ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 27 فبراير 2019

عجائب عبد القدوس -الحكومة مبسوطة من المعارضة المصرية


المؤكد أن هذا العنوان لفت نظرك ورأيته يدخل في دنيا العجائب ، فالاستبداد السياسي هو الذي يحكمنا، وحكم العسكر الجاثم على أنفاسنا ، فكيف تكون الحكومة مبسوطة من أي معارضة بل وسعيدة قوي كمان!! والإجابة تتلخص في كلمة واحدة اسمها الإنقسام!! أنظر إلى المعارضة المصرية في الخارج.. لقد فشلت في ان تكون على قلب رجل واحد في وجه الديكتاتورية في مصر!! وللأسف ساد الإنقسام حتى جماعة الإخوان المسلمين الضحية الأولى للإستبداد بدلا من أن يقفوا صفا واحدا في وجه من يعمل على قمعهم والبطش بالشعب المصري كله!!
وإذا نظرت إلى داخل البلاد رأيت وضع المعارضة أشد سوء!! والأحزاب المدنية فرضت المقاطعة الكاملة على التيار الإسلامي بعدما اتهموهم بخيانة الثورة! ورد هؤلاء التحية بأحسن منها ، واتهموا هذه الأحزاب والتيار العلماني بتأييد الديكتاتورية العسكرية والتهليل للمذابح التي أرتكبت في "رابعة" وغيرها، وضرب التظاهرات بالرصاص !
وبعدما تمكن الإستبداد في مصر إنقلب على حلفاءه وأذاق الأحزاب المدنية من ذات الكأس ورفع شعار البطش للجميع ولا فارق بين معارضة مدنية وأخرى إسلامية!! ومع ذلك ترى الإنقسام بين الفريقين على أشده، والديكتاتورية تقول لهم أوعوا تتحدوا وتنصحهم قائلة خليكم كده حلوين!! ويا علماني خللي بالك قوي من التيار الإسلامي.. مالهمش لا ذمة ولا عهد!! وأنت يا إخواني أوعى تفكر تضع يدك في يد المعارضة المدنية.. دي هشة ومالهاش اي تواجد في الشارع! وعايزين يسحقوا التيار الإسلامي. ويتم محوهم من الوجود تماما. خليكم كده منقسمين! لأنني انا في النهاية الكسبان! فهذا يضمن له أن يحكم الى ما لا نهاية من غير صداع يطالب بالتغيير!!
وأقول نيابة عن نفسي والقوى الوطنية المخلصة.. هذا الإنقسام لن يستمر طويلا وبإذن الله سيقف شعب مصر كله يد واحدة في وجه حكم العسكر حتى تشرق شمس الحرية في سماء بلادي. 


الأحد، 24 فبراير 2019

عجائب عبد القدوس -إبني محمد : بقلم إحسان عبد القدوس


بمناسبة مرور قرن على ميلاده أقدم لحضرتك ما كتبه حبيبي ابي بعد ولادتي بأقل من شهر، ونشره في مجلة روزاليوسف التي كان يرأس تحريرها، وأرى في سطوره مشاعر رائعة لكل اب عرف مشاعر الأبوة لأول مرة. 

إبني محمد : بقلم إحسان عبد القدوس
--------------
عشت حياتي كلها حرا طليقا ثائرا لا أحترم تقليدا ولا قانونا، ولا أسمح لكائن من كان يحد من حريتي او يفرض علي أمرا ، الى أن جاء ابني فاحتلني احتلالا عسكريا وفرض علي قانونا عرفيا ظالما، وسلط أمره ونهيه على جميع نواحي حياتي، ولم يسمح بالدخول معي في مفاوضات لعقد معاهدة تحدد ما له وما لي، فكل شيء له ولا شيء لي!
كنت أنام عندما أشاء واصحو وقتما أشاء ، فإذا بهذا الإنسان الصغير العزيز الذي لا يتجاوز عمره أياما ، يفرض سلطته علي فلا أنام الا إذا نام، فإذا صحى صحوت لأكون بين يديه.
وكانت لي سيدة عزيزة جميلة أوقفت عمرها واهتمامها علي، فإذا بالجبار المعبود يغتصبها مني اغتصابا، وإذا بعمرها كله له، وقلبها وروحها واعصابها له.. ولم يترك لي منها شيئا ولا حتى الإحساس بوجودي!!
وكان كل ما اربحه من عملي ملكا حلالا لي وحدي، أبعثره كيفما أريد وألقي به ذات اليمين وذات اليسار ، وقد خلقت وأنا "إيدي سايبة" أحب أن أحس بالمال وهو ينساب من بين أصابعي ليقع أينما يقع، ولكن هذا الإبن الحبيب غل يدي وأطبق أصابعي ، واغتصب كل ما اربحه أولا بأول أقدمه له جزية خضوعي وولائي له.. فلا تندهشوا إذا طلبت من أحدكم سيجارة!
حتى الهواء حرمني منه.. وقد أخترت أن أعيش في غرفة تلمس السماء ويصفر فيها الريح، وكانت أعصابي لا تهدأ ولا تستريح الا إذا شعرت بالهواء البارد يصل إلى عظامي والريح القوي يخبط بجسدي.. الى أن سكن الطفل في الغرفة المجاورة واتخذها مركزا لقيادته، فإذا به يحكم علي أن أغلق النوافذ كلها وأحكم إغلاقها حتى لا يتسرب الهواء من تحت عقب الباب فيقلقه في نومه او يؤثر في جسده الرقيق ولا يهم بعد ذلك أن أختنق انا او أموت من الحر!
وعملي.. إن زملائي وعمال المطبعة تعودوا مني المفاجآت ، فقد كنت أكتب لهم عشر صفحات في يوم واحد وقد لا أكتب شيئا لعدة أيام ، وقد اسلمهم مقالا في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، وقد أسلم في الساعة السابعة صباحا.. اما الآن وبعد ان فرض ابني الأحكام العرفية فقد أصبحت أنتهي من عملي في الساعة الواحدة بعد الظهر لأكون بعد ذلك بين يديه ، وأن أنتهي منه في الساعة التاسعة مساءً لأكون طوال الليل تحت أمره.. وبدأ الزملاء والعمال يتهمونني بأني أصبحت عاقلا ورب بيت، ورغم كل ذلك فإني أحبه.. أحب هذا الجبار الصغير الذي لا يرحم وأحب فيه جبروته.. أحب هذا الظالم وأحب فيه ظلمه.. أحب هذا المغتصب الذي لم يترك لي شيئا وأحب ان يغتصب مني أكثر.. أحبه وأخاف عليه من أطياف الخيال.. أحبه وأعيش لأراه يوما يبتسم، وأعمل لأراه يوما يعمل، وأموت ليحيا.

الخميس، 21 فبراير 2019

عجائب عبد القدوس -أربع مسارات محتملة للتغيرات الدستورية


التغيرات المقترحة على الدستور أراها تدخل في دنيا العجائب ، والسبب أنها تعطي لحاكم مصر سلطات مطلقة، وتجعله حاكما مدى الحياة أو لعام 2034 عندما يكمل الثمانين من عمره! وبالطبع هناك قطاع واسع من الرأي العام لا يوافق على ذلك،  وهي تجعل بلادي تعود من جديد الى نقطة الصفر في الديمقراطية والحريات العامة.
وفي يقيني أن هناك أربع مسارات محتملة للتغيرات الدستورية ستكشف عنها الأيام القادمة :
1- استمرار المسار الحالي دون تغيير.
2- ان يعترض "السيسي" نفسه على أن يصبح رئيساً مدى الحياة! فيتم بناء على رغبته إدخال تغيير على السيناريو الأول فيتم تقصير مدته، او يصر أصحاب المصلحة وأهل النفاق عليه، دون تغيير ، ويستجيب لذلك بناء على رغبة الشعب ، وهو بالطبع لا صلة له بهذا الموضوع.
3- لعبة الرئيس "بوتين" في روسيا قد تراها تتكرر في مصر إذا قال السيسي إنه يرفض بشدة تعديل مدة الرئاسة! ونرى رئيس شكلي مثل "عدلي منصور" والسيسي يحكم خلف الستار حتى يعود من جديد الى رئاسة الدولة بعدما يترك منصبه لفترة قصيرة لا تتجاوز السنوات الأربع.
4- ان تحدث مفاجأة لا يتوقعها أحد تطيح بكل هذه المسارات! وتلك إفتراضية لا يمكن استبعادها، والشعب المصري معروف مفاجآته، مثل ثورة 1919، واستيلاء الجيش على السلطة عام 1952، واطاحة السادات بخصومه عام 1971، ثم مقتله بعد ذلك بعشر سنوات رحمه الله ، وأخيرا ثورة يناير وكانت مفاجأة كبرى للجميع. 

الاثنين، 18 فبراير 2019

عجائب عبد القدوس - الدنيا يمكن أن تنقلب عليك في لحظة واحدة!!



كنت شاهدا خلال الأيام الماضية على مشهد إنساني يدخل في دنيا العجائب حيث انقلبت الفرحة العارمة الى كابوس ومأساة وتم ذلك خلال لحظة واحدة!! وأظن أن الدهشة قد أصابتك وأنت تتساءل : أزاي ؟ كيف يمكن للحزن ان يطرد السعادة في لمحة عين؟؟
والمشهد من أوله ان صاحب القصة كان يستعد لاستقبال أبنه العائد من دولة أوروبية بعد غيبة طويلة! وبينما كانت الام في قمة سعادتها أنزلقت قدمها فجأة داخل بيتها! ووقعت على الأرض ، وأصيبت بكسر في عظمة الفخذ!! وساد الإضطراب المنزل كله ، وجاءت سيارة إسعاف على عجل لتنقل السيدة المصابة الى المستشفى! ورأى الأطباء ضرورة إجراء عملية جراحية لها وهذا ما تم بالفعل في اليوم التالي ، ووصل الإبن من بلاد الغربة ليجد أمه في المستشفى!!
ولا يمكن للإنسان خلال هذا المشهد سوى أن يقول : "قدر الله وما شاء فعل"!
وهكذا يتأكد لك أن الدنيا ليس لها أمان فاحترس منها وخذ حذرك وارتبط دوما بالله!! والأب ليس ساخطا على ما جرى برغم أنه أصاب أغلى ما في الوجود! بل يقول: ربنا له حكمة في كل ما يقع في الدنيا وهذا صحيح! فالابن جاء الى مصر في الوقت المناسب تماما ليلتصق بأمه ولا يتركها لحظة ويشرف على علاجها.. وخليك واثق أن ربنا يريد لك الخير حتى في المصائب. 

الأربعاء، 13 فبراير 2019

عجائب عبد القدوس -فتوى غير مقبولة صادرة من دار الإفتاء



أرسل أحد الأشخاص سؤالا لدار الإفتاء يقول فيه : حصلت مشكلة بيني وبين زوجتي فذهبت لبيت أهلها من غير علمي. وفي المساء أرسلت لي رسالة على "الواتساب" فيه كلام مستفز، فرددت عليها بكلمة "أنت طالق"، لكن تعوذت بالله من الشيطان الرجيم ومسحت هذه الكلمة ولم اقم بإرسالها.. فهل يقع الطلاق؟. 

ورأيت الإجابة على هذا السؤال تدخل في دنيا العجائب ، حيث ردت عليه دار الإفتاء بهذا الكلام : يقع الطلاق بالتلفظ به او كتابته مع استحضار نية الطلاق سواء أرسلته الى زوجتك ام لم ترسله!! فإذا كتبت لفظ أنت طالق ناويا الطلاق فقد وقعت عليك طلقة حتى ولو لم ترسل الرسالة.!!
وأقول لصاحب هذه الفتوى : يا شيخ حرام عليك!! لماذا هذا التشدد؟ غلطة وقع فيها وبعد لحظات ندم عليها وأستغفر الله ، واستعاذ به من الشيطان ، واختفت على الفور نية الطلاق! فكيف تحاسبه عليها؟ إسلامنا الجميل يطلب منك أن تكون أكثر رحمة ورفقا به! خاصة وأن الطلاق منتشر جدا في بلدنا! والدولة تحاول دون طائل الحد منه!!
والإجابة النموذجية ربنا غفور رحيم ، وعليك بالصوم أو الفدية لتكفير هذه الغلطة غير المقصودة!! اما الفتوى الحالية فلا تفرق بينه وبين هذا الشخص المصمم على الطلاق ويريد الانفصال عن زوجته.. أليس كذلك؟. 

الخميس، 7 فبراير 2019

عجائب عبد القدوس -التغيرات الدستورية أمر طبيعي جداً!


عنوان مقالي هذا أراه قد أصابك بدهشة ورأيته يدخل في دنيا العجائب! ومن حقك أن تسألني : ما الذي جعل هذه التغيرات أمر طبيعي  وجدا كمان؟؟ وهل توافق عليها ؟ وأقول لك إنها تنقسم الى قسمين.. قسم برئيس الجمهورية تجعله حاكما لمدة 15 سنة أخرى.. بالإضافة إلى السيطرة الكاملة على القضاء فهو الذي يعين قياداته في مختلف المناصب ، والقسم الأخر تحابيش مثل إعطاء للمرأة نسبة ثابتة من المقاعد وكذلك المسيحيين وذوي الإعاقة وعيب اعتبار الأقباط أقلية وضمهم مع ذوي الإعاقة!! وكل هذه التقسيمات لا تجدها في أي دولة محترمة!! بل تراها فقط في دول طائفية مثل لبنان والعراق ، ومصر شعبها موحد مختلف تماما عن هذه البلاد والأقباط جزء أصيل من أرض الكنانة.
وبلادي حاليا تخضع لحكم العسكر والجيش متداخل في كل أمور حياتنا، والحاكم كلمته مطلقة لا يستطيع أحد أن يعارضه والا يذهب وراء الشمس!! والدستور تم وضعه عام 2014 كان هناك بقايا من ثورة 2011 ولذلك جاءت نصوصها متوافقة مع روح هذه الثورة! لكن الوضع حاليا حدث فيه تغير جذري وسيطرت الديكتاتورية تماما على بلادنا، ولذلك كان لابد من تعديل الدستور ليتوافق مع التغيرات التي جرت ، فهو يعكس الميزان الفعلي للقوى الموجودة على الأرض!
وإن شاء الله عندما تشرق شمس الحرية في بلادي فسيصبح هذا الدستور في خبر كان ، ويتم وضع دستور عصري يتوافق مع أنصار قوى الثورة والحريات ، ولذلك أدعوا من قلبي ان تكون هذه التعديلات عمرها قصير.. بإذن الله.. قول يا رب.
محمد عبدالقدوس

عجائب عبد القدوس -أغرب ما سمعته: الزواج مقبرة!!


قلت أنني من أنصار الزواج المبكر بشرط أن تبلغ العروس سن النضج وتتزوج بكامل إرادتها بعدما وجدت فارس أحلامها!! وهذا الكلام معقول جدا ، لكن البعض ثار عليه! واتهمني بأنني إنسان رجعي!! وعايز أدفن المرأة في بيتها مبكرا!! وتلك التعبيرات غريبة جدا ، وأول مرة أسمع ان الزواج "مقبرة"!! وأظن أنك معي تراها تدخل في دنيا العجائب!! وهؤلاء يقصدون أن سيدتي بعدما تتزوج ليس لها الحق في الاستمتاع بحياتها أو تكملة دراستها والعمل بعد ذلك لأنها مشغولة ببيتها والزوج والأولاد وشايلة همهم بعدما حملت مسئولية الحياة مبكرا!! وهذا كله غير صحيح ، فما المانع من الجمع بين هذه الأشياء كلها والتفوق فيها!!  وأكرر ما قلته من قبل ومستعد أن أقوله مليون مرة كمان ، فأجمل وأعظم شيء لحواء هي الأمومة!! وأسأل أي واحدة طبيعية فستقول لك على الفور وبتلقائية وبدون تفكير :"ابني بالدنيا"!! ولذاك أقول من جديد أهلا بالزواج المبكر خاصة في عصرنا هذا ، فهو إذا تم مكسب عظيم لعدة أسباب أهمها أن مواصفات العريس المطلوبة لا توجد بسهولة خاصة بعدما أصبحت الأخلاق في خبر كان عند الكثيرين الا ما رحم ربي!!
وإذا تعدت سيدتي العمر المناسب للزواج دون أن تجد ما تستريح له قلبها وعقلها ، فإن هذه خسارة ولا شك ، وفرص اختيار العريس المناسب تتضاءل!! لكنني أقول لها: إياك والتعجل في الزواج ، وغير معقول بعد طول انتظار تتزوج أي كلام مع أنني أرفض بشدة كلمة "عانس" وأراها غريبة وشاذة ومطلوب شطبها من لغتنا الجميلة!! 

الاثنين، 4 فبراير 2019

صورة من قريب:الدكتور أحمد عكاشة : كل إنسان له طاقة من نور


قبل أيام أحتفل بعيد ميلاده رقم... إنه الطبيب المتميز في مجال الطب النفسي الدكتور أحمد عكاشة.. أحد الأطباء القلائل جدا في هذا المجال الذي وصل إلى مرتبة العالمية حيث ظل لسنوات رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي، بالإضافة إلى كونه عضو المجلس التنفيذي لليونيسكو ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، وقام بتأليف ما يقرب من خمسين كتابا باللغة العربية والإنجليزية وبعضها يعد مراجع في هذا المجال ، وعلم النفس الفسيولوجي، ونشر مئات الأبحاث في المجلات العالمية وحصل على الزمالة من ادنبرة بلندن.. وقد تخرج من طب عين شمس عام 1957، وكانت طبيعته تميل الى دراسة أحوال البشر ، فاتجه الى دراسة النفس الإنسانية ، وسافر في بعثة دراسية ببلاد الإنجليز حيث حصل على الدكتوراه ثم عاد الى مصر وكان أول من أدخل قسم الأمراض النفسية في كليات الطب عام 1964 في جامعة عين شمس وتولى رئاسة هذا القسم لسنوات عدة وما زال أستاذ بها حتى الآن! وقامت الدولة بتكريمه أكثر من مرة ، كما نال جوائز دولية عديدة يستحقها عن جدارة.
  (سن متقدم في منتهى الشباب)
ولوالدي إحسان عبدالقدوس رحمه الله جملة مأثورة حيث يقول : سلوكك في الحياة يعبر عن إحساسك ، فقد تكون في العشرين من عمرك وتشعر وكأنك رجل عجوز، وقد تكون في سن متقدم ولكنك في منتهى الشباب، وهذا ما ينطبق على صديقي الدكتور أحمد عكاشة.. تجاوز الثمانين من عمره لكنه في منتهى الشباب.. مقبل على الحياة ولا يكل ولا يمل من العمل والانطلاق وأمسك الخشب وبلاش حسد!!
  (الأقسام الثلاث لطاقة النور!) 
سألته عما يشغل باله فقال انا مشغول كما كنت دوما بإطلاق المشاعر الإيجابية وإضاءة طاقة نور للمرضى الذين اعالجهم والمجتمع كله بمختلف الوسائل. وما قاله عالم النفس الكبير صحيح الى حد بعيد ، وكل واحد منا عنده طاقة من نور ، ويمكن تقسيم ذلك الى أقسام ثلاث.
* إنسان "منور" يشع نوره في كل مكان ويشمل الناجحين في مختلف المجالات ، وكذلك كل زوجة تنجح في إضفاء السعادة على بيتها.
* واحد صاحب ضوء خافت "يعيش على قده" وهؤلاء هم الأغلبية الساحقة "يوم كده.. ويوم كده" ونوره بسيط فلا يمتد لغيره الا قليلا.
* والقسم الثالث يعيش صاحبه في ظلام طفي نوره فهو خطر على المجتمع إذا بقي وتكبر وكان غيره عرضة لظلمه! أو أضاع نفسه وظلمها وتراكمت عليه المشاكل النفسية ، وغرق في الظلام، مثل المدمن للمخدرات وغيره من هؤلاء الذين يرتكبون الموبقات وكل ما يتنافى مع الخلق السليم.
  (الأخلاق عنصر أساسي)
ويؤكد الدكتور أحمد عكاشة ان الإنسان "المنور" لابد أن يكون صاحب أخلاق ، وقال أحد كبار الاقتصاديين لا تصدقوا ان نهضة أي بلد تعتمد على مواردها الذاتية أو قوتها الاقتصادية ، لكن على أخلاق المواطن بالدرجة الأولى ، وقد فاز هذا الاقتصادي بجائزة نوبل بسبب ربطه بين السلوك والاقتصاد.
سألته عن أهمية الإيمان في هذا الموضوع ؟ رد قائلا : مهم جدا بالطبع ، ولا يشترط الإيمان الديني بل بأي فكرة إيجابية ، وعن طريق إيمانه هذا يتغلب على مشاكله والصعوبات التي تواجهه ، لكن هذا لا يكفي بل لابد أن يكون الإيمان مقترن بالعمل ، وهذا ما أكده القرآن الكريم في العديد من آياته! ودوما تجد الإيمان في كتاب الله متلازم مع العمل الصالح. 

