إنها قصة من قصصه المشهورة التي لقيت نجاحاً كبيراً وتحولت إلى سهرة تليفزيونية ..
إنها إمرأة كرست حياتها للعلم وتزوجت في سن متأخر بعد إلحاح من أسرتها ..
والحمد لله الزوج الذي أختاروه لها أبن ناس طيبين ، وسرعان ما جمعت العاطفة بينهما ..
وكان متفهما لأوضاعها وأشترطت عليه أن تنجب ولد واحد ومفيش غيره !!
حتى تتفرغ بوظيفتها ، فهي تعمل في أخطر مجال وهو الذرة ووافق زوجها ، فهو مثلها يعمل في المجال العلمي.
والحق يقال كان شريك عمرها متعاونا إلى أقصى حد في مساعدتها بأعمال المنزل وتربية الولد واستعانوا بمربية يدفعون لها بالدولار لمساعدتهم في كل ذلك.
ومن سوء حظها أنه في السنوات الأولى من عمر الطفل بدأ يمرض في الوقت الذي وصلت فيه أمه إلى أعلى المناصب في مجالها وأوشكت أن تكون المسئولة رقم واحد ..
وفي الأشهر الأخيرة داهمها القلق على أبنها وكانت تتواصل وهي في عملها مع والده والمربية الأجنبية لتتأكد أن الأدوية المطلوبة تعطى له بإنتظام وفي موعدها ..
لكن صحة الإبن الحبيب لم تتحسن ، فإضطرت للمرة الأولى في حياتها أن تأخذ أجازة مفتوحة ، وقلب الأم طلب منها أن تبقى إلى جانب أبنها ترعاه بنفسها في السنوات الأولى من عمره ، ولم تتردد في الإستجابة لنداء الأم وبعد إنتهاء أجازتها المفتوحة قدمت إستقالتها وسط دهشة جميع من يعملون معها ..
لكنها قالت لهم : أبني بالدنيا.
وهذه الحكاية مصدرها قصة حقيقية جرت في حياة والدي وهو مازال في "اللفة" بالتعبير العامي يعني صغير جداً ، كانت أمه "روزاليوسف" تشق طريقها نحو المجد في عالم التمثيل والمسرح ، وتخطو بخطوات واسعة نحو النجاح ، وفجأة أصيب أبنها بحالة تسمم وأعتمدت على المربية التي ترعاه في إعطاءه العلاج المناسب الذي ذكره الدكتور ..
لكن حالة حبيبي أبي الطفل الصغير إزدادت سوء ..
وقال لها الطبيب: إبنك في خطر ..
عليك أن تختاري بين النجومية أو حياة إبنك ..
يجب أن تتركي التمثيل فوراً وتهجري المسرح إذا أردت شفاء فلذة كبدك.
ولم تتردد في الإختيار ، تماماً مثل عالمة الذرة ..
وأبتعدت عن المسرح لشهور طويلة وسط دهشة كل زملاءها ، لكنها قالت لهم: أبني بالدنيا ..
وكتبت في مذكراتها تقول: نسيت مجد المسرح وأضواءه ونجاحه ..
وأصبح المجد الوحيد الذي أبحث عنه أن يعيش أبني !!.
وبعدما تم شفاؤه أنتقل ليقيم عند أسرة والده بالعباسية ..
وعادت من جديد إلى المسرح ثم قامت بتأسيس مجلة "روزاليوسف" بعد ذلك ..
أما عالمة الذرة فقد فضلت أن تمكث إلى جانب أبنها ترعاه.
محمد عبدالقدوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق