ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 12 أكتوبر 2024

عجائب عبدالقدوس - ٢ـ مفاجآت الشيخ حسن نصرالله -درست بالعراق وكاد مستقبلي أن يضيع هناك!!



في أوراقه القديمة التي نشرتها وسائل التواصل الإجتماعى بعد إغتياله سؤال عن أساتذته من العلماء الذين كان لهم أكبر الأثر في تكوينه ..

فهو ليس رجل دين عادي ، بل شخصية قيادية لها تأثيرها الكبير.

أجاب قائلا: هم أربعة علماء أتذكرهم بكل خير ، وما يجمعهم أنهم رفضوا أن يعيشوا في برج عاج وتميزوا بإرتباطهم الوثيق مع الناس وتأثرت بهم جداً ، وهكذا يجب أن يكون رجل الدين.


 وأولهم بالطبع الشيخ "موسى الصدر" الذي أختفى بعد ذلك في "ليبيا" عندما زارها في عهد "القذافي" ولم يعثر له على أثر !

والشخصية الثانية سماحة السيد "محمد حسين فضل الله" وهو أمة وحده ، وكان يخطب في مسجد قرب مدرستي الثانوية في منطقة "سن الفيل" وهو من علماء الشيعة الكبار ومحل إحترام من الجميع ، أنشئ جمعية الميراث الخيرية ولها العديد من المؤسسات ، 

أما ثالث هذه الشخصيات فهو "محمد مهدي شمس الدين" وشغل منصب رئيس المجلس الشيعي.

ومن أهمهم على الإطلاق الشخصية الرابعة وتتمثل في الشهيد "عباس موسوي" وهو أستاذي المباشر الذي تلقيت على يديه المعرفة الدينية ، وكان المسئول عني في رحلة "العراق" حينما سافرت لتلقي العلم في "النجف" وهي قبلة علماء الشيعة.


(إنفجار ضخم لحظة وصولي)

وهذه الرحلة كما يقول الشيخ "نصر الله" لم تكن سهلة .. 

كان فراقي لأهلي أمر صعب بالطبع على نفسي وهذه أول مرة أترك فيها "لبنان" وعمري ستة عشر عاماً ، ووصلت إلى "العراق" في يناير من عام ١٩٧٦ .. 

وعندما وصلت كان هناك إنفجار ضخم قد وقع للتو .. و"بغداد" في حالة فوضى لدرجة أنني خرجت من المطار دون ختم جواز السفر !!

وكانت هناك حواجز عسكرية في كل مكان ، وخشيت أن تكون نهايتي إذا أمسكوا بي ، وكنت خائفا جداً ولكن ربنا ستر وغفلت أعينهم عني وتنفست الصعداء.


وكان معي خطاب توصية إلى السيد "محمد الباقر الصدر" وله نفوذ واسع هناك ، وقدمني أحد الأخوة الطلاب إلى شخص لا أعرفه قائلا أنه سيصحبك إلى "النجف" حيث مقر السيد.

وكانت أجمل مفاجأة في حياتي أن هذا الشخص "عباس موسوي" الذي فاجئني بالقول: خذ راحتك في الكلام  .. أنا لبناني مثلك !!


ووصلنا إلى المرجع الكبير السيد "محمد الباقر الصدر" الذي أستقبلني بحفاوة رغم مشاغله الكثيرة ، وأخذ يسألني بالتفصيل عن أحوالي وأحوال "لبنان".

ثم ألتفت إلى "عباس موسوي" قائلا له: أنت تهتم به ! 

وكانت هذه الكلمة كافية لأن يكون مسئولا عني في كل شيء سواء في دراستي أو في حياتي المعيشية.


ويضيف قائلاً: مكثت في "النجف" سنة ونصف ودرست في هذه الفترة ما يدرس غيري في خمس سنوات ، ولم أكن أعرف الليل من النهار من شدة إهتمامي بالدراسة ، ورفضت الأجازات والأعياد الدينية وهي عندنا كثيرة ، وكنت أدرس بإشراف ثلاث من العلماء على رأسهم بالطبع أستاذي الشهيد "عباس موسوي" ، وكانت الأمتحانات لا تنقطع وهكذا وجدت في "النجف الأشرف" كنز لا يفنى وما تعلمته هناك هو أساس تكويني العلمي كله.


ويقول الشيخ "نصر الله" رحمه الله أنه غادر "العراق" مجبراً والصدفة المحضة هي التي أنقذته من الإعتقال !!

وتفاصيل ذلك أن المخابرات العراقية لم تكن مرتاحة أبدا لهذا التجمع اللبناني الضخم من الطلاب وعددنا حوالي مائة طالب .

وفي ليلة ظلماء هاجمت أجهزة الأمن أماكن تجمعنا وتم إلقاء القبض على كثيراً منا ، ولم أكن موجوداً من حسن حظي بل كنت في زيارة لطالب يقيم بعيداً وجاء من يخبرنا بالهجوم وبالطبع قررت التسلل خارج "النجف" والخروج من "العراق" كلها ، وكان أسمي مدرجا من ضمن المطلوبين ،ولم  يتم تعميمه بعد على بقية المحافظات وهذا ما ساعدني على مغادرة البلد الشقيق رغم جواز سفري غير المختوم !!


وعندما سألوه: وماذا عن مصير أستاذك "عباس موسوي" ؟؟

أجاب: لقد أفلت هو الآخر من الإعتقال ، وعاد إلى "لبنان" وكان من أهم المؤسسين لحزب الله وتم أنتخابه أمين عام الحزب عام ١٩٩١ ، ونجح العدو الصهيوني في إغتياله عام ١٩٩٢ بواسطة طائرات إسرائيلية أطلقت صواريخ حارقة على سيارته وكانت معه زوجته وولده الصغير.


وفي الحلقة الأخيرة بإذن الله كلام عن الشيعه بلبنان وماذا قال الشيخ نصر الله رحمه الله عن هذا الشعب الشقيق!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق