من الحكايات الإسلامية الملفتة للنظر جداً قصة المرأة التي جاءت إلى خليفة المسلمين "عمر بن الخطاب" ..
وقالت له: أن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل وأنا أكره أن أشكوه وهو يعمل بطاعة الله عز وجل ..
فأثنى عليها أمير المؤمنين وقال: نعم الزوج زوجك !
فجعلت تكرر عليه القول وهو يكرر الإجابة ، فلفت هذا الموقف أحد الصحابة وقال له ما معناه:
يا أمير المؤمنين هذه المرأة تشكو زوجها فهو لا يعطيها حقوقها الشرعية ..
فشكره سيدنا "عمر" على هذه "النباهة" وقال له:
كما فهمت من كلامها ، "فأقضي بينهما" ..
(يعني تولى مشكلتها وأعمل على حلها).
وسألها الرجل ويدعى "كعب الأسدي" عما تشكو منه فأنشدت أبيات من الشعر:
يا أيها القاضي الحكيم رشده ..
إلهي خليلي (زوجي) عن الفراش مسجده ..
نهاره وليله مرقده ..
فلست في أمر النساء أحمده ..
وسأل زوجها فأجاب بما معناه:
أنه يعبد ربه لأنه يخشى من عقاب الآخرة.
ورد عليه القاضي الذي يفصل بينهما بأبيات من الشعر:
"إن لها عليك حقاً يا رجل ..
فأعطها ذاك ودع عنك العلل"
وفي النهاية توصل إلى اتفاق مع الزوج العابد على ان يعطي زوجته حقها في المعاشرة في اوقات متقاربة.
وأبدى "عمر بن الخطاب" إعجابه الشديد بذكاء هذا الصحابي وقال له:
والله ما أدري من أي أمر بك أعجب ..
أمن فهمك أمرها ؟؟
أم حكمك بينهما ؟؟
والجدير بالذكر أن أمير المؤمنين قرر تعيين هذا الرجل "كعب الأسدي" والي على إحدى محافظات "العراق" بعدما عرف مواهبه من هذه المقابلة الفريدة من نوعها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق