته أي كلام !!


والتوكل كما أخبرتك بالأمس يعني خذ بالأسباب وعوامل التفوق "وأعمل اللي عليك" ثم أدعو ربك ودع القدر يقول كلمته ، وصدق من قال: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".

الأحد، 6 أكتوبر 2024

عجائب عبد القدوس - الإرادة الإلهية هل كان لها دور في حرب أكتوبر؟؟؟



عنواني أراه ملفت للنظر ..

والناس حوله تنقسم إلى أقسام ثلاث ، واراهن أن  حضرتك ستكون معي من أنصار القسم الثالث !


والقسم الأول يلخص وجهة نظره في كلمتين:

بلاش كلام فارغ !!

معركة العبور لتحرير سيناء تمت بأعلى تخطيط ممكن ولا دخل لربنا في هذا الموضوع.

(كلام من عندي: أستغفرك يا رب).


والقسم الثاني عكس الأول تماماً ..

الملائكة حاربت مع الجيش المصري وساعدته في العبور إلى سيناء !!

وهذا ما أعتبره أنا شخصياً كلام فارغ !!


القسم الثالث خلاصته بذل جيشنا أكبر جهد ممكن ، ووضع خطة محكمة لإقتحام قناة السويس برغم كل تحصينات العدو ..

وبعدما أخذنا بكل أسباب النجاح توكلنا على الله ..

ونتيجة ذلك ساعدتنا السماء ، فلم تقع مفاجآت غير متوقعة تعرقل العبور ، وأعطتنا الإرادة الإلهية دفعة معنوية هائلة وأبطالنا يعبرون القناة ، وصيحة الله أكبر تدوي في كل مكان.


وخلاصة الكلام: خذ بكل أسباب النجاح في حياتك وبعدها توكل على الله فلن يخذلك بإذن الله.


وكلامي متواصل في هذا الموضوع حيث أنه من الضروري شرح تعبير التوكل على الله ..

يعني إيه بالضبط !

الجمعة، 4 أكتوبر 2024

حكايات إحسان عبد القدوس - مصيبة فوائدها حلوة!!



من حقك بالطبع أن تتساءل: كيف يجتمع النقيضين ؟؟

إزاي والدك رحمه الله تصيبه بلوى وتكون آثارها حلوة عليه؟؟


والواقعة التي أحدثك عنها وقعت في مثل هذه الأيام من سبعين سنة بالضبط .. يعني عام ١٩٥٤ حيث داهمته مصيبة واتهامات لم تخطر له على بال أبدا ، والحكاية كلها لم تستغرق سوى بضع ساعات ، لكنها كانت السبب في تغيير مجرى حياته المهنية إلى الأفضل ، وبدأ بعدها بزوغ نجم "إحسان عبدالقدوس" الأديب ، وكان قبل ذلك معروفاً بين الناس بأنه من نجوم الصحافة اللامعة و"لسة أديب ناشئ يحاول ويجتهد".


وعام ١٩٥٤ كان حاسماً في حياته بل وفي حياة مصر كلها حيث تم إعتقاله في شهر مارس من هذا العام بعدما كتب مقالة نارية في "روزاليوسف" أنتقد فيها مجلس قيادة الثورة وأتهمه بأنه مثل جمعية سرية تحكم مصر وقراراته تصدر في الخفاء و يفاجئ بها الناس .. وأودع السجن الحربي مع كل من تجرأ وانتقد نظام الحكم في مصر.

ومكث وراء الشمس ثلاثة أشهر وتم الإفراج عنه في يوليو من ذات العام.

وحرص "جمال عبدالناصر" رحمه الله الذي كان قد أحكم قبضته على السلطة على تطييب خاطره وكان يدعوه لمنزله من حين لآخر بغية إزالة الجفوة بينهما بعد ما جرى ، وهذا أمر إستثنائي جداً .. 

هل سمعت حضرتك عن معتقل سياسي حرص حاكم مصر على التودد إليه بعد الإفراج عنه ، وكان "ناصر" يصطحبه كذلك في كل رحلاته الخارجية ضمن وفد الصحفيين المقربين منه  .. ومع ذلك كان والدي يعامله بحذر ، بدليل أنه قبيل الإعتقال كان يناديه باسم "جيمي" وهو اسم الدلع لجمال لكنها سقطت بعد السجن وأصبح يتعامل معه بطريقة رسمية مثل يافندم .. وحضرتك !!

وتعجب "ناصر" من ذلك وسأله مرة فين "جيمي" ؟؟ 

وكان الرد: معلش يافندم دي كانت أيام زمان .. 

يقصد قبل السجن.


ورغم هذه المعاملة الرسمية في التعامل فقد ظلت العلاقات بينهما قوية وفي تواصل مستمر حتى جاء يوم أسود في مثل هذه الأيام من سبعين عاما حينما فوجئ بالبوليس الحربي يقتحم بيته من جديد ويلقي القبض عليه مرة أخرى والتهمة هذه المرة أنه متهم بالتجسس وهناك شهود على ذلك !!

إتهام لم يخطر على باله أبدا ولا في الخيال .. 

"إحسان عبدالقدوس" جاسوس ؟!!

ولا أحد يدري لحساب من يتجسس ؟؟

وتم سوقه إلى السجن الحربي من جديد واستقبله مأمور السجن "حمزة البسيوني" الذي أشتهر بوحشيته وقسوته بسيل من الشتائم وقلة الأدب .. 

قائلاً: هتشوف يعني إيه السجن الحربي !!

كانت هناك توصية في المرة الماضية بحسن المعاملة .. لكن الوضع مختلف حالياً .

وفجأة رن جرس الهاتف في حجرة قائد السجن ووالدي موجود فيها .. 

وارتبك المجرم "حمزة البسيوني" وهو يتحدث في التليفون ..

 وكان يقول لمن يحدثه: أوامرك .. 

تحت أمرك .. 

حاضر يا فندم ..

وفجأة قال لحبيبي أبي: فيه تليفون علشان حضرتك.

ولعلك لاحظت كيف تغيرت اللهجة من النقيض إلى النقيض .. 

من أقذع الشتائم إلى حضرتك !

وفوجئ والدي بأن محدثه هو "عبدالناصر" شخصياً الذي قال له: ما جرى لك خطأ فظيع وسيتم معاقبة المسئول عنه .. 

وقد أصدرت أمرا بالإفراج عنك فوراً.

وأضاف : "عبدالحكيم عامر" بجانبي يريد الإعتذار لك باسم الجيش 

(حيث أن البوليس الحربي هو الذي ألقى القبض عليه) 

ولك أن تتصور موقف "حمزة البسيوني" بعد تلك المكالمة التي لم يتوقعها أبدا ..

 كان في "نصف هدومه" بالتعبير العامي وأخذ يعتذر ويكرر إعتذاره ولكن والدي نظر إليه شذرا وبإحتقار .. وقام مدير السجن الحربي بإصطحاب أبي رحمه الله إلى باب السجن الحربي مكرراً إعتذاره من جديد.


وهذه الواقعة لا أظنها حدثت من قبل في تاريخ مصر ..

 لكن الكاتب الكبير لم يكن سعيداً بها.

بعد إلقاء القبض عليه بطريق الغلط وقال: مصر كلها عرفت خبر إعتقالي بالخطأ لأنني صحفي معروف ملء السمع والبصر .. 

فما بال الآلاف الذين يتم القبض عليهم دون إتهامات حقيقية ولم يسمع بهم أحد.

وأيقن والدي بعد تلك الواقعة أن عليه تغيير مسار حياته الصحفية ، بعدما أحكم الإستبداد قبضته على مصر.

وأعطى إهتمامه الأول للأدب وكتابة القصص مع أنه أستمر في الكتابة السياسية ، وبدأنا نرى من وقتها أعماله الأدبية الشامخة وكانت "أنا حرة" هي البداية .. 

وتبعها "الطريق المسدود" و"في بيتنا رجل" 

إلى جانب الحكايات الصغيرة التي برع كذلك في كتاباتها .. 


وهكذا شهدت مصيبة السجن الحربي مولد نجم أديب عظيم رحمه الله.

الأربعاء، 2 أكتوبر 2024

عجائب عبد القدوس - "رجاله مودرن" بعقلية سي السيد


المؤكد ان عنوان مقالي اصابك بالدهشة واعتبرته يدخل في دنيا العجائب ومن حقك فكيف يمكن اجتماع هذه التناقضات في انسان واحد والإجابة قد تكون مفاجأة لحضرتك! ما رأيك ان مثل هذه النوعيه من الناس منتشرة في مجتمعاتنا وقد ترى الواحد من هؤلاء يحتفل بعيد الحب! وتراه من النظره الاولى انسان مودرن ينادي بقيم الحرية والعدالة  والمساواة وتلقى تعليمه في ارقى المدارس الأجنبية والدولية ولكن في أعماق نفسه توجد العقليه الشرقيه او سي السيد ويظهر ذلك جليا داخل بيته وفي علاقته مع شريكة العمر فهو يجب ان يكون له السيطرة وعايز يفرض رايه وعلى امرأته أن تطيعوه وتسمع الكلام ومفيش جدال ولا مناقشة وإلا اعتبرت امرأه متمرده أما الاستماع اليها بهدوء ومعرفة وجهة نظرها في الامور الخلافية فهذا أمر لا يعرفه صاحبنا "الرجل المودرن" الذي يدعي أنه من أنصار المرأة والمساواة بين آدم وحواء ولكن على الورق فقط وسلوكه يفضحه!! وأسألك  أليست هذه النوعيه من الرجال موجود بوضوح في مجتمعنا؟؟