ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الاثنين، 30 أغسطس 2021

شباب زي الفل - شاب شهد محنة شديدة: تجربتي تقول لك أوعى اليأس!




في تعريف اليقين بالله قلت: "هو أن تدعو الله وكل الأسباب حولك توحي بعدم تحقيقه، لكن بداخلك إيمان ويقين تام بأن الله سيستجيب"! 

وسبحان ربي وكأنه أراد فور نشر الكلمة أن أقدم لحضرتك نموذج حي ومثال واضح لما أعنيه، قابلت شاب تعرض لمحنة شديدة وعاش أيام صعبة، لكن اليأس لم يعرف طريقه إلى قلبه! ودوما كان يدعو ربه ويطلب منه أن يقف إلى جانبه، وأخيراً وبعد سنوات من المعاناة عادت حياته طبيعية كما كانت، واستطاع أن يسير على قدميه دون "عكاز" أو مساعدة من أحد وكان هذا الأمر مستحيل من قبل ولذلك فهو يقول لك: خللي عندك دوماً أمل، وتأكد أنه في نهاية النفق المظلم ستجد نورا يضيئ حياتك من جديد. 


وفي البداية أقدم لك صاحب هذه التجربة الفريدة من نوعها اسمه "صلاح حيدة" في أواخر العشرينات من العمر، أراه جديراً بأن يكون ضمن فئة "شباب زي الفل" طوال عمره شاطر في دراسته، وكان رئيساً لإتحاد الطلاب بجامعة الأهرام الكندية وتخرج بتفوق من قسم الإتصالات، ولم يجد صعوبة في العمل بعد تخرجه في إحدى الشركات الأجنبية بمرتب كبير. وكانت له طموحات كبيرة وآمال عريضة في الدنيا، وفجأة إنقلب كل شيء رأس على عقب في ليلة لا ينساها من شهر أبريل عام ٢٠١٧، وأتركه ليقول ما جرى له: بعد يوم حافل وضحك وهزار مع أصدقائي قررت العودة إلى منزلي مع صديق كان يقود السيارة وعندما كنا على المحور خرج فجأة كل شيء عن السيطرة، وتحطمت السيارة في ثوان معدودة وفتحت عيني للتو ورأيت الزجاج والدم في كل مكان وسكوت مرعب ولا أعلم إن كنت حيا أو ميتا. وأصبت بالذعر وصرخت لرؤية ساقي المحطمة وكان منظرها بشعا وفقدت الوعي. 

وقامت سيارة الإسعاف بنقلنا إلى المستشفى، وهناك إجتمع حولنا الأهل والأصدقاء، لكن الحالة كانت حرجة جداً، وتم تشخيصها أنني لن أستطيع الوقوف على قدمي اليمنى مرة أخرى نتيجة تهشم العظم، وكان هناك إتجاها لبترها لوقف النزيف، واستمرت العملية لساعات وساعات حتى تمكنوا بمعجزة السيطرة على الوضع. وأفهموني أني سأعيش عمري على كرسي متحرك، وأحمد ربنا قوي أن قدمك اليمنى باقية معك!! وللأسف تهشمت القصبة مع مفصل الكاحل وأدركت وقتها أن هذا المفصل شديد الحساسية لأنه يعتبر من مراكز إتزان الجسم. ولم يصيبني اليأس أو الإستسلام كان أملي في ربنا كبير وبدأت مشوار علاجي وأجريت ست عمليات جراحية. والآن وبعد مرور أربع سنوات على الحادث البشع أمارس حياتي بشكل شبه طبيعي، وأمشي دون "عكاز" ولا مساعدة من أحد، وعدت إلى عملي من جديد. 

والدروس المستفادة تتلخص في أمور ثلاث: 


* حياتك قد تنقلب في لحظة لسبب لا يخطر على بالك. 

* إحترس من اليأس، وخليك دوماً عندك أمل وماسك في ربنا. 

* انطلق في الدنيا وعش أحلامك وطموحاتك، لكن خليك دوماً راض بأبسط الأشياء،وبما قسمه الله لك. 


 وفي نهاية حواري سألته عن صديقه الذي كان يقود السيارة، قال بإبتسامة واسعة: الحمد لله ربنا نجاه رغم أنه عانى من إصابات متعددة، وحياته الآن عادت لتكون شبه طبيعية. 

هناك تعليق واحد: