أراهن أن الغالبية العظمى من القراء لا تعرف شيئاً عن عيد الجهاد هذا ، وفوجئت بعنواني مع أنه اليوم الذي بدأت فيه مصر خطواتها الأولى نحو الإستقلال عن بريطانيا.
كان ذلك يوم ١٣ نوفمبر عام ١٩١٨ عندما ذهب "سعد زغلول" وأثنين من رفاقه إلى دار المعتمد البريطاني للمطالبة بالسفر إلى باريس لحضور مؤتمر الصلح العالمي المقرر عقده بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى لبحث مصير الدول خاصة في منطقة الشرق الأوسط ..
وقال "سعد زغلول" : من حق مصر بعدما خرجت بريطانيا منتصرة أن تطالب بإستقلالها في هذا المؤتمر.
(ملحوظة من عندي: القوات الإنجليزية أحتلت مصر عام ١٨٨٢ في شهر يونيو بعد هزيمة القائد المتمرد على الخديوي "أحمد عرابي")
ونظر ممثل الإحتلال في دهشة إلى الزعيم المصري ورفاقه متسائلاً من أنتم ؟؟ كان الرد نحن نمثل الشعب المصري ..
(ملحوظة جديدة: كان هناك مجلس تشريعي لا حول له ولا قوة قائم قبل الحرب العالمية الأولى جزء منه منتخب برئاسة "سعد باشا زغلول" ، وآخر معين يرأسه "عدلي باشا يكن" .. وهو مجلس صوري سمحت به بريطانيا لإرضاء المصريين !!)
رد المعتمد البريطاني على "سعد " قائلاً: بما معناه أن هذا المجلس يضم حفنة من الباشوات وعلية القوم ولا يمثل الشعب المصري بأي حال بما فيه الجزء المنتخب منه !!
وفشل اللقاء وخرجوا شبه مطرودين من دار الإحتلال.
وهنا ظهرت فكرة جمع توكيلات من الشعب المصري بمختلف طبقاته في جميع المدن المصرية للوفد الذي يريد حضور مؤتمر الصلح العالمي ، وهذه التوكيلات تؤكد أن الشعب المصري فوضهم في السفر !
وكانت فكرة مدهشة وبدايات ظهور حزب الوفد ونشط أنصار "سعد زغلول" في جمع التوكيلات من كل مكان أبتداءً من شهر نوفمبر عام ١٩١٨ بعد اللقاء الفاشل ..
وكان نجاحهم كبيراً وقويا ومؤثرا ، وفي شهر مارس من عام ١٩١٩ قام الإحتلال بأعتقال "سعد زغلول" ورفاقه ونفيهم خارج مصر بتهمة الإخلال بالأمن ..
وهنا وقعت مفاجأة ضخمة لم تخطر على بال أحد أبدا ولا في الأحلام.
وغداً بإذن الله أخبرك بما جرى ..
وظل هذا اليوم ١٣ نوفمبر عيد وطني مصري يعرف ب"عيد الجهاد" يحتفل به كل عام حتى جاءت ثورة يوليو وشطبته من قاموس الأعياد المصرية ، وربما أرادت من ذلك أن ينسب إليها وحدها الفضل في جلاء الإحتلال عن مصر عام ١٩٥٦ .. عجائب !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق