ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 15 أكتوبر 2020

حكايات حقيقية أغرب من الخيال -اعترافات طفل تخرج من مدرسة الثأر



جريمة قتل في المنيا .. الرصاصة القاتلة أطلقت من مسافة بعيدة ثم فر القاتل بين المزارع .. دوافع القتل معروفة .. إنه الثأر. 

تم القبض على عدد من المشتبه فيهم من شباب العائلة المنافسة ورجالها .. ضابط الشرطة "رشدي العلاوي" الذي يحقق في الجريمة على وشك اليأس .. فالتحقيق لم يسفر عن أية نتيجة، وفجأة يدخل عليه طفل صغير لا يتجاوز عمره إحدى عشر سنة ويقول له : "أنا القاتل .. أرجوك أفرج عن كل أفراد عائلتي". 

ويذهل كل الذين يتولون التحقيق من هذه المفاجأة .. يستحيل أن يكون هذا الطفل الصغير هو المجرم .. إن الرصاصة أنطلقت من مسافة بعيدة بدقة وإحكام لتصيب القتيل .. فلا يمكن أن يطلقها طفل خاصة أن البندقية المستخدمة في الحادث والتي تم ضبطها من طراز "لي أنفيلد" فهي صعبة الاستخدام لا يحملها إلا الرجال .. الطفل يصر ويصيح أنا القاتل ويبدأ في سرد قصته أمام ضابط الشرطة "رشدي العلاوي". 


ولدت بعد مقتل والدي الذي كان مقتله بداية جرائم الثأر التي لا تنتهي بين العائلتين المتنافستين .. رضعت من أمي ضرورة الأخذ بثأر أبي .. إن للعائلة كرامة ضائعة لابد من استردادها وشرفا ضائعا لابد من استرجاعه، لم أدخل أي مدرسة، فقط تعلمت الثأر، وأخذت في التدريب على السلاح منذ الصغر، وكنت أصغر طفل يجيد استخدام البندقية. 

وجاءت اللحظة المنتظرة، وبصمت الطفل لحظات ثم يكمل قائلا: تربصت بمن اعتقدت أمي أنه قاتل أبي .. شاهدته وهو يغلق محله ويستعد للانصراف فقلت في نفسي إنك لن تفلت مني كما أفلت من الشرطة ومن أفراد عائلتي الذين حاولوا قتلك أكثر من مرة دون جدوى وكأنك بسبع أرواح .. لا إنك بروح واحدة فقط .. وكانت طلقة وحيدة متقنة أصابته في رأسه واردته قتيلا في الحال. 

الآن استراحت نفسي .. استرددت كرامة العائلة المفقودة وأخذت بشرفها الضائع .. أمي تزغرد .. وتقول لي : "راجل إبن راجل" .. الجريمة لا يمكن أن تكتشف، فالشبهات أبعد من أن تكون عن هذا "العيل" الذي يقتل خصمه من مسافة بعيدة. ولكن كرامة العائلة تتعرض للتهديد من جديد، الشرطة ألقت القبض على العديد من أفرادها .. لا يمكن أن أسكت .. لابد أن أتحرك .. الحل الوحيد هو تسليم نفسي، أمي تعارضني وتتهمني بالجنون، قالت لي: بعد أيام ستفرج الشرطة عن كل المقبوض عليهم وتقيد الجريمة ضد مجهول .. لم أتمكن من الإنتظار .. قلبي يتمزق من أجلهم .. غافلت أمي وجريت إلى قسم الشرطة لأسلم نفسي. 

ويقول ضابط الشرطة "رشدي العلاوي" الذي أشرف على التحقيقات: " شهامة الطفل لم تحقق له كل ما يتمناه، فقد أودعت أمه السجن بتهمة تحريض أبنها على القتل" !! 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق