رغم أن حبيبي أبي توفي منذ أكثر من ثلاثين عاما إلا أن أسرته تكتشف دوما الجديد في سيرته العطرة.
وقبل أيام أكتشفت معلومة جديدة لم أكن أعرفها عنه، والبداية باتصال تليفوني مع صديقي العزيز الكاتب الصحفي "ماجد عطية"، فأنا أسأل عنه بإنتظام بعدما جاوز التسعين من عمره المديد بإذن الله.
وصاحبي كان من ألمع الصحفيين في المجال الاقتصادي وعمل في مجلة روزاليوسف كما أخبرني من عام ١٩٥١ وحتى ١٩٥٣، تنقل بعدها في عدة صحف حتى استقر في دار الهلال، وكان لفترة رئيساً لتحرير جريدة وطني المعبرة عن أقباط مصر.
وفي مكالمتي الأخيرة معه كانت المفاجأة. حيث قال: سأروي لك سرا لا تعرفه عن والدك .. قلت له خير يا ترى! وحكى لي أنه في أواخر عام ١٩٥٢ استدعاه صاحب المجلة إحسان عبدالقدوس وقال له: عايزك تجري حوار صحفي مع اللواء بالقوات المسلحة "فريد جورجي"، وعندما سألته عن السبب أخبرني أنه رشح هذا الشخص كضابط قبطي ليدخل مجلس قيادة الثورة حيث أن تشكيل الضباط الأحرار كلهم من المسلمين! وقد وعده جمال عبدالناصر بالبحث في هذا الأمر عندما جاء لزيارته في روزاليوسف ومعه صلاح سالم.
ويضيف صديقي ماجد عطية قائلا: وبالفعل ذهبت إلى اللواء "جورجي" في بيته بالزيتون وأجريت معه حواراً، لكنه لم ينشر! والسبب أن مجلس قيادة الثورة لم يوافق على اقتراح إحسان عبدالقدوس!
وأغلب ظني أنهم رفضوا ذلك لأنهم لا يريدون إدخال غريب بينهم، فهم شلة واحدة، وكفاية عليهم اللواء "محمد نجيب" الذي كان إستثناء بينهم!! ثم أنهم لا يريدون حكاية مسلم ومسيحي، فمجلس قيادة الثورة يعبر عن مصر كلها دون تفرقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق