بمناسبة مرور نصف قرن على وفاة قائد ثورة ١٩٥٢ جمال عبدالناصر أقول أن أبنته الكبرى "هدى عبدالناصر" تستحق كل التقدير والاحترام مع لقب "ست الكل" وتعظيم سلام كمان.
واراهن أن الدهشة اصابتك من كلامي هذا ورأيته يدخل في دنيا العجائب! ومن حقك أن تسالني: ما سر إعجابك بها مع الاختلاف الجوهري معها .. وهناك فارق شاسع في تفكير كل منكم .. فما الذي دفعك إلى القول بأنها تستحق تعظيم سلام ولقب "ست الكل" كمان!!
والإجابة أن شخصيتها تتميز بصفة نادرة أسمها الوفاء لأبيها حتى ولو اختلفت معه ومعها مليون مرة!
واشرح ما أعنيه قائلا: كان يمكن "لهدى عبدالناصر" أن تكون زعيمة سياسية، فهي خريجة كلية سياسة واقتصاد وشخصية جذابة ومتحدثة لبقة، وفي وسعها قيادة ما يسمى بالتيار الناصري الذي يضم المعجبون بوالدها رحمه الله. لكنها فضلت الابتعاد عن الأضواء والسياسة والاختلاط بالجماهير وكرست حياتها لجمع كل ما يتعلق بزعيم مصر السابق انطلاقاً من الحب والوفاء له! والكلمة الأخيرة ترجمتها صعبة جدا ومن أجلها كرست عمرها لفحص آلاف الأوراق والخطب وكل كبيرة وصغيرة لجمال عبدالناصر وإعادة ترتيبها وحفظها وعمل موقع يضم تراثه كله، وكانت عملية شاقة جدا، لأن والدها حكم مصر لمدة ١٨ سنة، من عام ١٩٥٢ وحتى عام ١٩٧٠، وقد عملت على جمع كل ما يتعلق بهذه الفترة، بل وقبلها أيضاً بداية من شبابه المبكر، وهذا جهد هائل لا ينجح فيه سوى صاحب إرادة فولاذية وحب ووفاء حقيقي، وهدى عبدالناصر من هذه النوعية من البشر ابتعدت عن الحياة السياسية وكرست حياتها لما هو أسمى!
عبدالحكيم بيهد ويدمر التاريخ المزور
ردحذف