السبت، 2 فبراير 2019

عجائب عبد القدوس - في ذكرى الثورة.. الدنيا مقلوبة!

قبل أيام كان الاحتفال بثورتنا الخالدة في 25 يناير! ورأينا العجب في هذه الذكرى ، فأجهزة الإعلام التابعة للدولة ركزت على عيد الشرطة وتجاهلت الإنتفاضة الشعبية!! بل وشاهدنا هجوما شديدا عليها ، مفيش ولا كلمة عن شهداء الثورة وقد تجاوز عددهم 600 شهيد ماتوا برصاص الشرطة ، وأصبح الثوار متهمين بتدمير مصر وحرق أقسام الشرطة ، ونشر الفوضى ، فما جرى! جريمة في حق بلدنا وهكذا تحول المجني عليهم الى جناة ، اما إطلاق سراح المسجونين فقد تم بعدما اقتحمت قوة من "حماس" الحدود المصرية قادمة من غزة وقطعوا مئات الكيلو مترات دون أن يتصدى لهم أحد حتى وصلوا الى القاهرة وقاموا بمهاجمة السجون وإطلاق سراح من هم فيها خاصة أصدقاءهم من الإخوان والتيار الإسلامي!!
كلام غير معقول بالمرة ويدخل في دنيا العجائب ، ولكنه أمر يمكن فهمه في ضوء انتصار الثورة المضادة ، وعودة الإستبداد السياسي ليحكم البلاد والعباد بالحديد والنار بطريقة هي الأسوأ في تاريخ مصر ولا حكم المماليك.
وعندما تشرق شمس الحرية في سماء بلادي ، وتعود البلاد الى أوضاعها الطبيعية ففي هذه الحالة فقط سنرى التقييم الصحيح لثورة يناير وتعود الى مكانتها الصحيحة وتستقر في قلوب المصريين.. ونعرف بالضبط ما لها وما عليها بعيدا عن الثورة المضادة والحاقدين عليها.