٥ نوفمبر عام ١٩٤٢ يوم لا ينسى في أسرتنا ..
"سانو ولولا" تزوجا في هذا اليوم ..
يعني من ٨٢ سنة !
وعاشوا سويا ٤٧ عاما حتى وفاته عام ١٩٩٠ ..
زواجهما من النوع الغريب جداً الذي يدخل في دنيا العجائب ..
أمي رحمها الله كانت شهادة ميلادها مفقودة منذ صغرها ، ولا أحد يعلم اليوم الذي ولدت فيه على وجه التحديد ..
فأتخذت من هذا التاريخ .يوم لميلادها أيضاً ..
وكانت إذا سئلت عن الشهر الذي ولدت فيه قالت دون تردد أنا من مواليد ٥ نوفمبر !!
وهذا الزواج واجهته صعوبات هائلة ، على رأسها بالطبع أن أسرة العريس وأهل العروسة لم يكونوا موافقين عليه ..
جدتي "روزاليوسف" كانت معارضة بشدة لزواج أبنها "إحسان" أو "سانو" ..
كان قد تخرج توا من الجامعة ، وتريده أن يتفرغ للمجلة التي أنشأتها ..
والزواج بالتأكيد سيعطله !!
وفي هذا الوقت كذلك لم يكن أحد من الصحفيين المعروفين قد دخل عش الزوجية ، فزواجه وهو الصحفي الناشئ أمر غريب ومثير للدهشة.
وأسرة "المهلمي" التي تنتمي إليها ست الحبايب كانت رافضة لهذا الزواج ..
فهو لن يقدر على فتح بيت حالياً لأن إمكانياته لا تساعده على ذلك ، جرب العمل في المحاماة وفشل ، وبدأ يطرق أبواب الصحافة أقتداء بأمه !
ولم يستسلم العاشقين لرأي الأهل ..
أصرا على الزواج ، وكان هذا حدث جلل ..
لأن "سانو" يحب أمه جداً جداً ويراها قدوة ومثل أعلى وكلامها أوامر لا ترد ، لكنه ردها هذه المرة ..
و"لولا" كانت تسمع دوماً كلام أهلها ، لكنها خالفتهم هذه المرة ..
وتم الزواج بالفعل في ٥ نوفمبر في بيت الكاتب الصحفي "محمد التابعي" الذي يرجع إليه الفضل في تأسيس المدرسة الصحفية الحديثة في الصحافة المصرية ، وشارك جدتي في تأسيس مجلتها منذ عددها الأول وكان متعاطف جداً مع العاشق الولهان ، ويعلم أن أمه لن تتراجع عن رأيها ، وقال أفضل حل أن نضع "روزاليوسف" أمام الأمر الواقع وتفاجئت بزواج أبنها دون علمها !!
ولم يعلم به في البداية إلا عدد محدود جداً من المقربين على رأسهم والده الفنان "محمد عبدالقدوس" الذي أطلق "زغرودة" ، وقرر أن يترك شقته في عابدين للعروسين ، ويذهب من جديد إلى بيت العائلة في العباسية.
ولأنه زواج مبارك والحمد لله فقد وافق أهل العروسين على ما جرى دون أعتراض كبير بعكس ما كان يتوقع العريس والعروس ..
ولاشك أن "التابعي" كان دوره مهماً في إقناع جدتي بالترحيب بعروسة أبنها.
وشقيق ست الحبايب وافق أخيراً هو الآخر وكان يتولى مسئولية الأسرة بعد وفاة والدها وأمها ..
وهناك مفاجأة جديدة وقعت بعد ذلك ..
فقد أصرت "لولا" على إقامة فرح ليعلم الجميع بهذا الزواج كما أن من حقها أن ترتدي ثوب الزفاف وتكون عروسة !!
وأستجابت الأسرتين هذه المرة لهذا الطلب ، وأقيم فرح كبير في بيت شقيقها بالزمالك حضرته جدتي وأسرة جدي وعائلة العروس والأصدقاء.
و"المفاجأة الأخيرة" ..
أن "سانو ولولا" قررا عدم الإنجاب إلا بعدما يبلغ دخل رب الأسرة أبي ستين جنيها كل شهر ..
يا بلاش ..
وهكذا تأخر وصولي إلى الدنيا وشقيقي الحبيب عدة سنوات ..
عجائب !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق