ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

السبت، 2 مايو 2020

عجائب عبد القدوس - في عصور التخلف.. أصبح للفكر الإسلامي كرش!!


في عصور ازدهار الإسلام نمى الفقه الإسلامي ، واستطاع توجيه الحياة أن ‘فقا لتعاليم الدين، وترك لنا علماءنا العظام ثروة في هذا المجال من حقنا أن نفتخر بها.
ومن المؤسف أن الفكر الإسلامي انحرف عن طريقه عندما زحفت عصور التخلف علينا، أهتم بالأمور الهامشية وغرق في التفاصيل ، وترك شئون الحياة الكبرى.
وقد عبر إمام الدعاة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عن التغير الذي طرأ فقد أحسن التعبير حينما قال : أن الفكر الديني "سمن" ونما له "كرش" من هذه القضايا الفرعية!! وما تعود له صحته إلا إذا ذهبت هذه السمنة، وأختفى الكرش!! واشتغل المسلمون بعلوم الحياة التي ينصفون بها دينهم الجريح.
ويشرح شيخنا الغزالي وجهة نظره بتفصيل أكثر قائلا : لقد فكرت يوماً في المطبعة ومخترعها، فإن المعروف لدينا أن أول كلمة في وحي الله لنبينا "أقرأ" لكن هذا الجهاز بدأ ساذجا في الصين، ثم تحسن كثيرا في ألمانيا وبلغ حد الكمال في هذه الأيام بعيدا عن أرض الإسلام.
ويضيف قائلا : رأيت أحد طلاب الطب يقتني أسفارا ضخمة في الفقه الحديث فأشحت عنها قائلا : أولى بك أن تقتني هذه الأسفار الضخام في المعرفة التي ستتخصص فيها! لماذا لا تنافسون أطباء أمريكا وبلاد الغرب في رسوخهم العلمي وشموخهم بالمزيد من الإطلاع والتعمق؟؟
ورأيت صيدليا يبحث قضية "صلاة تحية المسجد"!! في أثناء خطبة الجمعة ، وهل تجوز أم لا!! ومهتم بترجيح مذهب على آخر، فقلت له : لماذا لا تنصف الإسلام في ميدانك وتدع هذا الموضوع لأهله.. إن ديننا مهزوم في ميدان الزواء أفما كان الأولى بك وبأخوانك أن تصنعوا شيئا لدينكم في مجال عملكم بدلا من الدخول موازنة بين مذهب الإمام مالك، ومذهب الشافعي!!
وسألني طالب بأحد أقسام الكيمياء عن موضوع شائك في علم من العلوم الإسلامية ، فلم أجب عليه بل رثيت لحال أمتنا قائلا له : إن جائزة نوبل لهذا العام قسمت بين نفر من علماء الكيمياء ليس من بينهم عربي أو مسلم واحد، وحاجة المسلمين إلى الاستبحار في علوم الكيمياء ماسة، فهل لك أن تلتفت إليها ، وتدع العلم الديني لأهله؟؟
(الفراغ والبطالة وراء التخمة الدينية!!)
ويقول الإمام محمد الغزالي رحمه الله : الفكر العام عند جمهور المسلمين أن علوم الكون والحياة نافلة، ونحن نستميت في تفهيم الشباب أن أهل الإسلام سيظلون يتفوقوا على هامش الحياة وعلوم الدنيا.
ويؤكد الإمام الداعية أن المسلمين في العصر النبوي ثم في عصر الخلافة الراشدة لم تكن لديهم هذه البحوث المطولة في أصول الدين وفروعه، كانت آيات أو سور من القرآن الكريم ، وجملة من الأحاديث الصحيحة هي كل ما يعرفون عدا المتخصصين وأهل الفتوى ، وكان فقه العبادات يتناقل بالأسلوب العملي السهل البسيط ودون تعقيد ثم يتوجه الجمهور بعد ذلك إلى الكدح والجهاد وإعلاء كلمة الله. ثم استفاضت الدراسات الدينية ، وكثرت البحوث في كل ميدان، والذي رأيته وأنا الخبير بالدعوة الإسلامية أن أكثر هذه المعارف فضول، وإن الناس يقبلون عليها تزجية للفراغ! ومدافعة للبطالة! وأن عشر ما يعلمون يكفيهم في فقه الإسلام كله ، ويبقى عليهم بعد ذلك أن ينصرفوا إلى العمل المثمر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق