المكان: قسم حدائق الزيتون ..
تدخل سيدة في أواخر الأربعين من عمرها وهي مذهولة ..
ممزقة الثياب ..
مصابة بكدمات مختلفة في وجهها.
تقف أمام ضابط الشرطة "جلال سليم" وهي تقول باكية: "أبني .. ضربني وطردني من المنزل" !
يحاول ضابط الشرطة تهدئتها ويسمع قصتها: "أبني شرس الأخلاق .. مستهتر .. ليس فيه ذرة من عواطف الحب والتقدير لأمه ، ولم يتغير طبعه حتى بعد وفاة أبيه .. أحب فتاة سيئة السمعة ، وأراد أن يتزوجها ، أعترضت على ذلك لأنه مازال صغير السن ، ولم يكمل دراسته بعد ، فما كان من الإبن العاق إلا أن ضربني وطردني من المنزل".
وأختتمت الأم قصتها قائلة: "سأتركه لكم لكي تؤدبوه".
أغتاظ الضابط من هذا الإبن العاق الذي تجاوز كل الحدود مع أمه ، وأصدر تعليماته بإحضاره إلى القسم فوراً.
وبالفعل تم القبض عليه وما أن شاهدته والدته حتى نظر إليها شزراً ..
سأله ضابط الشرطة وهو يحاول ضبط أعصابه: "لماذا ضربت أمك وطردتها من المنزل" ؟
يصيح الإبن: "إنها إمرأة مجنونة .. قرفاني في حياتي" !!
ثم وجه كلامه إلى أمه قائلاً لها وهو ثائر: "لو كنت أعرف أنك ستأتين إلى هنا لقتلتك وأسترحت" !!
ثار الضباط وكل من في القسم على الإبن العاق ثورة عارمة وتكالبوا عليه لتأديبه وضربه علقة ساخنة وتعليمه كيفية معاملة أمه.
وفوجئ الضابط "بعضة" شديدة في كتفه ..
غرست الأم أسنانها فيه لمحاولة إبعاده عن أبنها ، ودفعت الجميع من حول الإبن في قوة غريبة وهي تصيح : "أبني .. أبعدوا عنه .. لا أحد يلمسه .. ذهل الجميع ..
"تدافعين عنه بعد كل ما فعله فيك".
وتأتي الإجابة واضحة ، وتقول الأم في حزم: "خلاص الموضوع انتهى .. أبعدوا عن أبني" ثم ترتمي في أحضان أبنها وهي تجهش بالبكاء .. وأخيرا رق قلب الإبن فبكى هو الآخر .. قلب الأم لا يعرف الكراهية .. يسكنه الحب .. الحب فقط وبدون مقابل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق